مجموعة لوسد تستعد للإعلان عن أولى منشآتها التصنيعية الدولية في السعودية
أعلنت مجموعة لوسد للسيارات الكهربائية المدرجة في بورصة ناسداك توقيع اتفاقيات مع وزارة الاستثمار السعودية وصندوق التنمية الصناعية، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وذلك في إطار التمهيد لإقامة مصنع إنتاج متكامل لسياراتها في المملكة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في تسريع تحقيق الهدف الاستراتيجي للمملكة، الرامي إلى تنويع الموارد الاقتصادية من خلال تحويل قطاع النقل إلى اعتماد الطاقة المستدامة.
وفيما تسعى الشركة إلى إرساء معايير جديدة من خلال تطوير وتصنيع سياراتها الكهربائية الفارهة وفائقة الحداثة، تتوقع "لوسد" أن ينتج عن اختيارها بناء أول منشآتها الدولية في السعودية عن حجم أعمال بنحو 3.4 مليار دولار على مدى الأعوام الـ15 المقبلة، ما سيحقق لــ"لوسد" القدرة على تلبية الطلب المتزايد على منتجاتها.
من جانبه، قال بيتر رولينسون، الرئيس التنفيذي، والمدير التنفيذي للتقنية في مجموعة "لوسد"، "تسعى لوسد دوما إلى إحداث تغييرات إيجابية أينما وجدت، لذلك فإن من المنطقي تماما جلب تصنيع السيارات الكهربائية إلى واحدة من كبرى دول العالم المنتجة للنفط".
وأضاف "لا شك أن تعزيز حضورنا في قطاع الصناعة الدولي هو خطوة عملية وطبيعية ستمكننا من ترسيخ علامتنا التجارية، وتوسيع نطاق محفظة أعمالنا، من خلال مواكبة الطلب في السوق العالمية، واقتناص الفرص غير المستغلة، وفق معايير رفيعة وجديدة كليا، مع السعي الدائم نحو الحد من تأثيرات التغير المناخي، عبر تحفيز وسائط النقل المستدام".
وتابع "علاقاتنا الوثيقة مع صندوق الاستثمارات العامة، ومع شركائنا في وزارة الاستثمار السعودية، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وصندوق التنمية الصناعي، تمنحنا، بمجملها، رؤية فريدة بخصوص الطلب على السيارات الفارهة وسيارات الدفع الرباعي SUVs داخل وخارج المملكة، ونحن متحمسون جدا لتوفير أحدث السيارات الكهربائية في العالم لمزيد من الأسواق الدولية".
وبحثت "لوسد" عديدا من الفرص المتاحة قبل اختيارها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في المملكة كأفضل موقع لإقامة أولى منشآتها التصنيعية الدولية.
وستكون المنشأة الجديدة مملوكة كليا لمجموعة "لوسد"، وهي ستمكن المجموعة من تلبية الطلب الدولي المتزايد على السيارات الكهربائية الفاخرة.
كما تتوقع "لوسد" أن تستفيد من توافر السلع ومنتجات الطاقة منخفضة التكلفة، إلى جانب اعتماد نهج تدريجي لبناء سلسلة التوريد المحلية، مع الاستفادة من الموقع الاستراتيجي الذي يستفيد من الخدمات اللوجستية العالمية. وتتوقع الشركة، كذلك، الحصول على قروض لبناء وتجهيز منشأة التصنيع، ولتوفير تدريب متخصص للعاملين في قطاع السيارات.
وتخطط "لوسد" لتأسيس منشأتها، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، لتجميع قطع سيارة "لوسد أير" Lucid Air، التي جرى تصنيعها مسبقا في منشأة التصنيع AMP-1 التابعة للمجموعة في كازا جراندي بولاية أريزونا، على أن يتم لاحقا إنتاج المركبات الكهربائية كليا في المنشأة الجديدة.
وتتوقع المجموعة أن تصل ذروة إنتاج هذه المنشأة إلى 150 ألف مركبة سنويا، ومن المخطط أن تبدأ بالعمل في النصف الأول من العام الجاري 2022.
وستنحصر منتجات المنشأة، في المرحلة الأولى، في تلبية الطلب في السوق السعودية، لكن "لوسد" تخطط لأن تصدر منها مركبات جاهزة كليا إلى أسواق عالمية أخرى، بما في ذلك طرز حصرية مصممة لتلبية متطلبات عملاء "لوسد" في المنطقة وخارجها.
وستبقى منشأة AMP-1 في أريزونا مركز التصنيع الأساس للشركة، حيث ستعتمد على "نظام إنتاج لوسد" وتقنيات تصنيع أخرى تم تطويرها في الولايات المتحدة، قبل أن يتم نقل وتطبيق هذا النظام وهذه التقنيات في منشآت التصنيع الأخرى التابعة للمجموعة.
وبدأت "لوسد" فعليا المرحلة الثانية من بناء AMP-1، التي تتضمن توسيع مساحة المنشأة بنحو 265 ألف متر مربع، إضافة إلى خطط لزيادة قدرتها الإنتاجية السنوية إلى 365 ألف مركبة في أريزونا. وتقدر "لوسد" أن القدرة الإنتاجية الإجمالية لمنشأتيها في أريزونا والسعودية ستتجاوز 500 ألف مركبة في العام عند وصول كل منشأة منهما إلى قدرتها المستهدفة.
إلى جانب ذلك، تتوقع "لوسد" أن جهود المملكة لدعم قطاع صناعة السيارات، في إطار رؤية المملكة 2030، إضافة إلى مساعي "لوسد" إلى بناء سلسلة التوريد والتوزيع والتجزئة في المملكة، ستمكنها من تحقيق تكاليف أقل، إضافة إلى الفوائد البيئية الناتجة عن اختصار مراحل نقل المنتج إلى العميل.
كما ستدعم المنشأة الجديدة جهود المملكة الرامية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي، والتحول من استهلاك الوقود الأحفوري إلى الطاقة المستدامة، ولا سيما في قطاع النقل. وتتوقع "لوسد" توفير آلاف الوظائف في منشأة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عند وصولها إلى قدرتها الإنتاجية الكاملة، كما أن من المتوقع أن يكون معظم موظفيها من المواطنين السعوديين.
وأعدت المجموعة، بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، برنامج تدريب داخليا يوفر فرص تعليم وتدريب للمواطنين السعوديين في مرافق "لوسد" في كاليفورنيا وأريزونا، لتطوير الكفاءات اللازمة لتشغيل منشأة المجموعة في المملكة. وعلاوة على ذلك، ستقوم "لوسد" ببناء وتشغيل مراكز تدريب متخصصة، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، تعمل على صقل وتطوير مهارات القوى العاملة.
ومن المعروف أن صندوق الاستثمارات العامة كان قد عمل على تطوير شراكات مع عديد من الجهات الرائدة والابتكارية عالميا مثل شركة لوسد، الأمر الذي يعكس التزام الصندوق ببناء اقتصاد وطني مستقبلي، وبدعم التحول الاقتصادي في السعودية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
من جانبه، قال المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، "نحن نقطع اليوم شوطا مهما في رحلتنا نحو ترجمة أهداف السعودية، الرامية إلى تنويع مصادر الاقتصاد، من خلال إنشاء مراكز تصنيعية مبتكرة، بحجم وقيمة منشأة إنتاج سيارات لوسد، التي تقع في منطقة استراتيجية غرب المملكة، على ساحل البحر الأحمر، حيث يأتي هذا المشروع انطلاقا من طموحنا إلى قيادة مستقبل التنقل الذكي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف "لا شك أن تشجيع الشركات المبتكرة في صناعة السيارات الكهربائية، مثل لوسد، على تأسيس أول منشأة تصنيعية لها داخل المملكة، يعكس التزامنا بتحقيق عائد اقتصادي، للمملكة ولشركائنا، على المدى الطويل، مع التزام أفضل الممارسات الدولية في مجال الاستدامة والتنمية والشفافية، وهي خطوة تؤكد ثقة المستثمرين بقدرة المملكة على توفير آفاق واسعة من الفرص وتلبية الطلب العالمي على السيارات الكهربائية الجديدة".
من جهته، قال بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الصناعية، "إن إنشاء مركز تصنيع جديد لشركة لوسد في المملكة يتماشى مع استراتيجيتنا الهادفة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، وبالأخص تنمية وتنويع القطاع الصناعي كجزء من رؤية المملكة 2030 وبرنامج تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية".
وأضاف "نحن فخورون بهذه الشراكة لتمكين هذه الصناعة الجديدة في المملكة، وتتميز بكونها من صناعات المستقبل الأكثر تعقيدا واعتمادا على التكنولوجيا، وتسهم في تطوير سلاسل القيمة المضافة لها ولصناعات أخرى، تتقاطع مع صناعة السيارات مثل صناعة البطاريات وخدماتها وتطوير سلاسل القيمة المرتبطة بها".
وتابع الخريف "نتطلع إلى العمل مع شركة لوسد وغيرها من الشركات الرائدة، وفي الوقت نفسه نواصل بناء خبراتنا العالمية معتمدين على عديد من المزايا النوعية التي تتمتع بها المملكة، بدءا من وجود الكوادر البشرية الوطنية، والبنية التحتية المثالية لعديد من الصناعات، ووصولا إلى الموقع الجغرافي المميز للسعودية بين دول المنطقة".
من جانبه، قال سيريل بيايا الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية، المطور الرئيس لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، "يمثل قرار مجموعة لوسد إنشاء أول مصنع دولي لها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية نقطة بارزة في رحلتنا لتصبح هذه المدينة رائدة بوجود مركز تصنيع وخدمات لوجستية على مستوى عالمي. وستكون مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمنزلة منصة عالمية لانطلاق ابتكارات التنقل المستدام الحديثة، مثل السيارات الكهربائية، ما يعزز مكانتها وقدرتها على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030". كذلك، قالت مارتينا سترونق، القائمة بأعمال البعثة في سفارة الولايات المتحدة في الرياض، "ترحب الحكومة الأمريكية بجهود المملكة المبذولة لتنويع مصادر اقتصادها، وتثمن دورها عاليا في الحد من التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي. ولا شك أن هذه الخطوة الجديدة تعكس قدرة المملكة على تحقيق الهدفين معا، عبر الشراكة والتعاون مع الشركات الأمريكية الرائدة في مجال الابتكار".