"سيتي جروب" والتوازن الموعود في مركزه الجديد

"سيتي جروب" والتوازن الموعود في مركزه الجديد

بدأ مشروع "سكونك ووركس" التابع لشركة لوكهيد مارتن سرا، كان المشروع يدار بشكل منفصل عن العملية الأساسية لشركة الدفاع في خيمة سيرك مستأجرة بجوار مصنع كريه الرائحة. سجلت "لوكهيد" الاسم كعلامة تجارية لكن دور الوحدة في تطوير طائرة من طراز "يو-2" وطائرات أخرى خارجة عن النمط المعتاد جعلها تتحول إلى مرادف لأي مجموعة صغيرة من المبتكرين الذين يعملون على مسافة من المنظمات الأم المرهقة.
المركز الجديد لمجموعة من مصرفيي الاستثمار الناشئين الذي تجهزه "سيتي جروب" في مالقة من الممكن أن يكون على غرار "سكونك ورك" لمستقبل العمل. قد يبدو مختلفا تقريبا عن معمل لوكهيد من جميع النواحي. المركز ليس سريا، وسيكون مقره في مكتب مجهز بشكل جيد في وسط المدينة الساحلية المطلة على ساحل كوستا ديل سول في إسبانيا، وسيدعم الفرق المصرفية العاملة في المراكز المالية المنشأة بشكل مباشر.
مع ذلك، ستتم مراقبة الابتكار وتقدمه على نحو كامل. سيتطلب التأكد من ضمان ازدهار الابتكار بعض الجهود الإدارية الجادة.
وظفت "سيتي" 30 مصرفيا من جميع أنحاء أوروبا من أجل "مجموعة التحليل المصرفي المبتدئة". سيتقاضون نحو نصف الراتب المبدئي البالغ 100ألف دولار الذي يتقاضاه 100 محلل في العام الأول الذين يتم توظيفهم سنويا في نيويورك أو فرانكفورت أو لندن. من جهة أخرى، لن يتوقع من فريق مالقة أن يعمل لساعات طوال تمتد حتى المساء أو أن يضحوا بعطل نهاية الأسبوع.
يستعد المتهكمون لمحاربة الفكرة. ستجذب الأجور المنخفضة "الأشخاص المتقاعسين وليس المنجزين". يفضل المتدربون "الجادون" أن يخوضوا تجربة "مركز مالي حقيقي".
أعتقد أن مركز "سيتي" اجتاز اختبار القبول. عادة ما تتسابق المصارف لتأمين أشخاص جدد عن طريق رفع الأجور المبدئية. كتبت سابقا عن منافسة نتائجها عكسية بين شركات المحاماة للحصول على موظفين موهوبين. ينطبق الشيء ذاته على المصرفيين، يقبل الذين يعقدون صفقات شيطانية من أجل أجور عالية متطلبات ضمنية بشأن العمل لساعات طوال. يؤدي ذلك إلى استنزاف أكثر للطاقة وتبدأ الحلقة المفرغة من جديد. أضافت "سيتي" بدلا من ذلك رتبا جديدة للمبتدئين إلى السلم، حتى لا يكون الإغراء مالي فحسب.
المبادرة كانت مستوحاة جزئيا من مقابلات موجودة أجريت مع موظفين "سيتي" المغادرين، التي كشفت عن رغبة لتوازن أفضل بين العمل والحياة. قال لي ناتشو جوتيريز-أورانتيا، رئيس الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في "سيتي" إن المشكلة لم تكن في الأجر. لكن الرحيل المبكر للموظفين الأكفاء يمثل "التكلفة الكبيرة للفرصة الضائعة" بالنسبة إلى المصرف.
على ما يبدو، يجب على المصارف مثل "سيتي" أن تستمر في التصدي لتهديدات الإرهاق في المجموعة، ليس فقط من خلال تقديم ضغط أقل بين العمل والحياة لجزء صغير من المنضمين الجدد. على الرغم من ذلك، تؤدي إضافة مستوى جديد من المحللين المبتدئين، إلى توزيع العبء على زملائهم في المراكز المالية الأساسية. ربما تقدم أيضا أسلوب عمل مختلف لكن مثمرا على حد سواء. في النهاية، تشير الدراسات إلى أنه إذا تجاوز العامل ساعات عمل معينة، فإن الإنتاجية تنخفض بل وتتراجع حتى.
قالت ليندا جراتون من كلية لندن للأعمال "أرفع قبعتي احترما لأي شركة مبتكرة وإبداعية" مع خروجهم من الجائحة. يشير كتابها الجديد "ريديزاينيج ورك" إلى بعض التوجهات الأخرى. منظمة سي بي بي إنفستمنتس، التي تدير أصول "خطة المعاشات التقاعدية الكندية"، تمكن الموظفين من العمل من أي مكان لمدة ثلاثة أشهر من العام، ساعية نحو "نموذج ذهبي" يبقي الموظفين "منخرطين ومحفزين ومتزنين". صممت شركة فوجيتسو اليابانية ثلاثة أنواع مختلفة من مساحات العمل - مراكز ومكاتب فرعية ومكاتب مشتركة – للموظفين الذين أرادوا حلا بديلا لمشكلات التنقل وسط المدينة ورتابة العمل المنزلي المتواصل.
قالت جراتون، نهج "سيتي" في مالقة هو تصميم آخر. يجب أن "يعطي المنظمة معلومات أكثر لأعمالهم - وموظفيهم".
يصر المصرف على أن مالقة ليس تجربة. لكن إذا أراد جعل نسخته من مستقبل العمل ثابتة، فسيحتاج أيضا إلى إدارتها بحذر.
سيتعين على المسؤولين التنفيذيين أن يتنبهوا لأي دمدمة من الموظفين في أماكن أخرى بأن عملية مالقة هي نوعا ما "نسخة أقل تحديا من سيتي" أو مسار بطيء للمتقاعسين. يجب عليهم التأكد من ربط مسار المهنة لموظفي مالقة بفرص في أماكن أخرى في المجموعة. قبل كل شيء، عليهم أن يكونوا يقظين بشأن مراقبة التوازن الأفضل الذي وعدوا به.

الأكثر قراءة