ابحث عن بداية جديدة .. قرارات العام الجديد لا تنجح دائما

ابحث عن بداية جديدة .. قرارات العام الجديد لا تنجح دائما

كيف تسير قرارات العام الجديد؟ إذا كنت مستمرا عليها، فقد أحسنت. كثير من الناس لا يفعلون ذلك.
بدأت التفكير في هذه المشكلة في كانون الأول (ديسمبر) عندما أكد الكاتب ديفيد إبستين في نشرته الإخبارية بعنوان رينج وايدلي Range Widely أن "قرارات العام الجديد تنجح بالفعل بشكل مذهل". أشار إبستين إلى عمل كاتي ميلكمان، خبيرة في الاقتصاد السلوكي ومشاركة في اكتشاف "تأثير البداية الجديدة".
تأثير البداية الجديدة هو الميل للتعامل مع تواريخ معينة، مثل أعياد الميلاد أو رأس العام الجديد، باعتبارها نقطة انطلاق للتغيير الشخصي. يمكن تحديد تواريخ أخرى كثيرة على أنها بداية جديدة. دعت ميلكمان وزميلاها، هنجشين داي وجيسون ريس، المشاركان في البحث، إلى الاشتراك في رسائل تذكير بالبريد الإلكتروني صممت لتحفيزهم على تحقيق أهدافهم. قيل للبعض إن رسالة التذكير سيتم إرسالها في "الخميس الثالث من آذار (مارس)". قيل لآخرين إنه سيتم إرسالها في "اليوم الأول من فصل الربيع". في كلتا الحالتين تم إرسالها في الـ20 من آذار (مارس)، لكن الاستفادة كانت أكبر بكثير بالنسبة إلى رسالة التذكير عبر البريد الإلكتروني في اليوم الأول من فصل الربيع.
لم تقس الدراسة ما إذا كان أي شخص قد حقق أهدافه بالفعل أو اكتسب عادات جديدة دائمة. كل ما تم قياسه هو الاهتمام بتلقي تلك الرسالة. هذا ليس دليلا على نجاح قرارات العام الجديد، بل تفسير لسبب اتخاذنا قراراتنا في الأول من كانون الثاني (يناير) بدلا من التاسع من تشرين الأول (أكتوبر)، مثلا.
البداية الجديدة هي مجرد بداية. لكنها أفضل من لا شيء. كما تجادل ميلكمان في كتابها، إذا فشلت في تحقيق 80 في المائة من القرارات، فهذا يعني أنك نجحت في تحقيق 20 في المائة منها. هذا أمر مفرح!
مع ذلك، بالنطر إلى أن التحدي الحقيقي ليس اتخاذ القرارات على ما يبدو، بل الاستمرار في فعل ذلك، أود أن أعرف مزيدا عن تلك المشكلة. هناك قصة في نهاية كتاب "كيف تتغير"، تناقش فيها ميلكمان وزميلتها أنجيلا داكورث نجاح تجربة كبيرة. تم إجراء هذه التجربة مع سلسلة صالات رياضية وطنية تهدف إلى زيادة ممارسة الأشخاص التمارين الرياضية. هل كانت ناجحة؟
قالت ميلكمان، "بالتأكيد!". قالت داكورث، "مستحيل". لماذا الاختلاف؟ لأنه بينما كانت محاولات الإقناع التجريبية فاعلة بشكل واضح في حمل الناس على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية خلال فترة التجربة التي استمرت أربعة أسابيع، كانت أقل فاعلية في حث الناس على الحفاظ على عادتهم في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
إذا كنت تأمل في نتائج مستمرة، فالإجابة الممكنة هي الإقناع المستمر. تكتب ميلكمان، "إن تحقيق تغيير تحولي في السلوك أشبه بعلاج مرض مزمن أكثر من علاج طفح جلدي". أنت لا تعطي شخصا مصابا بالسكري كمية أنسولين تكفي لمدة 28 يوما، ثم تبتعد عنه - تعتقد ميلكمان أن النسيان ونفاد الصبر والكسل هي أيضا أمراض مزمنة تتطلب يقظة مستمرة.
هناك نهج أخرى. ديفيد إبستين، مثلا، كان يكافح من أجل التخلي عن عادة تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل. عندما انتقل إلى منزل، قرر ببساطة أنه سيترك العادة القديمة في المنزل القديم. يكتب أن هذا النهج كان ناجحا تماما. هذا تطور لفكرة البداية الجديدة. يوم رأس العام الجديد ينتهي في الثاني من كانون الثاني (يناير)، لكن بعد يوم من انتقالك إلى منزل، أنت لا تزال في المنزل الجديد. البداية الجديدة تبقى جديدة.
وضع إبستين أيضا خطة واضحة، وهو أمر في الأغلب يكون مفقودا في القرارات. قرارك هو زيادة ممارسة التمارين الرياضية؟ عظيم! أين وكيف ستمارس الرياضة ومتى ستمارسها؟ من الأفضل أن تسجل في فصل تمارين رياضية معين بدلا من الاشتراك في عضوية صالة ألعاب رياضية عامة، لأنك مجبر على أن تكون دقيقا فيما يتعلق بكيفية تحقيق هدفك.
فكرة أخرى عالقة في ذهني هي أن أفعالنا تتأثر بكل من القوى الدافعة والقيود - دواسة السرعة ودواسة المكابح، إذا أردت ذلك. عندما نريد التحرك، فإننا نضغط غريزيا بقوة أكبر على دواسة السرعة، لكن في الأغلب ما نحصل على نتائج أفضل من إطلاق المكابح. "سمعت هذا من دانييل كانيمان الحائز جائزة نوبل، الذي ينسب الفضل إلى عالم النفس كورت لوين في أوائل القرن الـ20". إذا كنت تفكر في اتخاذ قرار جديد، اسأل نفسك، "لماذا لم أفعل هذا بالفعل؟ ما الذي كان يمنعني؟" أجب عن هذين السؤالين، ربما تتعلم شيئا سيساعد على التزامك بالقرار الجديد.
لذا ابحث عن بداية جديدة تدوم، تغيير في الروتين أو الحالة يمكن أن تربط به عادة جديدة. ضع خطة محددة لكيفية الحفاظ على القرار، واكتشف العقبات التي كانت تقف في طريقك.
هناك بعض الدعم التجريبي لهذه الأفكار، ولكن مسألة "كيف تستمر؟" يبدو أنها لم يتم اكتشافها جيدا مقارنة بـ"كيف تبدأ؟" ينبغي ألا يكون ذلك مفاجئا، يرجع ذلك جزئيا إلى أن البحث في التغيير السلوكي المستمر يستغرق وقتا أطول بكثير من البحث في المكاسب السريعة.
يكشف هذا أيضا عن تركيز واسع النطاق في الطريقة التي نفكر بها. نحن نركز على العادات الجديدة أكثر من التركيز على العادات القديمة، لأننا نركز على الجديد أكثر من التركيز على الاستمرارية في كل مجال من مجالات الحياة تقريبا. لكن مشكلة الاستمرارية هي موضوع لأسبوع آخر.

الأكثر قراءة