رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


العودة إلى مقاعد الدراسة

تأثر طلبة المرحلة الابتدائية بما حمله الفيروس من احترازات متعددة أهمها التباعد الذي أدى إلى الالتزام بالدراسة عن بعد لأطفالنا الذين هم في مرحلة التغيير الأهم والانتقال الذي سيؤثر في حياتهم المستقبلية بشكل جذري. كثير من دول العالم لم تسمح بالدراسة عن بعد لأسبابها وقد يكون من أهمها إشكالية بناء القدرة الذاتية للتعلم والبدء بممارسة مهارات لم تكن موجودة لدى الطفل أساسا.
رغم المحاذير قررت وزارتا التعليم والصحة أنه لا يمكن أن يستمر حال صغار السن على ما هو عليه اليوم، ولعل الأبحاث التي نتجت عنها هذه القرارات أكدت للجميع أن استمرار التعليم عن بعد له أبعاد خطيرة، وعند مقارنة المزايا بالعيوب خلص الجميع للاتفاق على عودة الصغار إلى مقاعد الدراسة وبدء مرحلة جديدة كليا على الأسرة والطفل.
يأتي مع هذه القرارات التزامات مهمة على الأسرة والمدرسة. الحرص الذي لا بد أن تمارسه الأسرة مع الأطفال من ناحية مراقبة وضعهم الصحي ومتابعة ما يستجد من تعليمات تتعلق بالوضع الصحي العام والخاص بالموقع الذي تعيش فيه الأسرة مهم جدا. كذلك تبني الأسرة أسس التعقيم في المنزل، وما حوله ليكون الطفل/ة محصنا ضد كل المخاطر.
كما يجب أن تعمل المدرسة على بذل جهود أكبر بكثير مما كان في السابق في نواحي التباعد والتعقيم والاحترازات الأساس في حماية أسرة المدرسة ومع الأعداد الكبيرة العائدة أو القادمة للصفوف الدراسية تصبح المهمة أكبر وأكثر مشقة. قد تستحسن الوزارتان إيجاد منظومة حماية مشتركة للمدارس مكونة من خلايا طبية توجد في المدارس لضمان توافر كل الخدمات والمعلومات الضرورية لحماية الأطفال، كما يمكن أن توظف وزارة التعليم مزيدا من المرشدين والمراقبين الذين يحققون الحرص المطلوب في المدارس الابتدائية ـ على الأقل.
عودة الدراسة الحضورية مهمة جدا، ومعها ينصب الاهتمام على ما أعدته الوزارتان من تجهيزات وتعليمات يمكن أن تضمن أكبر قدر من الحماية، والإنذار المبكر عن أي حالات يمكن أن تسبب انتشار الفيروس سواء داخل المدرسة أو خارجها. نسأل الله التوفيق للأبناء والبنات المقبلين على عالم مختلف، ونسأله العون للمسؤولين عن التعليم والمسؤولين عن الصحة في تحقيق الحماية وضمان السلامة المطلوبة للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي