بعد العقوبات .. المستثمرون يكافحون لتداول الأصول الروسية

بعد العقوبات .. المستثمرون يكافحون لتداول الأصول الروسية

يسارع المستثمرون العالميون الذين يملكون ما لا يقل عن 150 مليار دولار من الأوراق المالية الروسية في دفاترهم لإيجاد طرق لتنفيذ الصفقات بعد أن أقصت العقوبات الغربية البلاد من النظام المالي العالمي.
كان المستثمرون الأجانب يمتلكون 20 مليار دولار من ديون روسيا بالدولار وسندات سيادية مقومة بروبل بقيمة 41 مليار دولار في نهاية 2021، وفقا لبيانات البنك المركزي الروسي. تظهر بيانات بورصة موسكو أن الحيازات من الأسهم الروسية بلغت 86 مليار دولار.
لكن استبعاد كثير من البنوك الروسية من شبكة مدفوعات سويفت يعني أن المستثمرين الأجانب عالقون الآن، وليس من الواضح كيف يمكنهم الخروج دون التعارض مع العقوبات الجديدة، وعدم قدرتهم على العثور على أطراف مقابلة لديهم الاستعداد والقدرة على الشراء.
"قدرت الأسواق مستوى متحفظا للغاية في جميع المجالات لأنه، بصراحة، تراجعت الأسواق وقالت سننتظر ونرى ما سيحدث'، حسبما قال ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في الدخل الثابت العالمي في شركة بلاك روك، وهي من أكبر حاملي الديون السيادية الروسية الغربيين وفقا لبيانات من "بلومبيرج". "لا يحدث كثير من التداول الفعلي. لا أحد يريد أن يكون في الجانب الآخر".
خلال عطلة نهاية الأسبوع، قالت الدول الغربية إنها ستمنع بعض البنوك الروسية من سويفت، وهي شبكة المراسلة التي تدعم المدفوعات العالمية، بينما تمنع أيضا قدرة البنك المركزي على الوصول إلى 630 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية. بدءا من الثلاثاء، منعت الولايات المتحدة مؤسساتها المالية من شراء سندات حكومية روسية جديدة.
لقد توقف معظم التداول. منع البنك المركزي الروسي الإثنين المؤسسات الخارجية من بيع الأوراق المالية المحلية في بورصة موسكو، وأوقف التداول في الأسهم والمشتقات في البورصة طوال اليوم.
في الوقت نفسه، علقت البورصات الخارجية التداول في إدراجات الشركات الروسية الأكثر شهرة. أوقفت شركة دويتشه بورص، أكبر مشغل للبورصات في ألمانيا، تداول أسهم 16 شركة روسية، من ضمنها "إيروفلوت" و"روسنفت" و"سبربانك" و"في تي بي" و"في إي بي فاينانس".
وتم تعليق أسهم مصرف في تي بي الروسي الثلاثاء في بورصة لندن، الأمر الذي أضر بقدرة المتداولين على بيع كامل مراكز العملاء.
تراجعت قيمة الأوراق المالية المدرجة في لندن مثل "سبربانك" و"تي سي إس" و"جازبروم" الإثنين، لكن كثيرا من المتداولين انسحبوا طواعية أيضا من تقديم أسعار خوفا من التداعيات - بدلا من ذلك اختاروا انتظار مزيد من الإرشادات من إداراتهم للامتثال.
أوقفت ناسداك وبورصة نيويورك التداول مؤقتا في بعض المجموعات التي لها علاقات قوية بروسيا أثناء بحثها عن مزيد من المعلومات حول تأثير العقوبات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
تمنح اللوائح الأمريكية البورصات صلاحية تعليق تداول الأسهم والتأكد من أن المستثمرين لديهم إفصاح كامل عن أي معلومات جوهرية قد تؤثر في أسعار الأسهم. من بين الشركات التي أوقفتها بورصة ناسداك "نكسترز "و"ياندكس" و"أوزون هولدينجز".
كان أحد أسئلة الوسطاء والمستثمرين هو ما إذا كان سيتم إخراج نظرائهم المتداولين من نظام سويفت. قال أحد المتداولين في مصرف استثماري، "يجب ألا أتداول الأصول الروسية حتى أحصل على قائمة".
كان بعض الوسطاء قلقين من أنه حتى لو تمكنوا من إبرام صفقة، فليس هناك ضمان يذكر أن تسويتها وتبديل الأصول بالنقد سيؤتمن. تسوية معظم التداولات العابرة للحدود تتم بالدولار الأمريكي، والبنوك مسؤولة عن إدارة مخاطر العملة لمثل هذه المعاملات.
قال متداول في أحد شركات الوساطة الأمريكية، "إن الأمر فوضوي للغاية. إذا تداولت شيئا ولم تتمكن من تسويته، فستترك منكشفا".
تفاقمت هذه المخاوف بسبب القلق من تجميد مدفوعات الصفقات وقسائم السندات في حسابات في بنوك الإيداع أو مراكز إيداع الأوراق المالية الدولية، حيث تتم تسوية الصفقات وتحديث الأرصدة بين البنوك المركزية والبنوك التجارية.
يمتلك أكبر مركزين للإيداع، وهما "يوروكلير" و"كليرستريم" البلجيكيان، نحو 50 تريليون يورو من الأصول المحفوظة للمستثمرين العالميين، ما يجعلهما أحد أعمدة النظام المالي. عادة ما يتم الانتهاء من الصفقات عن طريق تحويل الأرصدة بين حسابات العملاء المحتفظ بها في جهة الإيداع، أو بين جهتي الإيداع في السوق.
في وقت متأخر الإثنين، قال "كليرستريم" إن الروبل لن يكون عملة تسوية مؤهلة، بدءا من الآن.
من جانبه، قال "يوروكلير" إنه سيعطل "في تي بي"، وهو القناة الرئيسة بين عملاء" يوروكلير" و"كليرستريم"، وسيوقف الصفقات المقومة بالروبل التي تتم خارج روسيا بدءا من الثالث من آذار (مارس). قال أيضا إنه لن يقبل الأموال الواردة إلى بنكه المراسل الآخر، وهو مصرف آي إن جي الهولندي. تستلزم المراسلة المصرفية أن يقدم أحد البنوك خدمات إلى بنك آخر، في الأغلب في بلد منفصل.
علق بعض الوسطاء آمالهم على "يوروكلير" في العثور على بنك جديد متوافق مع التنظيمات في روسيا. لكن، يمكن أن تستغرق هذه العملية وقتا.
قالت فيرجيني أوشيا، مؤسسة شركة فايرباند ريسيرتش الاستشارية لأسواق رأس المال، "قد يستغرق إنشاء علاقة جديدة مع بنك مراسل شهورا. إنها عملية مرهقة للغاية. بشكل عام، نشجعك على الزيارات الميدانية للتدقيق الإلزامي أو توضيح سبب عدم قيامك بذلك".
قال كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي في "آي إن جي"، إن روسيا يمكنها مواجهة تجميد أصول البنوك من خلال فرض حظر على سداد ديون الشركات. في الإثنين، حظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الروس من نقل العملات الأجنبية إلى الخارج، ما أعاق سداد الالتزامات الخارجية للبنوك.
تعتقد "بلاك روك" أنه من الممكن أن تتخلف روسيا عن سداد سنداتها بسبب عدم قدرتها على السداد لحسابات المستثمرين. قال ريدر،"إنه الفرق بين القدرة على الدفع والرغبة في الدفع".

الأكثر قراءة