السباق لتدريب دفعة جديدة من ميكانيكيي المركبات الكهربائية

السباق لتدريب دفعة جديدة من ميكانيكيي المركبات الكهربائية

سيلاحظ سائقو السيارات من طراز معين قديم أن إصلاح السيارة أصبح أكثر تطورا من أي وقت مضى. عندما بدأت العمل في مجال صناعة السيارات منذ أكثر من أربعة عقود، كان مفتاح الربط والزرادية والمفاتيح هي أدوات ذلك الوقت. أما اليوم، فالميكانيكيون والفنيون مجهزون بالحواسيب المحمولة وأجهزة الآيباد والحواسيب التشخيصية المتقدمة لمساعدتهم على إصلاح السيارة التي فيها خلل.
سبب هذا هو أمر بسيط. تحتوي السيارة الحديثة على ما يقارب 100 مليون خط من التعليمات البرمجية. لوضع ذلك في السياق، فإن طائرة ركاب عالية المواصفات تحتوي على 14 مليون خط. في العقد المقبل، تشير التقديرات إلى أن معظم سيارات الركاب ستحتاج إلى نحو 300 مليون خط من البرامج لإبقائها على الطريق. بمعنى آخر، أصبحت السيارات تعتمد بشكل متزايد على الإلكترونيات.
وغني عن البيان، أنه مع تحول المملكة المتحدة إلى السيارات الكهربائية وعندها يصبح محرك الاحتراق الداخلي أقل بروزا، فإن إصلاح السيارة المعيبة سيتطلب مجموعة مهارات أقرب إلى مهارات مهندس البرمجيات منها إلى الميكانيكي التقليدي.
منذ أن حددت الحكومة الهدف الطموح المتمثل في حظر مبيعات سيارات محركات الاحتراق الداخلي الجديدة بحلول 2030، تمحور كثير من التركيز على إعداد البنية التحتية لمواكبة هذا التحول.
على سبيل المثال، ليس سرا أننا بحاجة إلى رؤية مزيد من أجهزة الشحن المتوافرة في الشوارع. ونحتاج أيضا إلى رؤية مزيد من مصانع البطاريات المنشأة على الأراضي البريطانية. نحن بحاجة إلى إعداد الشبكة الوطنية لزيادة استهلاك الطاقة. ونحتاج أيضا إلى إعداد قوة عاملة لديها المهارات ذات الصلة ليس فقط لبناء وتصنيع نمط جديد من المركبات، لكن أيضا لصيانتها وإصلاحها.
عندما تركت منصبي كمدير تنفيذي لشركة أستون مارتن في 2020، أنشأت مؤسسة خيرية لدعم المتدربين الشباب اللامعين والموهوبين وهم يشرعون في مهنة في قطاع السيارات. رأيت بنفسي في سياق هذا العمل مباشرة المواهب التي نمتلكها بين شبابنا اليوم. لا يوجد نقص في الرغبة والمهارة للقيام بهذه الأدوار الناشئة، لكنهم أيضا بحاجة إلى دعم من الحكومة وأرباب العمل وقطاع التعليم.
تحدث رئيس الوزراء بوريس جونسون أخيرا عن رغبته في إنشاء اقتصاد عالي المهارة والأجور. لا شك في أن ثورة السيارات التي نحن على أعتابها يمكن أن تكون المحرك الرئيس لهذا الطموح الرائع. لكن حان الوقت الآن للبدء بتوسيع خيارات التدريب المتاحة للجيل الجديد من مهندسي السيارات والفنيين والمتخصصين. سيأتي الموعد النهائي لـ2030 سريعا، ونحن نخاطر بالركض قبل أن نتمكن من السير إذا كانت طرقنا مليئة بالمركبات الكهربائية التي لا يمكن صيانتها أو إصلاحها بشكل كاف عند الحاجة.
كما هي الحال دائما، لن يأتي هذا النوع من إعادة التشكيل النبيلة لعلاقتنا مع النقل دون تحديات. يكسب مهندسو البرمجيات أموالا جيدة وفي الأغلب ما يتم جذب الأفضل منهم إلى الوظائف العليا في شركات التكنولوجيا المثيرة التي تستطيع أن تقدم لهم رواتب سخية إضافة إلى امتيازات متعددة، مثل مصففي الشعر في الموقع وصالات الألعاب الرياضية والمطاعم. هذا بعيد جدا عما قد يكون متاحا في المرآب المحلي. في النهاية، سيتعين على الوكلاء التنافس على هذه الموهبة وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف إصلاح السيارات الكهربائية، على الأقل في المدى القصير إلى المتوسط.
لكن المملكة المتحدة تملك تاريخا فخورا بالسيارات، وسيكون من السخرية إذا لم يستمر هذا الإرث في "العصر الكهربائي" الجديد للنقل. لذلك من الضروري أن تعترف المدارس والكليات والجامعات بالدور الذي يمكن أن تلعبه صناعة السيارات في توفير وظائف ذات مهارات عالية وبأجور جيدة وخضراء للأجيال المقبلة.
وفقا لشركة أر أيه سي لخدمات السيارات، فإن 5 في المائة فقط من المجموعة الحالية في المملكة المتحدة التي تضم أكثر من 200 ألف فني سيارات مؤهلون حاليا للعمل في السيارات الكهربائية. نظرا إلى وجود أكثر من 345 ألف سيارة كهربائية خالصة على الطريق "مع عديد من السيارات الهجينة"، فهناك بالفعل نقص مقلق في الفنيين المؤهلين. هدف 2030 على الأبواب. دعونا نتأكد من أننا جاهزون قبل وصوله.

*الرئيس التنفيذي لشركة سويتش موبيليتي

الأكثر قراءة