قطار الرياض

بشرت الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض بقرب موعد تشغيل قطار الرياض الذي ينتظره الجميع لأسباب عديدة. أهمها هو التقليل والتقليل من الازدحام المروري. بطبيعة الحال علينا أن ننتظر بدايات القطار بلهفة وشوق وهذا ما يجعلنا نتأمل من إدارة البرنامج تركيز الاهتمام على الدقة والنظافة والراحة التي يجب أن تنافس كل عمليات النقل المتوافرة حاليا. القطار - بشكل عام - هو الناقل العام الأكبر في أغلب مدن العالم الكبرى، وهو بهذا يستدعي أن تكون قيادة عملياته على أعلى مستويات الكفاءة وبخبرات عالمية تعايشت مع حجم الحركة المرورية التي تميز الرياض الواسعة جغرافيا.
هنا نتذكر أن كثيرا من مشاريع القطارات تعتمد على عناصر البنية التحية ونحن نعلم أن الرياض تمتلك هذه الأركان المهة للبنية - ويتوقع أن يتجاوز سكانها 15 مليون خلال أقل من عشرة أعوام وهو ما يقارب ضعف العدد الموجود اليوم - باستخدام خدمة القطارات سيكون وضعه أفضل من غيره.
إذا فنحن أمام توجه خدمي جديد مهم يجعل من القطار القائم اليوم مرحلة أولى تتبعها مراحل تغطي أجزاء أخرى من المدينة ، ثم إننا نحتاج إلى التفكير في المدن الجديدة التي ستنشأ بعد أن تصبح الرياض مدينة كبرى وهي بحاجة إلى ربط مميز بالخدمات التي يقدمها قطار الرياض.
في أغلب مدن العالم الكبرى تعيش نسبة من العاملين خارج "الميتروبوليتان" ويستخدمون القطار كوسيلة نقل رئيسة بين المدينة ومواقع سكناهم وهذا يعني أنه لا بد من التوسع في تسهيل عملية الانتقال من المدن والمحافظات بالقطارات وهي مهمة كبيرة تحتاج إلى استثمارات وتخطيط مبتكر.
بالعودة إلى الرياض "المدينة"، وعندما نقارن بين مجموعة بدائل في مدن مختلفة، نجد أن من المهم تكوين قبول جمعي لهذه الوسيلة ونشر ثقافتها في أوساط المواطنين والمقيمين ، فأهمية أن يكون المواطن معتمدا على هذه الوسيلة يحقق الهدف الأساس من تكوين هذه الشبكة، كما يحقق المردود المادي المطلوب لعمليات الإدامة والتوسع في الخدمة.
نشاهد بعضا من المدن تعاني عزوف الناس عن استخدام القطارات لأسباب مختلفة سواء قدم البنية أو سوء الصيانة والتشغيل أو عدم توافر الخدمات الإضافية في المحطات، ونحن نشاهد أن هذه الأدوات متوافرة في العاصمة الرياض في قطاعات كثيرة مثل الطرق والكباري والجسور وتقنية الاتصالات المتنوعة، وهذا يجعل التفكير في المحطات الكبرى أساسيا في المراحل المقبلة وهي التي توفر خدمات إضافية يمكن أن يعتمد عليها المستخدم لهذه الوسيلة سواء المطاعم أو الأسواق وصولا إلى الفنادق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي