هيئة الأفلام في استراتيجيتها ومسارها: الفيلم السعودي أولا

هيئة الأفلام في استراتيجيتها ومسارها: الفيلم السعودي أولا
حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة.
هيئة الأفلام في استراتيجيتها ومسارها: الفيلم السعودي أولا
تدشين استراتيجية هيئة الأفلام بحضور نجوم السينما وروادها.
هيئة الأفلام في استراتيجيتها ومسارها: الفيلم السعودي أولا
الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام.

موجة تفاؤل أعقبت تدشين استراتيجية هيئة الأفلام، التي عبر عنها رئيسها التنفيذي المهندس عبدالله آل عياف بقوله "الفيلم السعودي يأتي أولا".
فمن خلال 19 مبادرة و 46 مشروعا، تخطو هيئة الأفلام نحو بيئة سينمائية ترسخ مكانة المملكة عالميا في مجال صناعة الأفلام، وتؤسس لصناعة سعودية واعدة، تستلهم من المكان والزمان قصصا وحكايات تسافر بشخوصها وعوالمها إلى فضاءات جديدة.

المستقبل يبدأ من هنا
بحضور "الاقتصادية"، وفي حفل حضره رواد وصناع السينما، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين ونخبة من الإعلاميين والمثقفين والفاعلين في مجال صناعة الأفلام، أطلقت استراتيجية هيئة الأفلام، تحت رعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، وكشفت عن مبادرات كانت على قدر الطموحات وأمنيات السينمائيين، الذين أبدوا تفاؤلهم في وضع اللبنة الأولى لقطاع واعد.
وفي حفل تدشين الاستراتيجية، أكد حامد بن محمد فايز، نائب وزير الثقافة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، على أن استراتيجية هيئة الأفلام ببرامجها ومبادراتها المتنوعة والشاملة تمثل خطوة أولى وصحيحة نحو تطوير القطاع، ودعم وتمكين صناع الأفلام السعوديين بمختلف تخصصاتهم الإبداعية".
ونوه، في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، بما للمملكة من مقومات كبيرة في هذه الصناعة، سواء بالمواهب السعودية المبدعة التي فازت بجوائز في مهرجانات سينمائية إقليمية وعالمية، أو بالأفلام السعودية التي حققت حضورا لافتا محليا ودوليا، فضلا عن الحراك الإنتاجي الذي بدأ يتنامى في السنوات الأخيرة بفضل المناخ الملهم الذي صنعته رؤية المملكة 2030.

قصصنا المحلية تصل للعالم
مهندس السينما السعودية والرئيس التنفيذي للهيئة عبدالله آل عياف عبر عن طموحاته بتعليقه أمام السينمائيين "نطمح الآن إلى مزيد من قصصنا المحلية التي تصل للعالم أجمع، وقبل ذلك تصل للجمهور الأهم لدينا، الجمهور السعودي".
وفي عرض مرئي أوضح أن إعداد استراتيجية الهيئة لتطوير قطاع الأفلام اعتمدت على منهجية مرنة وشاملة، مضيفا أن الاستراتيجية تضمنت مبادرات ومشاريع متعددة تخدم القطاع والشركاء وتسهم في تحقيق مستهدفات وزارة الثقافة والاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030، من خلال تحقيق النمو في قطاع إنتاج الأفلام السعودي وتحويله إلى صناعة منتجة ومنافسة، تضمن إنتاج محتوى سينمائيا محليا جذابا للجمهور السعودي والدولي، وتقديم المملكة كمركز عالمي رائد لإنتاج الأفلام في منطقة الشرق الأوسط.
وتضمن الحفل ثلاثة عروض مرئية، جاء أولها بعنوان "في البدء كانت السينما"، أما الثاني فجاء بعنوان "ماذا يريد السينمائيون؟" والثالث: "نبدأ من حيث انتهينا"، إلى جانب فقرات موسيقية، وخلفيات تزينت بجداريات تضم صورا لرواد السينما السعودية، وكذلك صور من سينما الأحواش وبدايات السينما المحلية.
وكشفت الهيئة في الحفل عن تفاصيل استراتيجيتها التي استندت في بنائها إلى مقارنة معيارية مع أهم 20 دولة في صناعة السينما، لاستخلاص أفضل الممارسات المتبعة من أجل صياغة استراتيجية شاملة لقطاع الأفلام السعودي تأخذ في الاعتبار متطلبات المرحلة واحتياجات صناع الأفلام السعوديين باختلاف تخصصاتهم، وخلصت المقارنة المعيارية إلى تحليل الوضع الراهن، والوصول إلى تعريف للقطاع، ومهام واختصاصات الهيئة، إضافة إلى المبادرات والبرامج والمشاريع، والأهداف الرئيسة.

مركز عالمي لصناعة الأفلام
حددت استراتيجية الهيئة رؤية تتمثل في "ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأفلام في قلب الشرق الأوسط"، فيما نصت رسالتها على "بناء وتنمية قطاع أفلام سعودي إبداعي وتعزيز قدراته على مستوى الأسواق المحلية والدولية"، وذلك بالارتكاز على ست ركائز استراتيجية هي: تطوير المواهب، والبنية التحتية، والإنتاج المحلي في المملكة، والإنتاج الدولي في المملكة، والإطار التنظيمي، وتوزيع الأفلام وعرضها، لتخرج الاستراتيجية بستة أهداف استراتيجية مقترنة بالركائز، وهي: ضمان وصول قطاع الأفلام في المملكة إلى المواهب المؤهلة بتكلفة تنافسية، وضمان حصول قطاع الأفلام السعودي على المرافق والخدمات المناسبة وبتكلفة تنافسية، وتحفيز الإنتاج المحلي للأفلام في المملكة، إلى جانب جذب الإنتاج العالمي للأفلام للمملكة، وإعداد بيئة تنظيمية مناسبة تعزز تنمية قطاع الأفلام، وتحفيز الطلب على الأفلام السعودية في الأسواق المحلية والعالمية المختارة.
وستعمل هيئة الأفلام وفق الاستراتيجية على 19 مبادرة استراتيجية تهدف في مجموعها إلى إيجاد حراك كبير في قطاع الأفلام بالمملكة، وتوفير بنية تحتية للإنتاج السينمائي، وتمكين المواهب والقدرات السعودية. وهذه المبادرات هي: التعليم والتدريب، وبرنامج التوعية المهنية، واستقطاب المواهب وتنميتها، ومجمع الأفلام، وشبكة استوديوهات الإنتاج الإقليمي، ومعارض لقطاع صناعة الأفلام، وبرنامج تحفيز صناعة الأفلام، وبرنامج حوافز الأفلام السعودية (المنح، والاسترداد وغيرها)، والعضويات والشراكات، وبرنامج تطوير الأعمال، وبرنامج تعزيز الإنتاج المشترك، ودعم أنظمة الإنتاج، ودعم أنظمة العرض، وتقنين إجراءات الترخيص وشهادات عدم الممانعة، وتنفيذ المبادئ التوجيهية لقطاع الأفلام الدولي، والمعارض وشراكات التوزيع والدعم، والأرشيف الوطني للأفلام، وفعاليات السينما السعودية المحلية والعالمية، ومنصة إلكترونية لخدمات المعلومات والتسهيلات، وترجمت استراتيجية الهيئة مبادراتها إلى 46 مشروعا من المقرر أن تنفذها على مراحل زمنية محددة.

ثلاثة أهداف استراتيجية
أوضحت الهيئة، في بيان لها عقب الحفل، أن استراتيجيتها صممت من أجل تحقيق ثلاثة من أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة في 2030، وهي: المساهمة المباشرة للهيئة في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة عدد فرص العمل في قطاع الأفلام، وزيادة عدد الأفلام الطويلة المنتجة محليا.
وحددت الاستراتيجية سبعة مؤشرات لقياس أداء الاستراتيجية ومستوى إنجازها، تتمثل في: عدد الأفلام المنتجة محليا، ونسبة المحتوى المحلي على منصات العرض، وعدد شاشات السينما، ومساحة مناطق التصوير داخل استوديوهات الإنتاج في المملكة، وعدد الطلاب المسجلين في تخصصات الأفلام في المملكة، والنسبة المئوية لمعدل الرضا العام عن سهولة ممارسة الأعمال، وإيرادات العرض للأفلام السعودية (طويلة وقصيرة) والمسلسلات السعودية محليا وعالميا عبر قنوات العرض التقليدية والرقمية، حيث ستعطي هذه المؤشرات قياسا دقيقا لمدى تقدم عملية تنفيذ الاستراتيجية.

تمكين صناع الأفلام
ستتولى الهيئة وفق الاستراتيجية مهاما متعددة تتمثل في إدارة وتنظيم قطاع الأفلام، ودعم وتمكين صناع الأفلام، وتطوير بيئة الإنتاج، وتسويق الأعمال السعودية محليا ودوليا، إضافة إلى تحفيز المؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى.
كما أطلقت هيئة الأفلام موقعها الإلكتروني للتعريف بدورها الاستراتيجي في دعم الصناعة السينمائية، وفي الحفل أجاب الرئيس التنفيذي للهيئة على أسئلة الحضور، متطرقا تفرغ السينمائيين لهذه الصناعة، وقال "إن السوق لدينا كبيرة، وتتطلب وجود عدد كبير من المتفرغين في قطاع صناعة الأفلام. ولا يوجد فيلم أجنبي يصور محليا من دون كوادر سعودية"، لكنه نصح المخرجين والفنانين قبل تفرغهم بالتأكد من أمرين، وجود الموهبة، ووجود مشروع يؤمنون به.
فيما تحدث سينمائيون عقب الحفل لـ"الاقتصادية" عن تفاؤلهم بمسارات الاستراتيجية وخريطة طريقها، وأكدوا أن السنوات القليلة المقبلة ستكون حافلة بالإنجازات السينمائية، التي ستحفظ ذاكرة السعوديين، وستنقل إبداعاتهم إلى العالم.

الأكثر قراءة