بداية مبشرة لـ 2022 .. أسهم لندن تتفوق على الأسهم العالمية
تفوق أداء أسهم المملكة المتحدة على الأسهم العالمية بشكل كبير هذا العام، في إشارة إلى أن المستثمرين يبحثون عن صفقات في وقت يخرجون فيه من الشركات سريعة النمو التي تضررت من توقعات بارتفاع أسعار الفائدة.
منذ نهاية 2021 أضاف مؤشر إم إس سي آي الواسع لتتبع الشركات البريطانية 3.6 في المائة، بحساب الدولار. هذا المكسب يضع الأسهم البريطانية متقدمة أكثر من تسع نقاط مئوية على مؤشر إم إس سي آي ويرلد الأوسع، الذي انخفض 6 في المائة تقريبا خلال الفترة نفسها.
إذا استمرت الاتجاهات الحالية حتى كانون الأول (ديسمبر)، سيكون هذا العام هو الأول منذ 2011 الذي تتفوق فيه الأسهم البريطانية على بقية العالم، وفقا لبيانات شركة فاكتسيت.
قال تريفور جريثام، رئيس فريق الأصول المتعددة في شركة رويال لندن، التي تملك أكثر من 150 مليار جنيه استرليني على شكل أصول خاضعة للإدارة: "لقد ظهرت المملكة المتحدة بصورة إيجابية بشكل متزايد خلال العام الماضي".
أشار جريثام إلى التقييمات الزهيدة للشركات في المملكة المتحدة مقارنة بتلك الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة، إضافة إلى تحسين الأرباح و"حركة الأسعار المرنة" في الآونة الأخيرة. قال إن المملكة المتحدة أصبحت بالنسبة لشركة رويال لندن الآن "الإقليم الأثقل وزنا من حيث الأسهم" بعد أن احتلت المرتبة الأخيرة في قائمتها في 2020.
يتداول مؤشر إم إس سي آي البريطاني حاليا على مضاعف سعر إلى الأرباح الآجلة يبلغ 12 مرة – أقل كثيرا من مضاعف 18 مرة المطلوب من قبل مؤشر إم إس سي آي العالمي.
يوجد في مؤشر الأسهم الممتازة في لندن، فاينانشيال تايمز 100، تركيز كبير للصناعات التي كانت استثمارات غير شعبية على مدى العقد الماضي، مثل البنوك العالمية، والمناجم، الطاقة.
في الوقت نفسه، يخلو المؤشر من شركات التكنولوجيا التي تنافس شركات الولايات المتحدة الكبرى مثل ألفابت وأمازون وأبل، وكان متخلفا عن مؤشرات الأسهم الرائدة الأخرى في الأعوام التي أعقبت استفتاء بريكست في 2016. في العام الماضي، مثلا، ارتفع مؤشر وول ستريت، ستاندرد آند بورز 500، بنسبة 27 في المائة، في حين أضاف المؤشر البريطاني 14 في المائة فقط.
لكن تلك الاتجاهات انعكست في الأسابيع الأخيرة حيث بدأ المستثمرون العالميون التخلي عن مراكزهم في الأصول الأكثر خطرا، التي يتوقع أن تنمو بخطى سريعة على مدى أعوام مقبلة، لمصلحة الأسهم الأرخص الممثلة في أسواق المملكة المتحدة.
يأتي هذا التغيير بينما تدرس البنوك المركزية على جانبي المحيط الأطلسي أفضل السبل للتعامل مع التضخم الذي أثبت أنه أكثر استعصاء مما توقعه كثيرون. فمن المتوقع أن يرفع كل من الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وتؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تآكل القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية – ما يضعف جاذبية الأسهم التي ينظر إليها على أنها عالية الخطورة.
أشارت شركة رويال لندن في عرض تقديمي إلى أن ارتفاع العائدات الحقيقية – العوائد التي يمكن أن يتوقعها المستثمرون في السندات منخفضة المخاطر بعد احتساب التضخم – سيضر بالشركات سريعة النمو التي تعتمد قيمتها على الأرباح المستقبلية المتوقعة، في حين من المرجح أن تحقق "الأسهم الأرخص والأقل حساسية لأسعار الفائدة"، مثل التي في المملكة المتحدة، أداء جيدا هذا العام.
شركة رويال لندن ليست الصندوق الوحيد الذي يتهيأ للعمل في المملكة المتحدة، منجذبة إلى تاريخها من مدفوعات توزيعات الأرباح الضخمة والتقييمات المنخفضة لكثير من الشركات العامة في البلاد.
يشار إلى أن بنك جيه بي مورجان رفع تصنيف المملكة المتحدة الشهر الماضي إلى "وزن ثقيل"، ما يعني أنه يقترح على العملاء الدفع أكثر من المعتاد للأسهم في المملكة المتحدة من محافظهم الاستثمارية. قال البنك الأمريكي إن السوق تتداول "بأسعار أرخص" مقارنة بالمناطق الأخرى. في الوقت نفسه، قال أكبر صندوق معاشات تقاعدية في أستراليا إنه يتوقع مضاعفة أصوله في المملكة المتحدة من سبعة مليارات جنيه استرليني إلى أكثر من 15 مليار جنيه بحلول 2026 – مع التركيز على الأسواق الخاصة.
كذلك كشف أحد أكبر مديري صناديق المعاشات التقاعدية في كندا العام الماضي عن خطط لاستثمار 15 مليار دولار كندي (12 مليار دولار) في الأصول الخاصة في المملكة المتحدة وأوروبا. وأشارت مجموعة كاسي دو ديبو إي بلاسمينت دو كوبيك "سي دي بي كيو"، وهي مجموعة استثمارية عالمية تدير 400 مليار دولار كندي، إلى أن المملكة المتحدة تتميز بموقفها "الداعم للأعمال".
هناك أسباب تدفع للتساؤل عما إذا كانت المملكة المتحدة ستستمر في أدائها المتفوق هذا العام، بعدما كانت تحتل باستمرار أواخر قائمة الأسواق التي تحظى بالشعبية في أوساط المستثمرين العالميين، وفقا لاستطلاع وسط مديري الصناديق جرى تحت إشراف وثيق من قبل بنك أوف أمريكا.
بحسب جمعية الاستثمار، وصلت تدفقات التجزئة الخارجة من صناديق الأسهم في المملكة المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 5.3 مليار جنيه استرليني في 2021، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 4.9 جنيه استرليني للتدفقات الخارجة في 2016.
ربما تغير الوضع الآن. قال لي هيمسوورث، المدير الرئيس لصندوق الفرص البريطاني، التابع لشركة فيديليتي إنترناشونال: "إن مؤشر فاينانشيال تايمز 100 منطقي للغاية الآن".
"إذا كنت ترغب في التعرض لعائدات السندات المرتفعة عليك التوجه إلى البنوك. أما شركات النفط فهي استثمار على أسعار النفط. وبقدر مساو، إذا كنت تعتقد أن الاقتصادات العالمية تتعافى من كوفيد - 19 فإن أسهم التعدين هي طريقة جيدة للرهان على ذلك".