رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


خلف جمالها قوة

تتمايل مع نسمات الهواء تحمل فوق رأسها تاجا أصفر بلون الذهب الخالص يغطي بذورها التي يتماوج لونها بين السواد والبياض. يخيل لك أنها تنظر إليك لتحتويك بين أغصانها المتمايلة. لم تعد تزرع لجمالها أو لبذورها التي تصاحبنا في جلسات السمر وجمعة الأصدقاء أو كغذاء لطيورنا المفضلة، بل تعدى الأمر إلى ما هو أعظم وأخطر من ذلك، فهي تخفي خلف جمال مظهرها قوة أنقذت الأرض من خطر داهمها ولا يزال يحدق بها.
بعد الكارثة التي وقعت في محطة تشرنوبل للطاقة في أوكرانيا التي أطلقت أكثر من 100 عنصر مشع في البيئة، لم يجد العلماء غير معالجة الطبيعة بالطبيعة لإنقاذ الأرض من دمار شامل قد يمتد إلى قرون، لذا تمت زراعة زهور دوار الشمس بأعداد كبيرة لسحب النظائر المشعة من المواقع المتأثرة حول المفاعل معتمدين على النباتات لتطهير البيئة.
واختير دوار الشمس بعد تجربة قامت بها شركة من نيوجرسي حين قامت بزراعة عباد الشمس على طوف عائم في بركة مساحتها 75 مترا مربعا تقع على مسافة كيلومتر واحد من تشرنوبل لامتصاص النظائر المشعة من الماء، وكانت المفاجأة عندما وجدوا أن النبات امتص عددا من النظائر، خصوصا السيزيوم والسترونتيوم المشع 95 في المائة خلال عشرة أيام فقط! فمن عجائب القدرة الإلهية أن هذه العناصر المشعة تشبه في تركيبها الكيميائي المواد التي يتغذى عليها النبات، فتمتصها أثناء بحث جذورها عن الغذاء في التربة أو الماء! ويعتقد أن نبات دوار الشمس ومجموعة أخرى من النباتات مثل الخردل ونبات السيلوزيا "عرف الديك" والأمارنث، اكتسبت هذه الخاصية خلال معركتها من أجل البقاء. فعند نشأة الأرض كانت مستويات الإشعاع عليها أكثر بكثير من اليوم، وكوسيلة للبقاء طورت بعض النباتات وسائل وأنظمة معقدة للتأقلم مع الظروف المحيطة والتخلص من السموم والمواد المشعة بامتصاصها من التربة من خلال الجذور للساق والأوراق، وتحويلها إلى مواد كربونية أقل ضرر، ومن ثم يتم حرقها والتخلص من النفايات المشعة المتبقية بأمان أو استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي.
ومحليا وجدوا أن أشجار الطلح والأثل لديها القدرة على امتصاص عنصري الرصاص والكادميوم السامين وتخليص التربة منهما خصوصا الطلح القنديلي.ولتنقية الجسم من السموم عند تعرضك لخطر إشعاعي أو ملوثات عليك بالمواد الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبطاطس والزبيب والجوز، والغنية بالكالسيوم مثل الحليب والبيض. ولتقوية المناعة والحد من أضرار المواد الملوثة أكثر من تناول الخضراوات الجذرية مثل الشمندر والجزر وكذلك اليقطين أو القرع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي