رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


البنوك الرقمية .. البنك يأتي إليك

واكبت مسيرة البنوك السعودية منذ نحو 40 عاما.. وتشرفت بعضوية مجلس إدارة أحد أهم وأكبر هذه البنوك، فرأيت وشاركت في تطور المصرفية السعودية من صرافة تقليدية إلى أحدث مصرفية في المنطقة، بل أفضل من بعض الدول التي تدعي أنها متقدمة في كل الخدمات.
ولقد امتازت المصرفية السعودية بجوانب عديدة، أهمها الانتشار وتغطية بلاد مترامية الأطراف حتى ولو تحملت الخسارة في بعض الفروع النائية، ولا يحيط بها إلا عدد قليل من السكان.
وكم أثار هذا الموضوع المناقشات والاختلافات في مجلس الإدارة، وفي النهاية ينتصر الرأي القائل: المهم هو خدمة المواطن وخسارة فرع تتحملها الفروع الأخرى التي تحقق أرباحا كبيرة. والجانب الآخر الذي امتازت به المصرفية السعودية، هو تطوير الكوادر البشرية، والأخذ بأحدث التقنيات ويكفي أن نسبة التوطين في البنوك السعودية وصلت إلى أكثر من 90 في المائة، وهي نسبة لم تبلغها القطاعات الأخرى.
كما أن إدخال الصرافات الآلية في خدماتها جاء في وقت مبكر وسابق لمعظم دول المنطقة. وما دمنا نتحدث عن التقنية الحديثة في البنوك السعودية، فقد وافق مجلس الوزراء، الأسبوع الماضي، على الترخيص للبنك الرقمي الثالث بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة بقيادة شركة دراية المالية، ورخصت السعودية في حزيران (يونيو) الماضي لبنكين رقميين، هما: البنك السعودي الرقمي، وبنك STC PAY، وتبلغ رؤوس أموال البنوك الثلاثة نحو ستة مليارات ريال. ويأتي الترخيص لهذه البنوك الرقمية الثلاثة ضمن سباق متسارع بين دول الخليج لتأسيس البنوك الرقمية مع الحرص على تحديث الأنظمة الرقابية والإشرافية لاستيعاب الشكل الجديد من المؤسسات البنكية الذي يعول عليه لتسريع التحول الرقمي في القطاع المصرفي وزيادة الشمول المالي كما يقول الخبراء في هذا المجال.
ويؤكد الخبراء أيضا أن البنوك الرقمية تقلص فوائد القروض وتعزز الخدمات عبر تقديم منتجات تنافسية عن طريق القنوات الرقمية لمواكبة التغيرات وتخفيض الوقت واختصار الجهد على العملاء حيث يتم تقديم الخدمات عبر الهاتف الذكي بسهولة وسرعة على مدار الساعة. وكشف البنك المركزي السعودي، عن أن إجمالي عدد البنوك المرخصة بلغ 35 بنكا؛ منها 11 بنكا محليا، وثلاثة بنوك رقمية و21 فرعا لبنوك أجنبية. وهذا يعكس قوة وجاذبية القطاع المصرفي بشكل خاص، والاقتصاد السعودي بشكل عام.
وأخيرا: ما زال البنك المركزي السعودي يتلقى طلبات تراخيص مزاولة الأعمال المصرفية في السوق السعودية، نظرا لحاجة هذه السوق الكبيرة إلى مزيد من الخدمات المصرفية. ويطبق البنك المركزي السعودي منذ إنشائه باسم مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» معايير دقيقة ومراقبة قوية. كما يعمل بشكل مستمر على تنمية وتطوير القطاع المالي من خلال الابتكار.
تأتي خطوة البنوك الرقمية في هذا الاتجاه، حيث تصل الخدمات المصرفية إلى من يحتاج إليها في منزله أو مكتبه أو حتى في سيارته، وهذا أحد أهداف رؤية 2030 التي نصت على توفير جودة الحياة بجميع أنواعها، وأي جودة أفضل من أن تصل لك الخدمات، ومنها المصرفية، دون عناء أو الوقوف في صفوف طويلة للحصول عليها؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي