لأول مرة منذ 8 أعوام .. الميزانية السعودية تتحول للفوائض بـ 90 مليار ريال في 2022
سجلت السعودية أقل عجز مالي خلال ثمانية أعوام في ميزانية 2021، بنحو 85 مليار ريال وهو أقل 71 في المائة عما كان مقدرا عند 141 مليار ريال، وذلك نتيجة مصروفات فعلية 1015 مليار ريال مقابل إيرادات 930 مليار ريال.
فيما توقعت وزارة المالية التحول للفوائض اعتبارا من عام 2022 بنحو 90 مليار ريال "955 مليار ريال مصروفات مقدرة مقابل 1045 مليار ريال إيرادات"، ثم فائض بـ27 مليار ريال في 2023، و42 مليار ريال فائض متوقع في 2024.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، استند إلى بيانات وزارة المالية، بدأت الميزانية السعودية تسجيل عجز فعلي في ميزانياتها منذ 2014 مع تراجع أسعار النفط، حيث أصبح عام 2021 ثامن الميزانيات التي تسجل عجزا على التوالي، وكان 2013 آخر الأعوام تسجيلا للفوائض بنحو 158 مليار ريال.
إلا أن العجز في ميزانية 2021 هو الأقل خلال الفترة من 2014 إلى 2021، مدعوما من الارتفاع الكبير في أسعار النفط عن مستويات العام الماضي الذي شهد ذروة جائحة كورونا وتهاوي الأسعار إلى 16 دولارا للبرميل في نيسان (أبريل) 2020.
كما تدعم الأسعار زيادة إنتاج النفط عن العام الماضي ضمن الاتفاق الذي يضم السعودية ضمن تحالف كبار منتجي النفط "أوبك +".
إصلاح اقتصادي عبر "الرؤية"
نتيجة الإجراءات الحكومية لتعزيز الإيرادات غير النفطية وتنويع مصادر الدخل ضمن رؤية السعودية 2030، أخذ العجز في الانخفاض منذ 2016 تدريجيا إلى 2019، إلا أن جائحة كورونا أعادته إلى الارتفاع مرة أخرى كنتيجة طبيعية لتأثيراتها في كل دول العالم في عام استثنائي.
وبلغ العجز الفعلي في الميزانية 100 مليار ريال في 2014، ثم 389 مليار ريال في 2015، و311 مليار ريال في 2016، و238 مليار ريال في 2017.
واستمر العجز ليبلغ 174 مليار ريال في 2018، ثم 133 مليار ريال في 2019، و294 مليار ريال في 2020.
تطور عجز وفائض الميزانية
خلال فترة التحليل البالغة 51 عاما "من 1969 حتى 2021"، سجلت ميزانيات السعودية عجزا خلال 31 عاما، فيما حققت فوائض في الـ20 عاما المتبقية.
وسجلت السعودية عجزا بنحو 360 مليون ريال في 1969، ثم سجلت فائضا لسبعة أعوام على التوالي "من 1970 حتى 1976"، فيما عادت إلى تسجيل العجز في 1977 و1978، بـ7.4 مليار ريال و16.5 مليار ريال على التوالي.
وبعدها سجلت الميزانية فوائض لأربعة أعوام "من 1979 حتى 1982"، فيما عادت إلى تسجيل عجز لـ17 عاما على التوالي "من 1983 حتى 1999"، لتكون بذلك فترة الثمانينيات والتسعينيات هي الأسوأ في تاريخ ميزانيات السعودية، مسجلة عجزا إجماليا خلال الفترة بنحو 826 مليار ريال، بمتوسط سنوي يقارب 51.6 مليار ريال، ثم فائضا 2000، ومن بعده عجز في 2001 و2002، بـ27 مليار ريال و20.5 مليار ريال على التوالي.
ومنذ 2003 حتى 2008، سجلت الميزانية فوائض لستة أعوام متتالية بإجمالي 1.4 تريليون ريال، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط، بمتوسط فائض 233 مليار ريال سنويا، فيما سجلت عجزا عام 2009 بسبب تراجع أسعار النفط نتيجة الأزمة المالية العالمية، عند 86.6 مليار ريال.
وفي 2010 و2011 و2012 و2013 عادت السعودية إلى الفوائض مرة أخرى، بنحو 86.6 مليار ريال، و291 مليار ريال، و329 مليار ريال، و158 مليار ريال على التوالي.
ثم بدأت بتسجيل العجز من 2014 مع انخفاض أسعار النفط من أعلى مستويات 120 دولارا للبرميل في منتصف العام، لتسجل عجزا بقيمة 100 مليار ريال في 2014، ثم 389 مليار ريال في 2015.
فيما بدأ العجز بالانخفاض مع إطلاق رؤية 2030 وتنويع مصادر الدخل، ليبلغ العجز 311 مليار ريال في 2016، و238 مليار ريال في 2017، و174 مليار ريال في 2018، ثم 133 مليار ريال في 2019.
وسجلت عجزا 294 مليار ريال في 2020 بسبب جائحة كورونا وتداعياتها المدوية على اقتصادات العالم وأسعار النفط، وأخيرا عجز بـ85 مليار ريال في عام 2021.
وحدة التقارير الاقتصادية