قراءات
جوامع الكلم
قبل ابتداع لعبة الـ"140 حرفا" في موقع التدوينات المصغرة الشهير "تويتر"، لطالما أخذت بالألباب تلك العبارات القصيرة، التي تسير بين الناس أمثالا وحكما، تحمل قليلا من الألفاظ، وكثيرا من المعاني. وفي هذا الكتاب يجمع لنا جوستاف لوبون شتى أفكاره المنثورة في مؤلفاته الاجتماعية والتاريخية والفلسفية المختلفة، لتنتظم تلك الومضات الملهمة في كلمات قليلة جامعة، تعلق بذاكرة متلقيها، وتحمل خلاصة أبحاث مطولة وتجارب عميقة. وقد سلطت تلك الجوامع الضوء على قضايا ذاتية، وأخلاقية، وسياسية، واجتماعية، وقومية متنوعة، باعتبار تلك القضايا هي الأكثر مصيرية في حياة الأمم. والمؤلف إذ يوردها مختزلة في صورة عبارات موجزة متقنة، فهو يستدعي وعيا متنبها، ويفتح الأذهان على آفاق فكرية لا محدودة، ويدلل على مبدأ أنه "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".
الأرض السفلية
يذهب روبرت ماكفارلن في هذا الكتاب في سلسلة من الرحلات الاستكشافية تحت سطح الأرض، في محاولة لسبر أغوار هذا العالم القابع في الأرض السفلية. ففي إنجلترا، يذهب بصحبة عالم نبات شاب إلى الكهوف ويدرس الفطريات التي تصنع نظاما تكافليا أسفل الغابات. وفي باريس، ينزل إلى سراديب الموتى، ويشارك فرقة طليعية من المستكشفين. وفي إيطاليا، يتتبع تدفق أحد الأنهار الجوفية، وهو نهر تيمافو. وفي المرتفعات السلوفينية، يشاهد المجاري والطرق. ثم يزور موقعا لاحتواء النفايات النووية في فنلندا، وكهوفا بحرية في النرويج، ويستكشف ظاهرة الاحتباس الحراري في جرينلاند، ويصنف الأشياء التي دفنت لفترة طويلة في الجليد، التي تعاود الظهور الآن إلى سطح العالم، وأحيانا تلحق أضرارا وخيمة بالبشرية. وبذلك، يقدم كتاب "الأرض السفلية" نظرة جديدة عن تأثير الإنسان في الأرض، كما يقدم رؤية مختلفة لماضي الإنسان ومستقبله على الكوكب.
حضارة العرب في الأندلس
رحلة تجوب البحر الأبيض المتوسط من الإسكندرية حتى إسبانيا، تصف أحداثا تاريخية واجتماعية مهمة على لسان الراوي، وهو رحالة مصري من صنع خيال المؤلف. لطالما كانت الحضارة العربية في الأندلس مصدر إبهار وإلهام لعديد من الكتاب، ومن بينهم عبدالرحمن البرقوقي، الذي أثارت إعجابه تلك النهضة التي شهدتها البلاد في عهد عبدالرحمن الناصر، ثامن حكام الدولة الأموية في الأندلس، وأول خلفاء قرطبة بعد إعلان الخلافة، الذي أنشأ الأساطيل والسفن التجارية التي تهتم بعرض البضائع ومبادلة أخرى بها من بلاد المشرق، وكان من بين هذه السفن سفينة تمر بالبلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهي السفينة التي وجد فيها المؤلف ضالته، فوظف معلوماته التاريخية عن الأندلس، وألف هذا الكتاب مستعينا بخياله في وصف رحلة متوسطية على ظهر هذه السفينة، يقابل خلالها الرحالة عديدا من الشخصيات التاريخية، ويسرد الأخبار، ويروي الحكايات، وينقل المشاهدات في رسالتين، الرسالة الأولى "من الإسكندرية إلى المرية"، والرسالة الثانية "من المرية إلى قرطبة".