رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المدينة الصحية الافتراضية

ظهر الإعلان المشترك عن المدينة الصحية الافتراضية من قبل ثلاث جهات رئيسة في المملكة ليؤكد مجموعة من المبادئ المهمة التي ستسيطر على عالم الأعمال والخدمات. أهم هذه العناصر هو التشارك بين الجهات المختصة، فلم تعد هناك جهة تقوم بإنجاز مهامها منفردة أو بمنأى عن الآخرين. أهم أسباب ذلك هو التعقيد الشديد للعمليات ودخول التقنية بشكل أفقي في كل مواقع وأنواع الخدمات، ما يجعل التخصص الرأسي للعاملين مهما.
هنا يتضح دور التخصصات الحديثة وما ستحدثه من تغييرات جوهرية في المشهد العام. يضاف إلى هذا المبدأ المهم ، ضرورة تحسين قدرات العاملين في عدد أكبر من المهارات التي لم تكن أساسية في السابق. لم نعد اليوم نشاهد أقساما مختصة بالطباعة أو إعداد العروض الحاسوبية، فهذه المهارة أصبحت جزءا من معارف الموظف الجديد الذي يستطيع أن ينهي عملياته الأساس في مكتبه دون الحاجة إلى الغير.
مع هذا التغيير الجوهري في قدرات ومهارات الموظفين أصبح الاعتماد المتبادل بين الجهات أكثر وضوحا، ولعل هذا هو "مربط الفرس"، فالتخصص الدقيق في مجال معين يستوجب الإنفاق على التجهيزات والمستلزمات التقنية، وأهم من ذلك يتطلب الاستثمار في العصر البشري، الذي سيكون في مقبل الأيام أكثر كفاءة وأسرع تفاعلا مع التقنية. الاستثمار في العنصر البشري سيرفع من سقف التوقعات، ذلك أن العمليات البسيطة يمكن أن تتم من قبل الأجهزة وسيصبح المستخدم ملزما بمعرفة كل دقائق العملية الوظيفية التي يمارسها أو تمارسها عنه الأجهزة.
يضاف إلى هذه الإمكانية الأساس ما سيصبح من مكونات كل مستشفى من الأجهزة المعقدة، ليتحول المستشفى الذي يقع في قرية تبعد آلاف الكيلومترات عن مراكز التحليل والعلاج، قادرا على تنفيذ جميع التحاليل والفحوص التي لم يكن من الممكن الحصول عليها سوى في المستشفيات التخصصية أو خارج الديار، افتراضيا.
أمر أخير يتعلق بوضوح الرؤية لدى الجميع. سيكون من المقبول أن يتعرف المريض ومن يهتمون بشأنه على الحالة والإجراء الذي سينفذ للتعامل معها بطريقة سهلة وبعيدة عن التكلف والتكاليف، ما سيجعل عمليات انتقال المرضى أو المستفيدين من الخدمات أمرا من الماضي. التجهيزات الأحدث والعقول الأكثر خبرة وتخصصا ستتعامل مع الحالات بمختلف أنواعها وتعقيداتها ومواقع من يعانونها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي