رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المساحة الذاتية

نتج عن التباعد الجسدي بين البشر بسبب الإجراءات الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا إحساس لا إرادي باتساع المساحة الشخصية والتحسس من الاقتراب إلى حدود ما قبل عصر الجائحة باعتبار أن الفيروس الخبيث غير ملامح الحياة الاجتماعية، وفرق صفوف المصلين المتراصة حتى بعد إلغاء التباعد الجسدي قبل إطلالة المتحور أوميكرون.
للمساحة الشخصية قيمة مقدرة عند معظم الناس وتجاوزها يعني وجود علاقة عالية تسمح بذلك، وإلا فإنه يعد تعديا مشينا عند بعض الثقافات "عدا الهنود" الذين لا يرون غضاضة في الاقتراب، فيما الحاكم فيها - أي في المساحة الشخصية - شدة العلاقة التي تأخذ صفة المخصصة للأبناء والقريبة للأصدقاء والبعيدة للغرباء والواسعة للخطب والمسارح.
انتقل مفهوم المساحة المحسوسة باليد والبصر إلى مساحات إلكترونية في الواقع الافتراضي وأصبحت رقمنة المساحات علاقة من نوع آخر فعمل "فولو" يشير إلى بدء علاقة تأخذ عدة أشكال من طريقة المتابعة والتفضيل والتفاعل والرسائل الخاصة وغيرها من المساحات التي يحكمها حجم التفاعل وطريقته وأسلوب التعاطي معه.
لكن مفهوم المساحة في "تويتر" يأخذ مسارا مختلفا وهي كما عرفها الموقع: وسيلة جديدة لإجراء محادثات صوتية مباشرة وهي خدمة عامة، وبالتالي يمكن لأي شخص الانضمام كمستمع، ويصل عدد الأشخاص الذين يمكنهم التحدث في المساحة في أي وقت إلى 13 شخصا بمن فيهم المضيف مع إمكانية الاستماع لآلاف الأشخاص.
انتقلت المساحة من مفهومها الذاتي إلى مفهوم تسويقي في غاية البراعة ويمكن لأي شخص إنشاء مساحته بعنوان معين وجمهور مختلف كما فعل عديد من المؤثرين أخيرا.
يبدو أن تجربة التواصل الصوتي ملهمة لدرجة تحقيق إقبال مذهل لجماهير الشبكات الاجتماعية، وهي خدمة مطبقة في تطبيق كلوب هاوس، إلا أن الأخيرة لم تعد موثوقة بسبب ضعف اشتراطات التحقق من المستخدمين فضلا عن كونها منصة جديدة تحتاج إلى بناء جماهيرية جديدة بينما في "تويتر" بالإمكان دعوة المتابعين الذين صنعوا مساحة شخصية منذ فترة وبالتالي صار معيار التأثير أكبر في المنصة الكبرى في المنطقة.
شهدت مساحات "تويتر" أخيرا أرقاما مذهلة وكبيرة لمؤثرين في الرياضة وهي أرقام تؤكد أهمية تقنية الغرف الصوتية في منح الحرية للحديث دون قيد أو شرط سوى المسؤولية الذاتية التي تحتمها المساحة الذاتية بين المرسل والمستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي