"لا يهمني"
في المقال السابق تحدثت عن اللقاء الذي أجرته صحيفة "أتلانتك" مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. الحوار كان يحمل عديدا من الدروس الملهمة التي تجبرنا أن نتوقف عندها طويلا، وبغض النظر عن التحليل السياسي والعمق السياسي في اللقاء، فإن قوة الكلمات ودلالاتها المبهرة تدفعنا إلى تأملها طويلا، لأنها تشكل في حد ذاتها قوانين فاعلة لكثير من الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق النجاح في الحياة. "حين سأل صحافي صحيفة أتلانتيك ولي العهد قائلا: هل تريد أن يعرف عنك جو بايدن شيئا قد لا يعرفه عنك؟ أجابه ولي العهد: ببساطة؟ قال الصحافي: نعم، أجابه ولي العهد: "إن هذا لا يهمني"، قال الصحافي: ماذا تقصد؟ أجابه ولي العهد: إن هذا الأمر يعود إليه، ومتروك له للتفكير في مصالح أمريكا، فليفعل ذلك إذن".
في المقال السابق تحدثت عن قانون مهم ورد في حديث ولي العهد وهو "لا تكن نسخة من أحد". اليوم أتحدث عن قانون بالغ الأهمية وهو قانون "لا يهمني". رؤية 2030 التي راهن عليها ولي العهد قبل أعوام ها نحن اليوم نرى ثمارها تبدأ في النضوج. التحديات لم تكن سهلة والصعوبات كانت كبيرة ومحاولات مقاومة التغيير كانت قوية، لكن مهندس الرؤية كان مؤمنا بأن الأحلام مهما كانت مستحيلة فإنها تصبح واقعا حين يتم تطبيق قوانين النجاح بكل حزم.
حتى تحقق النجاح في حياتك قم بتطبيق قانون "لا يهمني". الوقت الذي تستغرقه لمحاولة إرضاء الجميع هو أول خطوة لك نحو الفشل، والتوقف في منتصف الطريق للدخول في جدال مع جميع الأطراف هو نوع من العبث سيبعدك عن طريق النجاح ويشغلك عن التركيز على أهدافك. لا تعتقد أنك قادر على الحصول على تأييد وإعجاب البشرية بشكل قاطع فحتى الأنبياء لم يستطيعوا ذلك. محاولتك لتعريف الآخرين بمقاصدك ونياتك والحصول على دعمهم وتأييدهم سيجعلك شخصا ضعيفا في نظرهم وغير جدير بتحمل المسؤولية. قانون "لا يهمني" سيصنع منك شخصا لا تهزه الانتقادات السلبية والتقييمات المتدنية، وسيمنحك قوة التركيز على مشروع نجاحك مهما كان ضجيج الأصوات مرتفعا من حولك، ولن يدفعك إلى البحث عن قيمتك في أعين الآخرين مهما كانوا.
وقفة:
كلمات ولي العهد الواردة في لقاء صحيفة "أتلانتك" هي قوانين نجاح حقيقية.