آدم أرون .. مسوق أسهم الميم وقائد رحلة "أيه إم سي" الجامحة

آدم أرون .. مسوق أسهم الميم وقائد رحلة "أيه إم سي" الجامحة

عندما أجرى أحد منشئي المحتوى عبر موقع يوتيوب مقابلة مع آدم أرون، الرئيس التنفيذي لشركة أيه إم سي، في الصيف الماضي مرتديا قميصا وربطة عنق وبنطالا، أدى ذلك إلى إثارة حماس المتداولين فحسب في أحد أهم أسهم الميم لهذا العام.
منذ الطرح العام الأولي لأسهم أكبر سلسلة سينمائية في العالم، أصبح أرون قوة دافعة لمشاركة المساهمين، حيث قام مرارا وتكرارا بتعدين حالة أسهم الميم لشركة أيه إم سي لجمع أكثر من 1.8 مليار دولار لإعادة رسملة الشركة في الوقت الذي كانت تكافح فيه عمليات إغلاق كوفيد -19 حتى إنه أصبح ميما هو نفسه.
كانت أحدث حركاته هي الإعلان هذا الأسبوع أن مشغل السينما كان يستحوذ على حصة 22 في المائة في "هايكروفت"، وهو منجم ذهب متعثر برأس مال صغير يحظى بشعبية لدى المتداولين على مواقع من قبيل ريديت.
لا توجد لديه ولا لدى شركة أيه إم سي خبرة في السلع، لكن سعر سهم "أيه إم سي" ارتفع 6.8 في المائة في يوم الإعلان، بينما أغلق منجم هايكروفت على ارتفاع 9.4 في المائة بعد أن ارتفع إلى 96 في المائة. ارتفع سعر سهم المنجم أكثر من 125 في المائة منذ بداية العام.
غرد أرون على "تويتر" ليوضح مدى استمتاعه بأسهم الميم الجديدة في "أيه إم سي" ذات الطابع الذهبي بعد "خطوة التنويع الجريئة" للشركة. كتب، "منذ استثمارنا في ’هايكروفت‘، يظهر نوع جديد من الميمات. جعلتني أضحك. عليك أن تضحك في الحياة".
مع ذلك، نهج أرون في الصمود في وجه الجائحة ليس بمزحة. إذ قال تشاد بينون، محلل في شركة ماكواري، "كان هذا دائما متعلقا بالتسويق. إنه يحاول إنقاذ الشركة".
لكن، هذه الآراء لا يتبناها للجميع، خاصة أن أرون أفرغ أكثر من 42 مليون دولار من أسهمه في شركة أيه إم سي في تقييمات مضخمة. وقال رئيس سلسلة منافسة، "إنه ليس لاعبا في الصناعة. فهو يفعل ما يراه صوابا بالنسبة إلى آدم أرون. إنه لا يفعل حتى ما هو مناسب لـ أيه إم سي".
بدأ أرون، المولود في فيلادلفيا، حياته المهنية في قسم التسويق في خطوط بانام الجوية، قبل أن يقود فرق التسويق في فندق هايات ويونايتد أيرلاينز. ثم تجول في قطاعي الترفيه والتسلية باعتباره رئيسا تنفيذيا لشركة فيل ريسورت النرويجية للرحلات البحرية - التي سرعان ما قام بتوسيع نطاقها وتحويلها إلى شركة عامة - وفنادق ستاروود، من بين شركات أخرى، قبل أن يتولى رئاسة ’أيه إم سي‘ في 2016.
قال أحد المديرين التنفيذيين السابقين في ’أيه إم سي‘، "إنه لم يولد وينشأ في السينما، كما هي حال كثير من أبناء صناعة السينما. كان متفائلا للغاية - خطط كبيرة وأفكار كبيرة. كنت ستسمع الناس في الغرفة يقولون، ’حقا؟‘... كان يقول: "نعم، يمكننا فعل هذا".
مقابل طفرة البث، كانت دور السينما تكافح فعلا في المنافسة قبل الجائحة. ثم أتى كوفيد -19 بانتكاسة. أجبرت الشاشات في جميع أنحاء العالم على الإغلاق وتم تأجيل القائمة الكاملة لأفلام هوليوود الشهيرة.
في بداية 2020، كان لدى "أيه إم سي" ديون - تزيد على 4.5 مليار دولار - أكثر من أي سلسلة سينمائية أخرى، وكانت تنفق أكثر من 100 مليون دولار في الأسبوع بعد بدء عمليات الإغلاق.
قال محللون إنهم كانوا يتوقعون أن تفلس السلسلة، وتعرض سهمها لانخفاض كبير. في مراحل مختلفة خلال الجائحة، كانت "أيه إم سي" "على بعد شهر إلى شهرين من نفاد النقد لديها بالكامل"، وفقا لجواد حسين، محلل في "ستاندرد آند بورز جلوبال".
كان جنون أسهم الميم بمنزلة انعكاس مذهل للثروة، حيث انفصل سعر سهم "أيه إم سي" عن أساسياته الضعيفة ليرتفع 2400 في المائة في أسابيع.
قال رئيس المجموعة المنافسة إن أرون "قد ربح اليانصيب دون شراء تذكرة"، بينما قال حسين "دون الزيادات الكبيرة في الأسهم التي أتاحتها زيادة أسعارها، كانت هذه الشركة ستكون في وضع أسوأ كثيرا".
أضاف، "إننا نحاول كل يوم اغتنام الفرص للمساعدة على جعل ’أيه إم سي‘ شركة أقوى مضيفا أن الشركة كانت "ممتنة للغاية لدعم" "ملايين المستثمرين الذين وجدوا شركتنا مثيرة للاهتمام والذين كانوا متحمسين لها".
في 2020، حقق أرون 21 مليون دولار، أكثر من ضعف العام السابق. كان نحو 15 مليون دولار من هذا المبلغ على شكل جوائز أسهم. لكنه ما زال يملك حصة كبيرة في الشركة وأصر على أن نجاحها في مصلحته.
بعد أن غير جنون أسهم الميم بشكل جذري هيكل ملكية "أيه إم سي" من 10 في المائة من مستثمري التجزئة إلى أكثر من 80 في المائة، أدرك أنه بحاجة إلى التحدث مباشرة إلى مساهميه الجدد وعددهم الآن أربعة ملايين.
كان اهتمام أرون بمجموعة سيلف ستايلد إيبس على موقع ريديت، التي تطلق على أرون اسم “صاحب الشعر الأبيض"، متعمدا. في أيار (مايو) 2021، كشف أنه كان يتبرع بمبلغ 100 ألف دولار لجمعية خيرية لحماية الغوريلات الجبلية المهددة بالانقراض.
في حزيران (يونيو)، أدى إعلان أرون إمكانية حصول المساهمين على الفشار مجانا في دور السينما إلى مضاعفة سعر سهم "أيه إم سي" لفترة وجيزة ولم يكن يتعلق ذلك بجذب الأشخاص إلى المسارح بقدر ما يتعلق بجذب مستثمرين جدد.
توقف بعض محللي الصناعة عن تغطية أداء أسهم "أيه إم سي"، فوفقا لأحدهم "لأنها لم تعد تتداول حسب الأساسيات". يقولون إن سعر سهم "أيه إم سي" مرتبط الآن بشكل وثيق بتوليد ضجة عبر الإنترنت من أرون أكثر من ارتباطه بقدرة سلسلة السينما على سداد الديون أو تحديث مسارحها.
انخفضت أسهم "أيه إم سي" أكثر من 75 في المائة عن ذروتها العام الماضي، وكثير من مستثمري التجزئة الذين اشتروا في ذروة ضجة أرون خسروا أموالهم.
أثناء عملية بيع للأسهم في شهر حزيران (يونيو)، حذرت أيه إم سي المساهمين من أنه ينبغي لهم عدم الاستثمار ما لم يكونوا "مستعدين لتكبد خطر خسارة استثماراتهم كاملة أو جزء كبير منها". وفي الشهر التالي، أجبر أرون على إلغاء خطط لإصدار أكثر من 25 مليون سهم جديد لجمع مبلغ إضافي قدره مليار دولار بعد أن رفض مستثمرو التجزئة عملية تخفيض أسعار أسهمهم.
من غير المؤكد ما إذا كان نهج أرون كمسوق سيستمر في إفادة "أيه إم سي" أو إذا كان بإمكانه تحويل مجموعته من المساهمين بالتجزئة إلى رواد سينما. لكن استعداده لتسخير المكاسب المفاجئة في أسهم الميم يمكن أن يثبت أنه حاسم.
قال المدير التنفيذي السابق لشركة أيه إم سي، "كان كثير من الرؤساء في صناعة السينما وغيرها يهربون إلى الجزء الخلفي من الغرفة. لكن أرون سيقود دائما من الأمام".

الأكثر قراءة