النغمة الجديدة
قبل قرن من الزمان كان تشرين الثاني (نوفمبر) شهر نزوح النجديين نحو الحيد البحري طلبا للتجارة وصيد اللؤلؤ وهربا من قسوة الشتاء وزمهريره المهلك، وقلة يرتبطون بالزراعة وتربية الماشية، ولا يدوم على حال فالسفر اليوم للاستجمام والترفيه لجميع الأعمار والمستويات المالية وباتت السياحة أيقونة اقتصادية لا غنى عنها.
الأسبوع الماضي كنت في معرض دبي للطيران 2021 في الإمارات الشقيقة، وحينما وصلت إلى المطار ظننت أني ما زلت في الرياض لكثرة اللوحات الإعلانية عن كنوز السعودية السياحية والثقافية والاقتصادية ومنها موسم الرياض، وفي الواقع نحن الآن نعيش في مرحلة مختلفة جدا.
هناك أي في دبي قابلت رؤساء تنفيذيين لشركات في قطاع الطيران المدني ومسؤولين حكوميين وصحافيين وسياحا، وكلهم لاحظوا التغيير الإيجابي والسريع الذي تمر به المملكة وبالذات في تمتين فرص الاستثمار في مجال الترفيه.
كانت لدينا الفرص والممكنات بيد أنه لم يعلق الجرس ويسوق باحتراف لهذه النغمة الجديدة في المنطقة، ولم نكن نصدق أنها ستكون هكذا يوما وصدق المستشار تركي آل الشيخ يوم قال تخيل أكثر.
كان من اللافت البرومو الترويجي لفعالية منطقة "كومبات فيلد" بمشاركة مشاهير ومجموعة من نجوم الغناء والفن والرياضة والإعلام.
الاتصال المحترف في موسم الرياض أثمر عن أرقام مذهلة وباختصار حقق في 28 تشرين الأول (أكتوبر) أكثر من نصف مليار ريال دخلا مباشرا وخلال 20 يوما زاره مليونا زائر، وأصدرت بوابة الترفيه أكثر من 4900 ترخيص منذ انطلاقتها، علاوة على مئات الفعاليات في عشرات الأماكن وبالفعل، فإن الرياض الآن تعزف نغمة جديدة وحالمة في عالم السياحة والترفيه وتصنع وجهة جديدة ومنافسة في المنطقة وفي العالم.