أمازون تكافح بقوة للتغلب على الحملة النقابية في ألاباما

أمازون تكافح بقوة للتغلب على الحملة النقابية في ألاباما

بدا العمال الذين يغادرون مستودع أمازون في بيسيمر، ألاباما، أكثر اهتماما بركوب سياراتهم بعد نوبات عملهم التي دامت عشر ساعات بدلا من الاشتباك مع مجموعة ممثلي النقابات المهنية المتمركزة في الخارج.
الأشخاص الذين ألقوا نظرة خاطفة على المصنع الذي تبلغ مساحته 850 ألف قدم مربع، المعروف باسم "بي إتش إم 1"، كانوا سيرون أن النقابة أبرزت لافتة كتب عليها "نعم!" بجوار لافتة "التصويت" الخاصة بشركة أمازون.
تلخص الرسائل خيارا مهما: هل ينبغي أن يصبح مصنع بيسيمر أول منشأة من "أمازون" تنضم إلى نقابة في الولايات المتحدة؟
قالت جينيفر بيتس، واحدة من العاملات في مصنع أمازون، وهي واحدة من قادة حملة تحث زملاءها على الانضمام إلى اتحاد البيع بالتجزئة والبيع بالجملة والمتاجر RWDSU، "لم يوصلنا الله إلى هنا حتى يتركنا. سنواصل المهمة حتى تكتمل".
تؤكد "أمازون" أن عمالها سعداء. في تصويت سابق في بيسيمر، في نيسان (أبريل) الماضي، صوت العمال بأغلبية 1798 مقابل 738 ضد الانضمام إلى نقابة. لكن ستجري إعادة التصويت بعد أن حكم مجلس علاقات العمل الوطني الأمريكي بأن وضع "أمازون" لصندوق بريد خاص بالتصويت في المنشأة ينطوي على خطر شعور الموظفين بأنهم مراقبون. من المقرر فرز الأصوات البريدية الأسبوع المقبل.
إذا صوت أكثر من ستة آلاف عامل مؤهل بنعم، فستكون كارثة لشركة قيمتها 1.4 تريليون دولار نمت لتصبح ثاني أكبر صاحب عمل في الولايات المتحدة، بعد "وول مارت". أضافت أمازون 800 ألف موظف إلى موظفيها في العالم منذ بداية الجائحة.
لا يلقي المراقبون المستقلون بالا لفرص النقابة في تغيير نتيجة الانتخابات. قال كين جاكوبس، رئيس مركز أبحاث العمل والتعليم في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، "عندما يريد العمال الانضمام إلى نقابة، نرى أنواع الحملات التي نظمتها ’أمازون‘ في بيسيمر، التي تهدف إلى زرع الخوف". أضاف، "بحلول الوقت الذي تعيد فيه إجراء الانتخابات، يكون كل الضرر قد حدث، والبئر قد تسممت بالفعل".
نفت "أمازون" أنها تستخدم أساليب ظالمة، "إن خيار الانضمام إلى النقابة أو عدمه يرجع لموظفينا. كان الأمر كذلك دائما".
على مدار 28 عاما من وجودها، تتمتع "أمازون" بسجل غير مهزوم في سحق جهود النقابات في الولايات المتحدة. حتى العام الماضي، لم تتمكن أي منشأة على الإطلاق من إجراء تصويت، فضلا عن حشد الانتصار. تعد المخاطر بالنسبة إلى شركة أمازون أعلى الآن مما كانت عليه في وقت تصويت بيسيمر الأخير، حيث أدى نقص العمالة وأزمة سلاسل الإمداد إلى تكبدها تكاليف إضافية بقيمة أربعة مليارات دولار في الربع الأخير.
في 2022، تواجه أمازون تحديات مستقبلية، حيث من المقرر أن يبدأ العمال في منشأة في نيويورك التصويت شخصيا على الانضمام إلى التنظيم النقابي الأسبوع الماضي، بينما سيصوت آخرون في نيسان (أبريل) المقبل. قام موظفون في موقعين آخرين في نيويورك، وواحد في ماريلاند، أخيرا بتنظيم إضرابات قصيرة مطالبين بزيادة الرواتب. ضغطت نقابة تيمسترز على المسؤولين في سان فرانسيسكو للسماح للعمال في مصنع لأمازون لم يفتح بعد في المدينة بالانضمام إلى نقابة.
في جميع أنحاء بيسيمر، وهي مدينة ذات أغلبية من السود والطبقة العاملة التي أعيقت أيام مجدها في صناعة الصلب والصناعات التحويلية بسبب العولمة، يمكن مشاهدة لافتات حمراء صغيرة تدعم اتحاد البيع بالتجزئة والبيع بالجملة والمتاجر مثبتة على الحدائق الأمامية.
قالت كارولين ويلسون، واحدة من سكان المدينة، في إشارة إلى جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون الملياردير، "الرجل الذي يملك هذه الشركة لديه أموال ويتعين عليه القيام بعمل أفضل بكثير".
الأجر الابتدائي في بيسيمر هو 15.80 دولار للساعة، وهو أعلى من الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة، لكنه أقل مما يعده كثير من الاقتصاديين أجرا معيشيا. قال الاتحاد إنه سيطالب بأجور أعلى، وسيقاوم بعض إجراءات المراقبة التي تستخدمها "أمازون" لضمان معدلات إنتاجية عالية للغاية.
يتضمن ذلك "تايم أوف تاسك"-الوقت الذي يقضيه العمال خارج العمل. اشتكى كثيرون من أن هذا الإجراء يمكنه أن يعاقب العمال بشكل غير عادل على استراحة الحمام، أو حتى في الأوقات التي لا يوجد فيها عمل لإكماله بالفعل. عارضت "أمازون" هذه التوصيفات، على الرغم من أن أنظمة مكان العمل لديها معروفة بأنها تدعم كفاءة الشركة وسرعتها.
قال أليك ماجيليس، مؤلف كتاب فلفيلمنت، الذي يتحدث عن الخدمات اللوجستية لشركة أمازون، "إذا فقدت أمازون السيطرة الكاملة على العملية وتوقعات الإنتاجية، قد يكون لذلك تأثير مهم حقا في العمل - أو على الأقل هذا هو ما يخشونه".
في بيسيمر، عقدت أمازون اجتماعات "الجمهور الأسير"، حيث يتحدث المستشارون إلى مجموعات صغيرة من الموظفين حول الانضمام إلى النقابات. وفقا لأشخاص حضروا الاجتماعات، قيل لعمال المستودعات إن الأجور يمكن أن تنخفض، ويمكن سحب المزايا وإجبار الموظفين على دفع رسوم العضوية.
تفضل أمازون مصطلح "الجلسات التثقيفية" على مصطلح الاجتماعات الإلزامية، التي تقول إنها "تمنح الموظفين الفرصة لطرح الأسئلة".
قدم اتحاد البيع بالتجزئة والبيع بالجملة والمتاجر اعتراضا قانونيا وطنيا في حق الجلسات الإجبارية للموظفين، حيث حظيت بالتشجيع من التعليقات الأخيرة من المستشار العام لمجلس علاقات العمل الوطني الذي أشار إلى أن المسؤولين الحكوميين يبحثون في إمكانية شن حملة على هذه الممارسة.
في بيسيمر، يبدو أن الحجج لها صدى. قالت إحدى العاملات إنهم قلقون من أن الشركة قد تغلق المنشأة أو أن النقابة قد تدعو إلى إضراب. "هناك من هم من الكسالى. لكن إذا أتيت إلى العمل وقمت بما هو متوقع، فلا داعي للقلق".
قامت حملة شعبية على ما يبدو بوضع ملصقات مناهضة للنقابات حول المنشأة. كتب على ملصق تم وضعه أخيرا على أرض المنشأة، "خداع اتحاد البيع بالتجزئة والبيع بالجملة والمتاجر هو سبب عدم حصولنا على مكافآتنا". قالت "أمازون" إنها لا علاقة لها بهذه المواد المصممة بشكل بدائي.
رفع القيود المتعلقة بالجائحة يجعل الاتحاد يأمل في أن تلامس حججه الحقيقة. قال ديل وايت، أحد العاملين في "أمازون" وممثل نقابي، "يمكنك التحدث إلى أي شخص شخصيا. إنهم مرعوبون في ’أمازون‘. إنهم يخشون أنهم يراقبونهم ويتنصتون عليهم".
لكن الحال كذلك مع معدل دوران الموظفين في الشركة، تشير تقديرات الاتحاد إلى أن نحو نصف وحدة التفاوض لم يكونوا موظفين من قبل الشركة في وقت التصويت الأول.
قال ماجيليس، "عندما تكون في هذا المستوى من التغيير، يكون من الصعب جدا بناء التضامن لأنكم بالكاد تعرفون بعضكم البعض. إنك تقضي وقتا مع الروبوت أكثر مما تقضيه مع زملائك في العمل."
قالت كريستي هوفمان، الأمينة العامة للاتحاد العالمي للأمم المتحدة، التي سافرت من جنيف لتقديم الدعم، "إذا ظهرت ’أمازون‘ على أنها شركة حديثة ضخمة تحرم قوتها العاملة من أن يكون لها رأي مسموع، فهذا أمر مروع لمستقبل العمل".

الأكثر قراءة