الخبز والورد

بالأمس كان يوم المرأة العالمي، الذي بدأ بثورة لنساء مدينة نيو إنجلاند قبل 200 عام تحديدا في 1820 اللاتي دفعهن ظلم وسطوة أرباب العمل للخروج إلى الشوارع احتجاجا على ما يعانينه، ولم يكن أحد يتصور أن مجموعة من النساء الفقيرات الكادحات يتجرأن على مثل هذا العمل ويشعلن شرارة البداية، وبعدها بنحو 14 عاما أضرب نساء مصنع لوريال عن العمل للمطالبة بالمساواة مع الرجال في التعامل والأجور، وفي رواية أخرى قيل إنه تم إغلاق بوابة المصنع وحرق ما فيه، وكانت هذه الحادثة سببا في إنشاء أول جمعية نسوية داخل الولايات المتحدة في 1834، وبعد مرور نصف قرن تقريبا عاودت النساء تلك المسيرات، ولكن بطريقة مخالفة عما سبقها حيث حملن خبزا يابسا في يد وفي الأخرى باقة ورد في إشارة إلى معاناتهن ومطالبين بوقف القمع، فالمرأة حين تطلب حقها فهي لا تسلب حق أخيها الرجل، بل تقر ما منحها الله إياه، ففي إنصافها إنصاف للمجتمع ككل، لأنها أساس البناء الذي تقوم عليه المجتمعات. وفي الثامن من آذار (مارس) لـ1909 أقيم أول احتفال باليوم العالمي للمرأة تخليدا للمناضلات الكادحات ولم تعترف به الأمم المتحدة إلا بعد مرور عشرات الأعوام في 1975.
واليوم قليل من يعرف سر ذلك اليوم وأهميته، قد يبدو يوما عاديا ترفع فيه الشعارات والعبارات وتهدى فيه الورود ويشبه بقية الأيام لدى نساء العالم، إلا نحن هنا تحت راية الملك سلمان، حكيم العصر وولي عهده، من تحققت الأحلام برؤيته الثاقبة للمستقبل. في الأمس؛ بدى الثامن من آذار (مارس) يوما مختلفا بكل المقاييس، توج بمجموعة من القرارت التي تعيد للمرأة حقها المستحق، الذي شرعه لها ديننا الحنيف بنظام الأحوال الشخصية الجديد المستمد من أحكام الشريعة الإسلامية وغاياتها، ومتماشيا مع التوجهات القانونية والممارسات القضائية الدولية الحديثة، ومواكبا لمستجدات الواقع ومتغيراته.
والسعودية بالذات، ومنذ تأسيسها، لعبت النساء دورا بارزا فكانت عونا لأخيها الرجل في التأسيس برجاحة عقلها وشريكا في البناء ولا زالت حتى في الحروب شاركت بنفسها، يعتزي باسمها أبوها وأخوها، ويفخران بها ولم تكن عارا، وعلى رأسهن: سارة السديري والدة الملك عبدالعزيز، نورة آل سعود شقيقته وعزوته، الجوهرة آل سعود عمته التي حثته لاسترداد ملك آبائه، غالية البقمي التي حاربت ضد الأتراك، موضي البسام التي قيل فيها: "إن جاك ولد سمه موضي"، الجوهرة المعمر، وموضي بنت أبي وهطان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي