تخيل سوق المملكة المتحدة مكانا مثيرا لاستثمار الأموال

تخيل سوق المملكة المتحدة مكانا مثيرا لاستثمار الأموال

في بحر من الانخفاضات حتى الآن هذا العام، تقف سوق الأوراق المالية في دولة واحدة مرتفعة وهي سوق المملكة المتحدة. إنها بكل ارتياح السوق الأفضل أداء في أوروبا، أفضل بكثير من الولايات المتحدة، وتهزم معظم آسيا أيضا.
بصفتي بريطانية منغمسة في التقاليد الوطنية لاستصغار الذات، أشعر بواجب إفساد الحالة المزاجية بالقول إن هذا يعكس كل ما هو خطأ في سوق الأسهم في المملكة المتحدة.
أولا، مع ذلك، الأسباب التي تدفع فريق المملكة المتحدة إلى أن يكون مبتهجا.
في جميع أنحاء العالم، تراجعت الأسهم وسط إشارات مكثفة على أن البنوك المركزية تستعد لسحب القابس على سخاء حقبة الوباء التي دفعتهم إلى الارتفاع لمدة عامين تقريبا. كان الألم أكثر حدة في الأجزاء الأكثر هشاشة من السوق الأمريكية، ولا سيما في مؤشر ناسداك المركب عالي التقنية، الذي انخفض 12 في المائة في الأسابيع الأولى من هذا العام.
على النقيض من ذلك، ارتفع مؤشر فوتسي 100 لأسهم بلدوغ البريطانية بنحو 2 في المائة، أو ما يقرب من 2.6 في المائة بالدولار لإجراء مقارنة أنظف مع المؤشرات الأمريكية. المستثمرون يستيقظون. وفقا لآخر استطلاع شهري للمستثمرين أجراه بنك أوف أمريكا، نما صافي مخصصات مديري الصناديق لأسهم المملكة المتحدة تسعة نقاط مئوية منذ كانون الثاني (يناير)، ما يجعل هذا الاختيار الجديد الأفضل.
علاوة على ذلك، سيلاحظ المتفائلون بلا شك أن هذا لا يزال يترك كثيرا من المشترين المحتملين لينقضوا. أظهر استطلاع بنك أوف أمريكا أنه حتى مع هذا الحجم من التحول، لا يزال المستثمرون أقل وزنا في المملكة المتحدة مقارنة بالمعايير العالمية.
تعتقد "يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت"، من بين أمور أخرى، أن الارتفاع يجب أن يستمر أكثر وحددت هدفا في نهاية العام عند 8100 على مؤشر فوتسي 100، وهو 7.5 في المائة أخرى فوق المستويات الحالية. إذا كان هذا صحيحا، فسيكون هذا أحد أفضل الأعوام منذ الأزمة المالية.
كانت عبارة "حان الوقت الآن للاستثمار في المملكة المتحدة" لا تزال تتردد بين المحللين والمستثمرين لأعوام. لم ينجح الأمر أبدا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثبتت أنها صعبة. بدلا من ذلك، كان الغوص في القيمة العميقة للأسهم البريطانية درسا مفاده أن الأصول أحيانا رخيصة لسبب ما. ربما تكون هذه المرة مختلفة حقا - فالأداء حتى الآن في 2022 يشير إلى ذلك بالتأكيد.
هناك مشكلة واحدة - قبل أن تغلب الحماسة للجميع - وهي أنه من الجدير بالذكر أن مؤشر فتسي 100 قد استعاد للتو المستويات التي كان عليها قبل عامين، قبل أن ينتشر كوفيد في الأسواق. في المقابل، ارتفع مؤشر ناسداك 44 في المائة عن تلك النقطة. بالنسبة إلى مؤشر إس آند بي 500، ارتفع 30 في المائة. في أوروبا، مؤشر داكس الألماني وكاك الفرنسي يرتفعان بشكل مريح بأرقام مزدوجة.
يقفز المستثمرون إلى المملكة المتحدة الآن ليس لأن المملكة المتحدة قد تغيرت، ولكن لأنهم تغيروا. في الوقت الحالي، مديرو الصناديق بائسون بشكل غير عادي. إنهم يبحثون عن غرفة آمنة حيث يمكنهم الاحتماء ورؤية مخاوف التضخم العالمي.
تؤيد أسهم البنوك - الفائزين عادة في بيئات أسعار الفائدة المتزايدة. وكذلك أسهم التعدين والطاقة. هذه هي القطاعات التي تتفوق فيها المملكة المتحدة. قطاعات الاقتصاد القديم. لا تزال شركة بريتيش أميركان توباكو واحدة من أكبر عشر شركات في السوق. أربعة من الآخرين في النفط أو الموارد.
في حدث على الإنترنت أخيرا، سئلت عما إذا كانت أسواق المملكة المتحدة الكئيبة هي "موطن لكبار السن من الشركات". إذا كان الأمر كذلك، فمن الواضح أن المستثمرين يمكنهم رؤية جاذبية الدفء والرفقة والرعاية الطبية على مدار الساعة في وقت الاختبار هذا. 1 في المائة فقط من مؤشر إم إس سي آي للأسهم البريطانية موجود في قطاع التكنولوجيا، كما يشير يو بي إس، في حين أن ما يقارب من الخمس في القطاع المالي و13 في المائة في قطاع الطاقة. شريحة الطاقة من المؤشر ارتفعت 18 في المائة حتى الآن هذا العام، ما يعكس ارتفاعا هائلا في أسعار النفط.
هذا بالطبع جيد طالما بقي المستثمرون ككل متوترين أو بائسين أو كليهما. على المدى الطويل، من الصعب أن نتخيل أن الأسواق العامة في المملكة المتحدة ستكون مكانا مثيرا لاستثمار الأموال. في وقت سابق من هذا الشهر، قدمت "سوفت بانك" اليابانية تذكيرا بأنه بالنسبة إلى إدراج شركات التكنولوجيا، لا تزال سوق الولايات المتحدة هي المرغوب فيها الوحيدة في المدينة، عندما كشفت عن خطط لإدراج "أي آر إم" في نيويورك، وهي تمثل إحدى قصص النجاح التكنولوجي النادرة في المملكة المتحدة.
ضغط مستثمرو التكنولوجيا والمسؤولون التنفيذيون على الحكومة للعمل بجدية أكبر لجذب الشركات سريعة النمو إلى سوق لندن، والحفاظ على الزخم اللائق من العام الماضي. تفاخرت بورصة لندن بأن وتيرة إدراج شركات التكنولوجيا والمستهلكين عبر الإنترنت تضاعفت في 2021.
حسنا. لكن معظم تلك العروض العامة الأولية كان أداؤها سيئا، وبعضها كان سيئا للغاية. تتضمن الشركات الـ37 أيضا أسماء قد تكون أكثر محلية في محفظة التجزئة الاستهلاكية مثل "فيكتوريان بلومبنج"، التي تصف نفسها بأنها "بائع التجزئة الأصلي رقميا لمنتجات الحمام".
يعد التحوط من التضخم والتراجع إلى حد ما للأسهم ذات وثائق اعتماد الاستدامة المشكوك فيها أمرا ناجحا في الوقت الحالي. إنها ليست بطاقة اتصال رائعة على المدى الطويل.

الأكثر قراءة