البائعون على المكشوف في صناديق التحوط يستهدفون أسهم الطاقة الخضراء

البائعون على المكشوف في صناديق التحوط يستهدفون أسهم الطاقة الخضراء
الأسهم في الشركات الخضراء هي ليست الوحيدة التي تتداول بتقديرات مرتفعة.

كانت صناديق التحوط ترفع رهاناتها على أسهم الطاقة المستدامة، وتراهن على أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة سيكون المستثمرون أقل تسامحا مع الشركات التي تتمتع بمؤهلات بيئية قوية ولكن أرباحها ضعيفة.
جذبت الحصص في الأسهم المستدامة مليارات الدولارات من التدفقات الواردة من المستثمرين المهتمين بالأخلاق في الأعوام الأخيرة، ما رفع تقييمات بعض الأسهم إلى مستويات مذهلة.
بالفعل، بدأت بعض هذه الأسهم في التراجع بينما يستعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لبدء سحب دعمه المصحوب بعصر الوباء - وهي عملية تعمل على سحب عديد من الأصول عالية النمو، خاصة في قطاع التكنولوجيا. لكن المتشككين يقولون إن الأسهم الخضراء أمامها كثير حتى تنخفض.
قال باري نوريس، كبير مسؤولي الاستثمار في "آرجوانت كابيتال"، "في سوق هابطة، لا تتداول الشركة بأرباح مضاعفة 60 مرة لمجرد أنها تفعل شيئا جيدا من الناحية الأخلاقية. سيكون الناس أكثر تشددا في هذا الأمر".
يقوم نوريس ببيع عدد من أسهم طاقة الرياح وقد زاد أخيرا من رهانه على شركة فيستا ويند سيستم الدنماركية لتوربينات الرياح.
الأربعاء الماضي، أعلنت الشركة هامش ربح أقل من المتوقع وقالت إن مشكلات سلسلة التوريد ستستمر لبقية العام، بعد أن حذرت في تشرين الثاني (نوفمبر) من "بيئة أعمال عالمية متزايدة الصعوبة لمصادر الطاقة المتجددة".
ارتفعت الأسهم من 130 كرونة دنماركية في بداية 2020 إلى ذروتها لفترة وجيزة فوق 300 كرونة دنماركية قبل عام. لقد تراجعت منذ ذلك الحين، على الرغم من أنها ارتفعت الأربعاء 5 في المائة عند نحو 175 كرونة دنماركية. يعتقد نوريس أن "فيستاس"، بهوامش التعاقد، هي الآن "أغلى ما كانت عليه على الإطلاق".
الأسهم في الشركات الخضراء هي ليست الوحيدة التي تتداول بتقديرات مرتفعة. "تسلا" صانعة السيارات الكهربائية، يتم تسعيرها بالسعر الآجل لمعدل الأرباح مضاعف 92 مرة، بينما تم تسعير "نفيديا"، وهو سهم شهير آخر في الأعوام الأخيرة، بسعر مضاعف 43 مرة.
وفقا لمجموعة البيانات بريك آوت بوينت، تم استهداف شركة نورديكس الألمانية من قبل البائعين على المكشوف، حيث ارتفعت الرهانات على الشركة المصنعة لتوربينات الرياح من 0.79 في المائة من أسهم الشركة قبل عام إلى أكثر من 7 في المائة. وهذا يجعله أحد أكثر الأسهم بيعا على المكشوف في أوروبا استنادا إلى المراكز المكشوفة التي تم الكشف عنها.
ومن بين صناديق التحوط التي يراهن عليها 52 مليار دولار في الأصول: ميلينيوم مانجمنت وآكو كابيتال وجلادستون كابيتال.
إنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر. تشير الجهود المدعومة من الحكومة إلى ارتفاع الطلب على الشركات في هذا القطاع. قال أحد المسؤولين التنفيذيين لـ"فاينانشيال تايمز" إن صندوقهم "لن يمس" الرهانات على مثل هذه الأسهم بسبب الأنظمة المواتية بشكل متزايد وثقل الأموال المتدفقة إلى القطاع.
لكن صناديق التحوط في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تشتري الأسهم ذات القيمة المنخفضة لشركات النفط والغاز التي تجاهلها المستثمرون الذين يركزون على العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة ESG.
كما أن المراهنة على الشركات التي تكون قصصها عن مساعدة البيئة أقوى من أرباحها، أو على تلك التي بالغت في تقدير مصداقيتها الأخلاقية، أصبحت أيضا جذابة بشكل متزايد.
الواقع أن احتمال حدوث أربع زيادات في أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام يمثل الآن تحديا لخسارة الأسهم الخضراء. معدلات الفائدة المرتفعة تعني ارتفاع تكاليف الاقتراض للشركات وانخفاض القيمة المنسوبة إلى التدفقات النقدية المستقبلية.
استهدفت الصناديق أسهم الهيدروجين، مع رهانات مكشوفة على مجموعة تكنولوجيا الهيدروجين النرويجية "نيل"، التي أبلغت عن خسارة قدرها 1.4 مليار كرونة نرويجية "156 مليون دولار" في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، حيث قفزت من 1.8 في المائة قبل عام إلى 7.8 في المائة، وفقا لـ"بريك آوت بوينت". "هيليكون انفستمنت" و "كرسبن أودي" من أودي آسيت مانجمنت و "ورلد كوانت" يمتلكون مراكز مكشوفة ضد "نيل"، التي ارتفعت أسهمها من خمسة كرونة نرويجية قبل ثلاثة أعوام إلى أكثر من 35 كرونة نرويجية قبل عام ولكنها انخفضت منذ ذلك الحين إلى نحو 11 كرونة نرويجية.
قال جيمس هانبري، الشريك الذي يدير أصولا بنحو 1.3 مليار دولار في "أودي"، في مذكرة للمستثمرين اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، "لا يوجد دعم واضح للتقييم مع نيل".
قال، الشركة "خاسرة، تستهلك نقودا، وتستمر في الفشل في الفوز بالعقود المادية أو الشراكات، واحتياجاتها الرأسمالية متوسطة الأجل لا يتم تمويلها بالكامل، علاوة على ذلك، يرى فريق أودي أن العمل عبارة عن عرض تكنولوجي سلعي".
وأضاف أنه بينما سيلعب الهيدروجين "دورا كبيرا" في الانتقال إلى طاقة أنظف، "سيكون هناك حتما عديد من الشركات في الفضاء التي لن تنجح اقتصاديا". "أودي" رفضت التعليق.
وقال متحدث باسم "نيل" إن الشركة هي " الرائدة في مجال التكنولوجيا وحصة السوق في صناعة هي في بداية نمو وتصنيع كبيرين"، مضيفا أن استثمارها كان "مدعومة بمركز مالي قوي".
كما زادت صناديق التحوط رهاناتها على شركة ماكفي إنيرجي الفرنسية من 0.5 في المائة قبل عام إلى 5.5 في المائة وعلى شركة تكنولوجيا إعادة تدوير البلاستيك النرويجية كوانتفل من صفر قبل عام إلى 4.3 في المائة.
قال رينو سالور، المتداول السابق في "سورس فند مانجمنت" الذي يرأس الآن "أناكوندا إنفست"، في إشارة إلى مزيد من مجموعات المضاربة، "نعتقد أن اللعبة النهائية هذا العام ستكون بيع على المكشوف للأسهم من نوع آرك في الطاقة الشمسية والهيدروجين". وهو يعمل في مجموعات الهيدروجين المكشوفة "آي تي إم باور" و "ماكفي" وشركة تكنولوجيا الطاقة الشمسية إنفيز إنيرجي.
حتى إن بعض المديرين خاطروا بالمراهنة على أسهم السيارات الكهربائية، التي ثبت أنها واحدة من أكثر زوايا السوق تقلبا.
وضع نوري "آرجوانت" في مركز مكشوف ضد "تسلا" في الأيام الأخيرة، وهو يراهن أيضا على "ريفيفان". وقال إن الشركة، التي تشمل مستثمريها "أمازون" و"ثيرد بوينت"، تتمتع "بتقييم سخيف" وتفتقر إلى ميزة الأولوية في هذا القطاع، بينما سلط الضوء أيضا على قرار "أمازون" الأخير بطلب شاحنات كهربائية من منافس.
وقال، "وجهة نظري هي أننا نتجه إلى سوق هابطة وتجاوزنا نقطة ذروة المضاربة. هذا هو بالضبط نوع الأسهم التي لا تريد امتلاكها".

الأكثر قراءة