الاكتتابات العامة .. إسقاط لندن من الحسابات قضية خاسرة
2021 كان العام الذي حصلت فيه أسواق الأسهم في لندن على ما تريده. إدراجات تكنولوجية كبيرة من شركات يقودها المؤسسون في قطاعات النمو. وكان من المؤسف أن تكون اثنتان منها هما ألفاويف آي بي Alphawave IP وديليفرو.
التداول المريع لاثنتين من أكبر الشركات المدرجة في لندن يشوه التصورات عن الآفاق المتوقعة للسوق. في خضم شعور الشركتين باليأس من أجل إيقاف عقد أو أكثر من التراجعات سيكون من السهل استنتاج أن حي المال احتضن مجموعات تكنولوجية ذات نماذج أعمال سيئة.
ليست هذه المرة الأولى. قبل 20 عاما أو نحو ذلك، ظهرت بالتيمور تكنولوجيز وبوكهام تكنولوجي بشكل عابر في مؤشر فاينانشيال تايمز 100 وأظهرتا مخاطر المراهنة على أحدث التكنولوجيات الناشئة، ومخاطر استثمار مديري الصناديق بأقصى قدرتهم على فهم مثل هذه الشركات.
لكن ينبغي ألا يشطب دعاة الهلاك أحدث مجموعة من شركات التكنولوجيا في حي المال حتى الآن.
لم يكن هذا العام هو الذي جلب ديليفرو وألفاويف إلى الأسواق العامة فقط، ولكن جلب معه أيضا شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية أوكسفورد نانوبور، وشركة داركتريس للأمن السيبراني البالغة من العمر ثمانية أعوام، وشركة وايز المالية للتكنولوجيا المالية. يظهر تحليل أجراه سيمون فرينش، من بانمور جوردون، أن ما يقارب نصف إدراجات لندن الجديدة من حيث القيمة السوقية كانت في القطاعات التقديرية الاستهلاكية أو التكنولوجيا.
لا تكمن المشكلة في أن المملكة المتحدة تجتذب شركات التكنولوجيا الضعيفة، بل في عدم وجود ما يكفي منها. يتضح هذا بشكل مؤلم عند وجود مشكلة مع واحدة من هذه الشركات. وفي هذا الصدد، يمكن أن تظهر إدراجات العام الماضي تحولا واعدا في السوق.
أظهرت مراجعة حديثة للإدراجات أجراها اللورد جوناثان هيل، مفوض الخدمات المالية السابق في الاتحاد الأوروبي، أنه على الرغم من مضي عقود من الجهود لجذب الإدراجات التكنولوجية، إلا أن أهم الشركات في سوق لندن كانت "إما لممثلين ماليين وإما ممثلين للاقتصاد القديم" أكثر من تمثيلهم لاقتصاد المستقبل.
فلتجادل بأن ديليفرو ليست شركة تكنولوجيا حقيقية، إذا كنت ترغب في ذلك، لكن هذا التطبيق الموجه للمستهلك ومرفق معه وسائط النقل: يبدو من الصعب وصفه بأنه شركة "اقتصاد قديم". الشيء نفسه ينطبق على داركتريس وأوكسفورد نانوبور ووايز.
بطبيعة الحال، أهم الشركات في لندن ستظل هي الشركات المالية أو شركات "الاقتصاد القديم"، إذا لم تستطع الشركات الجديدة التي تدخل إلى السوق إثبات أهميتها.
لكن تم تداول أوكسفورد نانوبور وداركتريس بالشكل السيئ نفسه، مثلما كان الحال مع ألفاويف وديليفرو. في حين أن أسهم ديليفرو منخفضة 45 في المائة تقريبا منذ أن تم تعويمها وألفاويف 55 في المائة، فإن دارك تريس ارتفعت بنحو 70 في المائة عن سعر الاكتتاب العام الأولي، بينما ارتفعت أسهم أوكسفورد نانوبور 60 في المائة. هذا ليس حتى أفضل أداء من شركات تظهر للمرة الأولى في سوق التكنولوجيا في المملكة المتحدة. فقد تضاعفت أسهم شركة أوكشن تكنولوجي جروب، التي توفر تكنولوجيا منصات المزاد، أكثر من الضعف. ويحسب فرينتس أن الاستثمار المرجح بالقيمة السوقية في جميع الاكتتابات العامة الأولية في لندن هذا العام كان سيعود بما يقارب ضعف متوسط مؤشر فاينانشيال تايمز لجميع الأسهم.
لقد كان إجمالي أداء الاكتتابات العامة متباينا. قدر محللو بنك بيرنبيرج الأسبوع الماضي متوسط عائد الاكتتاب العام في المملكة المتحدة للعام حتى تاريخه بما يزيد قليلا عن 6 في المائة. وأظهرت بيانات ديلوجيك الشهر الماضي أن نصف الشركات في العالم التي جمعت أكثر من مليار دولار في ظهورها الأول هذا العام كانت تتداول بأقل من سعر الإدراج، حيث ابتعد المستثمرون عن أسهم النمو مثل التكنولوجيا وتوجهوا إلى استثمارات القيمة. كان النصف الثاني من العام أقل كرما مع الشركات المدرجة حديثا، مقارنة بالنصف الأول.
هناك دائما خطر يتمثل في أن لندن لم تصل متأخرة إلى الحفل فحسب، بل بعد انتهائه. بعض الشركات التي دخلت السوق، مثل بائعة التجزئة لبطاقات التهنئة على الإنترنت مونبيج جروب، كانت مدفوعة بالجائحة. وقد انحسر هذا الزخم إلى حد ما. الإصلاح الشامل لجعل هياكل الأسهم ذات الطبقة المزدوجة أكثر شيوعا - وبالتالي إقناع المؤسسين بجعل شركاتهم عامة دون التنازل عن السيطرة - دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي فقط، حيث أصبحت شركات التكنولوجيا أقل عصرية. تم إطلاق واحدة من شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة منذ أن غيرت هيئة السلوك المالي قواعدها لتصبح أكثر ملاءمة لشركات الشيكات المفتوحة.
لم يتم تقرير أي من إدراجات التكنولوجيا الجديدة في لندن تعد ذات آفاق جيدة. لكن الأداء الضعيف لقلة قليلة ينبغي ألا ينتقص من حقيقة أن لندن أحرزت تقدما. ومع وصول مزيد من الشركات إلى السوق، ستصبح مشكلات التداول لأمثال ألفاويف وديليفرو مشكلات أخف.