قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

الخبز

ينسج هذا الكتاب، بشكل ساحر، العادات والطقوس والحكايات والأساطير والأقوال، التي تحكي قصة الخبز، من بلاد ما بين النهرين، عبر مصر، إلى الشرق الأقصى، واليونان القديمة، وروما القديمة، والعالم الجديد. يظهر المؤلف بردراج ماتفليجيتفيتش كيف يتم تصوير الخبز في الأدب والفن "مع الرسوم التوضيحية الجميلة"، ويفحص بشكل خاص دور الخبز في ديانات العالم الرئيسة، مستمدا من الكتاب المقدس والتلمود والقرآن، ومن عديد من النصوص الأخرى. في فصله السابع والأخير يوضح سبب كتابته هذا الكتاب، الأعوام العجاف من طفولته خلال الحرب العالمية الثانية واحتجاز والده في معسكر اعتقال ألماني، والتحذير من خطر الجوع الوشيك في "العالم المتقدم". يركز كذلك على أهمية الخبز في التاريخ العربي، ويذكر أنه استعان بكتاب عرب مهمين فيقول "كما أشرت إلى عمل إحسان صدقي الأحمد العمد، الذي كتب دراسة تاريخية عن الخبز في الحضارة الإسلامية. وأرسل إلي الكاتب جمال الغيطاني، الذي يعده البعض وريث نجيب محفوظ، المخطوطة من القاهرة، ووجدت شخصا في البوسنة لترجمتها لي، وهذا ما أتاح لي الوصول إلى عديد من المصادر باللغة العربية".

ثقل العالم

يعكس هذا العمل نمط حياة هاندكه، فهو يحيا ليكتب، بل إن حياته كلها بكل تفاصيلها وأنشطتها موجهة نحو الكتابة. في هذه اليوميات، التي تمتلئ بتأملات مدهشة عن الحياة اليومية والمشاهدات البسيطة التي تبدو لنا تافهة، يشرح هاندكه كيف يمكن أن يكون العالم "ثقيلا"، كيف أن احتمال هذا الثقل في أعمال الحياة اليومية قد يصبح مستحيلا. يعكس هذا العمل الفريد قدرة هاندكه على الوصول إلى عمق المشاهدات اليومية البسيطة ليخلص إلى تأملات عميقة مذهلة، هي تأملات يفهمها القارئ، الذي يعاني مثل الكاتب "ثقل العالم" و"ثقل تفاهة العالم". تدهشنا هذه اليوميات في قدرتها على وصف المشاعر والتفاصيل الخاصة بالكاتب وعلاقته بابنته وعلاقته بالغرباء وموقفه من فنانين ومبدعين آخرين سابقين ومعاصرين له. هاندكه روائي نسماوي وكاتب مسرحي، ومخرج سينمائي، وكاتب سيناريو، مولود في جريفن، يطلقون عليه اسم "الأديب الكاميرا" لدقة تصويره مشاعر الإنسان ومظاهر الحياة اليومية التي تحوطه. عاش في البداية في برلين الشرقية بين 1944 و1948، ثم عاد إلى جريفن، حصل على شهادته العليا 1959.

القفص

في ختام الجزء الثالث والأخير من ثلاثية ريكيافيك، تتعقد الأمور وتصل إلى ذروتها في عالم أباطرة المخدرات والاختلاسات المالية والمكائد السياسية الكبيرة في آيسلندا. تبدأ الرواية ببطلة السلسلة "أجلا" التي تحاول الانتحار في السجن رغم قرب انتهاء مدة عقوبتها، بعد أن اختفت صديقتها "سونيا" في ظروف غامضة ومفاجئة. ما ينقذها من قرارها هو تورطها في عملية احتيال بارعة جديدة لمصلحة مجموعة من كبار رجال الأعمال حول العالم. لكنها لن تنجح في هذه العملية من دون مساعدة عدوتها القديمة "ماريا" المتسببة في فضح جرائمها السابقة التي أودت بها إلى السجن. فهل تتوحدان من أجل مصالحهما الشخصية ومن أجل الوقوف ضد زعيم أكبر شبكة اختلاسات مالية حول العالم؟ في الوقت نفسه، تواجه "سونيا" تهديدا كبيرا لنفوذها في عالم المخدرات، وتحتاج للعودة إلى آيسلندا لتسوية حساباتها مع خصومها القدامى إن أرادت الحفاظ على مكانتها. لكن وسط هذا القفص الكبير المحبوس فيه الجميع، لا يدركون أن هناك خطرا أكبر قريبا منهم على وشك أن يدمرهم إلى الأبد، وسيجعل خروجهم من "القفص" أمرا مستحيلا.

الأكثر قراءة