جوائز الفشل سامة وتمنع المنافسة الشريفة
صوت الاستياء الذي اندلع الأسبوع الماضي في المملكة المتحدة عندما منح جافن ويليامسون، وزير التعليم السابق، وسام الفروسية، كان مسموعا حتى أعلى من الأخبار المروعة والمضطربة في أوكرانيا.
قد يبدو ذلك غريبا لغير البريطانيين. يرى غير البريطانيين وكثير من البريطانيين أن الإعجاب البسيط والإطراء لنظام الشرف في المملكة المتحدة لغز، أو موضوع سخرية، أو كلاهما. يواجه ويليامسون خارج وطنه من ذلك الحين إحراجا طفيفا يتمثل في أن الأجانب يقومون بتشوية كنيته اللامعة الجديدة التي أصبحت "السيد ويليامسون" أو "اللورد جافين". من يهتم حقا؟
لكن من السهل تفسير هذا الغضب بالنظر إليه بزاوية مختلفة. هذه المكافأة على الإخفاق تثير الضجر مثل مكافأة لرئيس تنفيذي ضعيف الأداء، أو ترقية لقائد فريق غير كفء يفشل في الصعود، أو الإعراب عن الامتنان لزميل يلومك أو ينسب الفضل له.
باختصار، أقيل ويليامسون من منصب وزير الدفاع في 2019، بعد تحقيق في تسريب محاضر اجتماع لمجلس الأمن القومي. نفى ويليامسون أي مزاعم عن تورطه. العام الماضي، تمت إقالته من منصب وزير التعليم بعد أن أخطأ في التعامل مع الامتحانات المدرسية في 2020، خلال الجائحة. قبل مغادرته، تعرض لانتقادات شديدة لفشله في تأمين التمويل الكافي لمساعدة الطلاب على تعويض ما فقدوه أثناء الإغلاق. قال أحد المستشارين الخاصين السابقين، "شاركت من كثب في سياسة التعليم لنحو 20 عاما، وكان ويليامسون أسوأ وزير بشكل كبير".
في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر الآباء الذين كافحوا من أجل تعليم أطفالهم في المنزل خلال العامين الماضيين من عدم اليقين والقلق عن مدى إحباطهم. احتج المدرسون بإضافة "السيد" و"السيدة" إلى اسم المستخدم الخاص بهم على "تويتر" تلميحا إلى جوائز الشرف الاعتباطية. كتب أحدهم، "إذا تمكن ويليامسون من الحصول على وسام الفروسية لإحداثه الفوضى (...) من المؤكد أنني سأستحق شيئا أيضا من أجل الخدمة في التعليم لأكثر من 20 عاما".
رد الفعل مؤشر واضح على سبب كون جوائز الفشل، مهما كان الشكل الذي تتخذه، سامة. إنها تلوث منظمات بأكملها وتحبط معنويات الموظفين وتمنع المنافسة الشريفة على جوائز حقيقية. إنها تقوض، في المقام الأول، أي مجد مرتبط بالجائزة التي في غير محلها. إنها تغرق المراقبين في نوع من القدرية القاتمة، وهو عكس التأثير الإيجابي الموثق جيدا للمحلاظات البناءة.
تشوهت كرامة ويليامسون بشكل أكبر بسبب الشك في أنه يكافأ على النجاح، لكن في الحقيقة يكافأ على المجال الأقل وضوحا وهو "امتلاك معلومات سرية حول أفعال سيئة لمنظمة ما". كرئيس السوط - عندما احتفظ بعنكبوت ذئبي على مكتبه لتخويف زملائه، مثل مفتش متجر بضائع مخفضة من القرون الوسطى - يشاع أنه جمع ما يكفي من المعرفة حول أسرار زملائه في البرلمان لتشكيل تهديد للحكومة الهشة. في هذا التحليل، الشرف يضمن ولائه.
تمت دراسة تأثير أنظمة جوائز الفشل على نطاق واسع. مكتبات من الأبحاث وعقود من الخبرة الواقعية توضح كيف يجب على الشركات مواءمة الحوافز مع الأداء. لا تزال مجالس الإدارة سيئة جدا في ذلك. لكن منذ الأزمة المالية، ركزت الإصلاحات على كيفية تأخير منح المكافآت حتى يتضح تأثير عمل المستفيدين، أو استعادتها إذا حكم على المستفيدين بأنهم أخطأوا.
حصول ويليامسون على وسام الفروسية يسيئ إلى الشرف بحد ذاته بقدر التسرع في تقديمه إليه. إنه يتحدى الوعد، الذي تكرر على مسامع طلاب المدارس، بأن العمل الجاد سيحقق ثماره مع مرور الوقت. كما أنه يتعارض مع المبدأ القائل بوجوب مشاركة القادة معاناة الأشخاص المسؤولين عنهم، وهو ما يتضح في قرار بعض الرؤساء التنفيذيين بخفض رواتبهم أثناء الجائحة.
ينبغي الحكم على أداء وزراء التعليم، على وجه الخصوص، على مدى فترة أطول من أداء أي سياسي آخر تقريبا. كان من الإنصاف إخبار ويليامسون أنه سيتعين عليه انتظار ترقيته حتى يتضح كيف أثرت سياسته المترددة على درجات الطلاب المتضررين من الجائحة، وآفاقهم الوظيفية، وصحتهم العقلية على المدى الطويل.
لدي فكرة أخرى. تشير ورقة عمل نشرها المكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية في 2012 إلى أن دفع مكافآت المعلمين مقدما كان أكثر فاعلية في تحسين درجات طلابهم من مكافأتهم على النتائج الجيدة في نهاية العام الدراسي. تم سحب المكافآت الخاصة بالمدرسين الذين أخفق طلابهم في تحقيق الأهداف.
بما أن كثيرا من الوزراء يتم تكريمهم في نهاية المطاف، لماذا لا نطلق عليهم لقب فارس أو سيدة عندما ينضمون إلى الحكومة لأول مرة ونحذرهم من فقدان هذا اللقب إذا فشلوا؟ تخيل الاحتفال ورفع الروح المعنوية الوطنية إذا تم استقبالنا في حفلة أعلن فيها الملك قائلا، "انهض لتولي منصبك أيها الفارس جافين"، بدلا من قول، "تنحى عن منصبك يا سيد ويليامسون".