رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التلفاز يغزو دماغك

تمسك بالريموت كونترول أو جهاز التحكم الخاص بالتلفزيون بين يديك وتعتقد جازما أنك أنت المسيطر على ما تشاهد، فتضع تلك القناة أو ذلك الفيلم أو تتجه إلى القنوات الإخبارية وتشعر انك بمأمن، لأنك تستطيع اختيار ما تشاهد، ولكن الواقع والدراسات تقول غير ذلك، مؤكد أنك سمعت عن تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها شابان صغيران في حق زملائهم، ففي 1999 دخل إريك هاريس وديلان كليبولد مدرستهما كوملبين الثانوية في مدينة ليتلتون في ولاية كولورادو الأمريكية، وقاما بإطلاق النار بطريقة هستيرية على المدرسين والطلاب الآخرين، ما أودى بحياة 13 شخصا وإصابة 21 آخرين كانوا موجودين وقت الحادث، وبعد بحر الدم أطلق الطالبان النار على نفسيهما وانتحرا. في مشهد تظن لأول وهلة أنك تشاهد فيلما من نسج الخيال.
نزل الخبر على الأمريكان كالصاعقة وطفقوا يبحثون عن السبب وراء هذا الحادث الوحشي والجريمة النكراء، ووجدوا أن هناك علاقة كبيرة بين ما يشاهده الناس على شاشات التلفاز أو السينما وتصرفاتهم وردات أفعالهم تجاه الأمور والأشخاص.
فقد لاحظ العالم سكيب داين يونج التشابه الكبير بين جريمة الشابين ومشاهد من فيلمي "ماتركس ويوميات كرة سلة"، ويتساءل سكيب، هل من الممكن أن يكون الطالبان قد تأثرا بهذه الأفلام وطبقا ما شاهداه حرفيا؟!
الإجابة 90 في المائة، نعم الأسلوب والملابس وطريقة الهجوم نفسها، فما تشاهده عيناك سواء على شاشات التلفاز أو في البيئة المحيطة بك يؤثر في أفكارك ومشاعرك بطريقة مختلفة بعض الشيء، حيث يتأثر المرء بالأفكار والمشاعر عندما يتعرض لها بانتظام أو يدمن على مشاهدتها.
عند مشاهدة التلفاز، تنخفض موجات ألفا، وهي موجات في الدماغ ترتبط بالاسترخاء. وهذا هو الوقت المناسب لمخاطبة اللاوعي لديك، وإدخال أي معلومة جديدة إلى دماغك وضمها معتقداتك، لتصبح هذه المعلومات جزءا من ذاكرتك، وبالتالي جزءا من حياتك.
يشبه البشر أجهزة الكمبيوتر، حيث تتم برمجتهم وإدخال نظام ومعلومات متكامل إلى أدمغتهم قد لا تتناسب مع حياتهم، وطرد مفاهيم ومعتقدات أخرى مهمة لهم، وهنا يتحقق المعنى الحرفي لجملة "أنت ما تشاهد". و ما يؤكد ذلك أن قوتك الذهنية تعتمد على 90 في المائة من اللاوعي و10 في المائة من حالة الوعي. ويتأثر اللاوعي بالعاطفة والتكرار، وهذا ما يفعله التلفاز بالضبط "عندما نشاهد الأفلام، فإننا نتابع خيط القصة ونغدو مندمجين مع شخوصها بكل جوارحنا". يقول سكيب يونج: ألم تشعر بالبرد في شدة حرارة الصيف، لأنك انتهيت توا من فيلم يتساقط فيه الثلج؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي