قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

امرأة مثلها

أي مسافة تفصل بين حبيبين؟ قارتان وثقافتان وثمانية طوابق. ومع ذلك، كانت تلك البداية: لقاء ظريفا، ومصادفة غريبة، وتطورات تسارعت على وقع أحداث محورها مصعد قديم، مفخرة سكان أحد المباني المترفة في مانهاتن. وبين المواقف الكوميدية وتفاعل كل من الشخصيات فيها، قصة حب بين شاب هندي طموح، ثائر على مجتمعه وعاداته ومتمسك رغم ذلك بقيمه ومبادئه، وشابة أمريكية صلبة، ثائرة على وضع أصبحت سجينته ذات يوم رغما عنها. هل ينجح الحب في تخطي الحواجز، وغلبة الوقائع، وإيجاد ما هو مشترك بين عالمين أقل ما يقال فيهما إنهما متباعدان؟ في نص لا يخلو من الفكاهة وسرعة الخاطر، يدخل الكاتب القارئ إلى نيويورك من بابها العريض، بتفاصيل أحيائها ومبانيها وناسها. يتنقل من ثقافة إلى أخرى بخفة الدعابة، ويرسم للرواية إطارا يكرس أبطالها، هؤلاء الأشخاص الذين قد نلتقي بهم على مقعد في متنزه، أو في مقصورة مصعد، عفا عليه الزمن.

مقام الريح

عبر لغة، أبعد من اللحظة الراهنة للعنف والحرب، وباعتمادها أسلوب تيار اللاوعي، ومن خلال سرد فني مركب وواسع الدلالات، تروي سمر يزبك علاقة الإنسان بالعنف، وقدرة الخيال على إنقاذنا من جحيم الواقع. إنها حكاية جندي جريح على قمة جبل، يعيد اكتشاف نفسه بين لحظة موته وحياته. فالرواية تبدأ بذاكرة ضبابية لبطلها علي، باكتشافه نفسه، وسكان قرية جبلية ساحلية نائية، غادرتهم طمأنينة العيش منذ زمن بعيد. ومن خلال سيرة البطل نتعرف، عبر مراحل عمرية مختلفة، على بلد محكوم بعبارة "مات الرئيس، عاش الرئيس"، وبين حكم وحكم لن يعود، من المهم أن تقع الحروب، أو تنتهي، أو ربما تنتهي أحلام أجيال مع صعود رائحة القتل والانفجارات والجنائز. المؤلفة كاتبة وصحافية سورية، ولدت في مدينة جبلة 1970. عملت في عدة صحف عربية وسورية، وكتبت للتلفزيون أفلاما تتناول قضايا حقوق المرأة. أصدرت 11 كتابا بين قصة ورواية وسرد، منها "صلصال، لها مرايا، جبل الزنابق، المشاءة".

همس الأمواج

إننا لا نمل قراءة أحد وجوه أسطورة الحرب: ليلى والمجنون، روميو وجولييت.. حيث ينفتح العالم على مخلوقات الجانب الآخر الذي يختفي فينا. "هاتسو وشينجي" هو الوجه الياباني - هذه المرة - إذ يخرجان في لوحة طبيعية شديدة الرهافة وبالغة العنف معا. يقوم الحب بتدبير مكيدة لهما، فيقتحمان الدنيا بكل ما فيها من صلابة القلب وعناد المشاعر الرطبة، حتى راق الجو وانسجم الأهل في وحدة. لكأنما هي همس الأمواج تحت أقدام الجبل.
حاز يوكو ميشيما جوائز الأدب الكبرى الثلاث في اليابان، لكنه انتحر 1970 بعد عمر يناهز 45 عاما، بينما ترك لنا ما يزيد على مائة عمل روائي وسيري ومسرحي وقصصي رفيع الأسلوب عالي الدلالة، كما مثل موته فيلما من إخراجه قبل أن يجندل نفسه بالقرار. رواية تذكرنا بملاحم اليونان الدرامية، ورغم أننا نتوقع النهاية - دون يقين - إلا أن مصائر الأبطال تنفتح أمامنا، وكأنما بفعل طاقة سحرية، تروي المتعطشين إلى أحلام ذلك الجانب من الحياة.

الأكثر قراءة