بداية العام المضطربة تؤثر سلبا في صناديق الاستثمار
تعثر المستثمر البارز تيري سميث البريطاني، منذ بداية 2022، إذ تسببت عمليات بيع أسهم التكنولوجيا في خسائر حادة لمحفظته واختبرت صبر جيش من أتباعه من مستثمري التجزئة.
انخفض الصندوق المملوك لسميث فندسميث إيكويتي الرائد البالغة قيمته 26.1 مليار جنيه استرليني نحو 15 في المائة منذ بداية العام، وفقا لبيانات مورنينجستار.
يشار إلى أن اثنتين من أفضل عشر شركات قابضة في فندسميث - مجموعة المدفوعات الأمريكية باي بال وميتا بلاتفورمز المالكة لفيسبوك - قد عانتا صدمات حادة بشكل خاص. فقد انخفضت باي بال 66 في المائة عن أعلى مستوى لها في الصيف الماضي، بينما تراجعت ميتا 45 في المائة عن ذروتها الأخيرة خلال الخريف.
تؤكد بداية العام القاسية بالنسبة إلى فندسميث، أحد أكثر الصناديق شعبية بين مستثمري التجزئة في المملكة المتحدة، مخاوف طويلة الأمد لدى بعض المحللين من أن مشتري الصناديق البريطانية مرتبطون جدا بالمديرين البارزين الذين يمكن أن يتدهور أداؤهم بسرعة. مثلا، في العام الماضي، قال نيك ترين، أحد أشهر مديري الصناديق في المملكة المتحدة، إنه عانى مما "يمكن القول إنه أسوأ فترة أداء استثماري نسبي" منذ عقدين.
دافع سميث، الرئيس التنفيذي لصندوق فندسميث، عن ضعف الأداء هذا العام. قال لـ"فاينانشال تايمز"، "إنه ليس صندوقا يهدف إلى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل ولا يحاول التفوق في الأداء في كل فترة من فترات التقرير أو في كل نوع من ظروف السوق".
أضاف، "إننا نركز على تقديم عوائد قوية لمستثمرينا على المدى الطويل. فندسميث هو صندوق للمستثمرين على المدى الطويل الذين يريدون أن تتضاعف قيمة استثماراتهم على المدى الطويل. لقد قلت "المدى الطويل" مرتين في تلك الجملة متعمدا".
أضاف سميث أن الصندوق ارتفع بأكثر من 500 في المائة منذ إنشائه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، أو 17.4 في المائة على أساس سنوي بعد خصم الرسوم. على الرغم أن الصندوق تخلف بفارق ضئيل عن مؤشر إم سي إس آي العالمي القياسي في 2021، فلا يزال سجله طويل الأجل قويا.
انتقل سميث، أحد أبرز الممولين في الحي المالي في لندن، إلى جزيرة موريشيوس في 2014 بعد تنحيه عن منصبه كرئيس تنفيذي لمجموعة توليت بريبون لوساطة البيع الداخلية. وصف في بعض الأحيان بأنه وارن بافيت البريطاني.
يعرف سميث استراتيجيته الاستثمارية المكونة من ثلاث خطوات على أنها "اشتر شركات جيدة، لا تفرط في الدفع، لا تفعل شيئا" - في إشارة إلى تقليل معدل دوران المحفظة للحد من التكاليف. إنه يميل إلى التركيز أكثر على الشركات الأسرع نموا، حتى لو كانت أعلى تكلفة من الصفقات التي جعلها رئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي صفة مميزة له.
حتى الآن، ظل أتباع سميث من مستثمري التجزئة متعلقين به على الرغم من الخسائر قصيرة الأجل التي تكبدها. ففي كانون الثاني (يناير)، احتفظ صندوق فندسميث بمركزه كأكثر الصناديق شعبية بين مستثمري التجزئة على إنتراكتيف إنفستر، ثاني أكبر منصة استثمارية في المملكة المتحدة. كما احتل الصدارة كالصندوق الأكثر استثمارا بين المدخرين الذين اختاروا الصناديق لحسابات الادخار الفردية على منصة إيه جيه بيل، وكان من العشرة الأوائل بين المشترين في هارجريفز لاندسداون، في الشهر الأول من هذا العام.
قال ليث خلف، رئيس تحليل الاستثمار في إيه جيه بيل، "من الواضح أن المستثمرين لم يفقدوا حماسهم" جراء الانخفاض في كانون الثاني (يناير).
"ينبغي عدم الحكم على الأداء خلال هذه الفترة القصيرة بالطبع، ويعني السجل الاستثنائي للمدير (...) أن لديه سمعة حسنة في البنوك، وهو ما يفسر سبب تجاهل المستثمرين عن التراجع الشكلي المؤقت والاستمرار في دعمه على المدى الطويل".
تأتي الخسائر التي تكبدها سميث خلال فترة عصيبة بالنسبة إلى مستثمري النمو، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تقليص الدعم. وينظر إلى أسهم التكنولوجيا، التي تعتمد أسعارها المرتفعة على إمكانية تحقيق أرباح مستقبلية وفيرة، على أنها عرضة بشكل خاص لارتفاع أسعار الفائدة. كما عانى صندوق أرك إنفست الذي تديره كاثي وود خسائر فادحة.
قال إيان أيلوارد، رئيس اختيار الصناديق في باركليز، إن تركيز سميث على ما يسمى بشركات "النمو الجيد" كان "ثابتا".
إذ قال، "لقد كانت هذه المنطقة الأكثر ربحية في سوق الأسهم للاستثمار على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك، ولكن هناك فترات يكون فيها التعرض لمثل هذه الأسماء مؤلما نسبيا وكان هذا العام حتى الآن إحدى تلك الفترات".
بداية العام المضطربة للأسواق العالمية، التي لم تستقر بسبب الأزمة في أوكرانيا وارتفاع أسعار الفائدة في البنوك المركزية، تركت عديدا من المديرين المعروفين الآخرين يندبون الخسائر، بما في ذلك صندوق ويليام دانوف فايديلتي كونترافند البالغة قيمته 131 مليار دولار وصندوق بيلي جيفوردز الاسكتلندي للاستثمار العقاري البالغة قيمته 15 مليار جنيه استرليني، وهو صندوق مفضل آخر لمستثمري التجزئة في المملكة المتحدة.