العمل المشترك مطلوب لتأمين التعافي "3 من 3"
صندوق النقد الدولي يهيب الآن بالدول ذات المراكز الخارجية القوية أن تتبرع بجزء من حقوق السحب الخاصة الموزعة عليها لمصلحة الصندوق الاستئماني للنمو والحد من الفقر، ما يعزز قدرتنا على تقديم قروض للدول منخفضة الدخل بسعر فائدة صفري.
ثالثا: الالتزام بحزمة شاملة من الإجراءات للوصول بصافي انبعاثات الكربون إلى مستوى الصفر بحلول منتصف القرن. ويتوقع خبراء الصندوق في تحليل جديد أن رفع كفاءة استهلاك الطاقة والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة يمكنهما أن يمثلا مصدرا صافيا لإيجاد الوظائف، لأن تكنولوجيات الطاقة المتجددة غالبا ما تكون أكثر كثافة في استخدام العمالة. والواقع أن تنفيذ خطة استثمارية شاملة مصحوبة بمزيج من سياسات الإمداد من شأنه رفع إجمالي الناتج المحلي العالمي بنحو 2 في المائة في العقد لحالي وصنع 30 مليون وظيفة جديدة.
وبعبارة أخرى، بينما نسعى جاهدين للوصول إلى انبعاثات صافية صفرية، يمكننا تعزيز الرخاء شريطة أن نتحرك معا ونساعد على ضمان التحول في نظام الطاقة على نحو يعود بالنفع على الجميع. وستحتاج شرائح السكان الأشد تعرضا للمخاطر داخل كل مجتمع وفيما بين الدول إلى مزيد من المساعدة على إجراء التحول الهيكلي إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وهناك أمر واضح في هذا الصدد، وهو أن تحديد سعر مرتفع للكربون هو في صلب أي حزمة سياسات شاملة. وهنا سيكون لقيادة مجموعة العشرين دور حيوي، ولا سيما حين يتعلق الأمر ببناء التأييد لتطبيق حد أدنى دولي لسعر الكربون. ومن الممكن أن يساعد العمل معا أيضا على تجاوز القيود السياسية. ويمكن أن يمثل هذا نقطة الانطلاق لتخفيضات في غازات الاحتباس الحراري في هذه اللحظة الحرجة بالنسبة للعالم.
وفي قمة المناخ COP26 التي تعقد حاليا في جلاسكو، ستتاح لقادة مجموعة العشرين فرصة لا تتكرر في جيل واحد لتحويل بوصلة الكربون في الاتجاه الصحيح ودعم الاقتصادات النامية. وتتسم هذه الدول بأسرع معدلات النمو السكاني والطلب على الطاقة.
وعلى أقل تقدير، يتطلب هذا من الدول الأغنى أن تفي بالتعهد الذي قطعته منذ فترة طويلة بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل الاستثمارات الخضراء في العالم النامي.
ومن جانبنا، فنحن ندعو إلى توجيه جانب من مخصصات حقوق السحب الخاصة نحو إنشاء الصندوق الاستئماني الجديد للصلابة والاستدامة الذي أيدته دولنا الأعضاء بقوة أثناء الاجتماعات السنوية. وسيسهم هذا في تغطية احتياجات الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل المعرضة للمخاطر، بما في ذلك الدول التي تمر بمرحلة التحول نحو اقتصاد أكثر تعافيا. ومما سيساعد على تعبئة الموارد من أجل الاستثمارات التحويلية أن يتم استكمال وتدعيم الاتفاق التاريخي بشأن الحد الأدنى العالمي لضريبة الشركات.
وستكون هذه الأولوية وغيرها في صدارة القضايا التي تدور في أذهان قادة العالم وهم يلتقون في مركز مؤتمرات La Nuvola. إن هذا المبنى الذي يتميز بتصميمه العصري والمتنوع قد أنشئ من خلال مزيج من الرؤية والتعاون والعمل الشاق، وهو ما نحتاج إليه بالضبط من مجموعة العشرين في هذه اللحظة المحورية. ولتأمين التعافي وبناء مستقبل أفضل للجميع، يجب القيام بتحرك مشترك الآن.