كليات إدارة الأعمال تستعين بالتكنولوجيات الحديثة لجذب الطلاب

كليات إدارة الأعمال تستعين بالتكنولوجيات الحديثة لجذب الطلاب
حفل تخرج أول دفعة أنهت برنامج ماجستير إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية عبر الإنترنت في جامعة جلوبيز في اليابان في 2019. "جلوبيز"

بدأت درجة ماجستير إدارة الأعمال في جامعة ووريك لإدارة الأعمال للتعلم عن بعد منذ 36 عاما باعتبارها دورة بريدية - طريقة توصيل المعلومات من المؤكد أنها تبدو جذابة بشكل إيجابي لأي طالب ولد في ذلك بداية 1986.
يمكن للطلاب اليوم الوصول إلى المساق الدراسي من خلال منصة عبر الإنترنت يتم حجزها مسبقا وتتيح لهم، كما تقول جامعة واريك، "التفاعل في المحاضرات في الوقت الفعلي (...) والوصول إلى المواد الدراسية (...) والمشاركة في مجموعات دراسية عالمية والتحدث بشكل مباشر مع (...) المحاضرين وأقرانهم".
نظرا إلى أن الجهات التي تقدم برامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت تتنافس على جذب الطلاب، أصبحت جميعها أكثر إبداعا في الطريقة التي تقدم بها المحتوى. قبل وقت طويل، كانت التكنولوجيات مثل العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي قد تجعل الدورات الحالية تبدو كأنها قديمة مثل مظروف من مواد الدراسة التي ترتطم بعتبة الباب.
تم تسريع الاستثمار بسبب جائحة فيروس كورونا، ما أجبر كليات إدارة الأعمال على تدريس حتى طلاب ماجستير إدارة الأعمال التقليديين عن بعد.
تتضمن تكنولوجيا جامعة واريك الآن استوديوهات فيديو بشاشة خضراء تسمح للمقدمين بتركيب صورهم على خلفيات مختلفة. تقول دوت بويل، مديرة تعزيز التدريس والتعلم في الجامعة، "نأخذ بعض المحتوى من أحد أعضاء هيئة التدريس وهي عملية مشاركة معلومات ثابتة. نصمم الأنشطة، والعناصر التفاعلية حول ذلك المحتوى ونشجع الطلاب على التفاعل معه ومع بعضهم بعضا. لدينا جوانب اجتماعية للتكنولوجيا ليتمكنوا من التعليق على الأشياء، والعمل في مجموعات افتراضيا والمشاركة في محاكاة العمل".
أضافت أنه لن يكون توفير مجموعة من الشرائح والتحدث عنها ببساطة "مقبولا لوقت أطول بكثير" - يرغب الطلاب أن يكونوا قادرين على التفاعل. نظرا إلى أن المرونة هي نقطة تسويق رئيسة لبرامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت، يجب أن يكون المحتوى غير المتزامن تفاعليا ويمكن الوصول إليه بسهولة. يبدو أن الملفات الصوتية تصبح أكثر شعبية، كما قالت بويل، لأنه "يمكنك الاستماع إلى المحتوى أثناء التنقل".
بعض العناصر المجربة والمختبرة لتدريس برامج ماجستير إدارة الأعمال التقليدي يتم تحويلها بنجاح على الإنترنت.
أكد توم آدمز، الرئيس والمؤسس المشارك لكلية كوانتيك لإدارة الأعمال والتكنولوجيا ومقرها واشنطن العاصمة - التي تقدم برنامج ماجستير إدارة الأعمال وبرنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية عبر الإنترنت - على دراسات الحالة والمحاكاة التي تشرك الطلاب في المعضلات التي تواجه فرق الإدارة.
تقدم للطلاب الذين يستخدمون تطبيق كوانتيك سيناريوهات يجب عليهم اتخاذ القرارات فيها. عندما يتخذون هذه القرارات، يحصلون على تغذية راجعة ملائمة يمكن أن تعزز أفضل الممارسات - أو تخبر المتعلم "لا، إن الأمر ليس كذلك، والسبب في ذلك"، كما يقول آدامز. "في النهاية، الطريقة التي تعرف بها المادة تختلف عما شعرت به بعد محاضرة عبر الفيديو".
مع ذلك، يصر آدامز على أن علم أصول التدريس هو أمر بالغ الأهمية. يقول، "إننا لا نستخدم التكنولوجيا من أجل التكنولوجيا". ما يهم، كما يعتقد، هو إيجاد أفضل الأمثلة على التدريس في الحياة الحقيقية، ومن ثم طرح السؤال "هل يمكن أن يتم تقديم هذا المحتوى عبر الهواتف الذكية دون الإخلال به؟".
تدرس بيتي فاندنبوش، كبيرة مسؤولي المحتوى في منصة التعلم عبر الإنترنت كورسيرا، التي تستقبل حملة درجات ماجستير إدارة الأعمال من عدة كليات لإدارة الأعمال، المتعلمين لاكتشاف أي تكنولوجيات التدريس تعمل بالشكل الأفضل. تجادل بأن مفهوم "التدريس المتمحور حول المعلم" أصبح قديما، وتشير إلى درجة الماجستير الدولية في إدارة الأعمال التي تقدمها كلية جيس لإدارة الأعمال في جامعة إلينوي إربانا شامبين، على الرغم من أنها قد تضم ما يصل إلى أربعة آلاف طالب، إلا أنهم قادرون على بناء علاقات مع الأقران وأعضاء هيئة التدريس، وتلقي الملاحظات المهمة منهم.
كما أنها تستشهد ببرنامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت المقدمة من قبل جامعة ماكواري في أستراليا، التي تسمح للطلاب بأخذ المساقات في مجموعات "مرتبة"، ما يقلل من خطر شعورهم بالإرهاق. تقول، "الجميل في ذلك أن لديك نقاط توقف إذا كنت في حاجة إليها".
تعتقد أن مثل هذه المساقات سيتم تعزيزها من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعرف متى "تحفز" المتعلمين.
يقول فاندنبوش، "يعمل الناس بشكل أفضل عندما يتعلمون كل يوم أو كل يومين. التحفيز يقول، "مرحبا، ربما ينبغي أن تعود إلى المساق".
يمكن أن يسمح الذكاء الاصطناعي أيضا بتصميم المساقات للمتعلمين الأفراد. يقول فيدريكو فراتيني، عميد إم آي بي، كلية الدراسات العليا للأعمال في جامعة بوليتكنيكو دي ميلانو، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في منصة كلية إم آي بي، فليكس، يمكن أن يوجد "مسارات تعليمية موصى بها". تم فحص منصة فيلكس في البداية على رابطة الخريجين، لكن تمت إتاحتها للطلاب على نطاق أوسع خلال الجائحة.
يقول فراتيني إن كلية إم آي بي تأمل في تضمين الذكاء الاصطناعي في درجات ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت، بحيث يتمكن الطلاب الجدد من تلقي توصيات بشأن خيارات المساقات التي تتماشى مع تطلعاتهم المهنية.
إن الجامعات أكثر حذرا بشأن الواقع الافتراضي. يقول آدامز إن الواقع الافتراضي يمكن أن يكون "مثيرا" لتعليم إدارة الأعمال لأنه يمكن أن يعزز التعلم التجريبي. لكن عنما يتم استخدامه على وجه التحديد يجب أن يتم النظر فيه بعناية.
يعتقد كل من فراتيني ونفسه أن دورها قد يكون محاكاة سيناريوهات الحياة الواقعية - شركة تتعامل مع هجوم إلكتروني، على سبيل المثال - بحيث يمكن تطبيق المعرفة التي يتم توفيرها عبر طرق التدريس الأخرى. لكنها قد تكون أقل ملاءمة للفصول الرسمية، لأسباب ليس أقلها صعوبة تدوين الملاحظات.
لدى بويل شكوك أخرى بشأن الجوانب العملية. تقول، "من الواضح أنه سيكون كابوسا لوجستيا أن نتوقع من الطلاب في جميع أنحاء العالم أن يكون لديهم سماعات الواقع الافتراضي". تضيف أن جامعة واريك تستكشف طريقة لتقديم بيئة فيديو غامرة دون مثل هذه الأجهزة الملحقة.
على أي حال، تضيف، أن التكنولوجيا ليست سوى أحد العوامل التي تؤدي إلى مساق دراسي جيد. "إنها التكنولوجيا، والفريق الذي يقف وراء إنشائها، وأعضاء هيئة التدريس".

الأكثر قراءة