رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مسيرة التعافي وتكثيف الإصلاحات الاقتصادية «1من 2»

التعافي في سبيله للتحقق، غير أن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة العالمية قد تستمر لعدة أعوام مقبلة. وفي ظل ما سببته الأزمة من تفاقم لمواطن الضعف التي كانت قائمة قبل الجائحة، فإن آفاق التعافي آخذة في التباعد فيما بين الدول، فقد بات نصف اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية تقريبا وبعض الدول متوسطة الدخل عرضة لمخاطر التأخر أكثر عن اللحاق بالركب، ما يضيع كثيرا من مكاسب التقدم التي حققتها لبلوغ أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة. وداخل الدول، يتزايد كذلك انعدام المساواة، فالعمالة الأقل مهارة، والشباب، والنساء، والعاملون في القطاع غير الرسمي يعانون خسائر في الدخل أكثر من الفئات الأخرى.
والحفاظ على هذا التعافي يقتضي دفعة مستمرة على مستوى السياسات، بما في ذلك لتأمين الحصول على اللقاحات والتوسع في توفيرها ومواصلة توفير الإمدادات الاقتصادية الحيوية والدعم على مستوى السياسات الموجه للمستحقين، بما يتفق مع كل مرحلة من مراحل الجائحة، وقوة التعافي الاقتصادي، والخصائص الهيكلية لكل دولة على حدة. وسيشكل التعاون متعدد الأطراف مطلبا حيويا لضمان حصول كل الدول على اللقاحات بصورة عادلة وإتاحة الفرص الكافية للحصول على السيولة العالمية أمام الاقتصادات التي تعاني قيودا مالية.
ومع تقدم مسيرة التعافي، ينبغي تكثيف الإصلاحات الاقتصادية والاستثمارات العامة في رأس المال البشري والبنية التحتية الخضراء والرقمية بغية تسهيل إعادة توزيع الموارد والحد من الآثار الغائرة طويلة الأجل. وبالبناء من أجل مستقبل أكثر خضرة واستعدادا للرقمنة واحتواء للجميع، ستتمكن اقتصادات العالم من تحقيق نمو أعلى وأكثر استمرارية.
مر أكثر من عام على بداية أزمة لا مثيل لها، حشدنا لمواجهتها استجابة لا مثيل لها. ففي نهاية نيسان (أبريل)، كان الصندوق قد وافق على قروض إلى 86 دولة بإجمالي يتجاوز 110 مليارات دولار منذ بداية الجائحة ــ وهو مبلغ قياسي. وكانت الموافقة في آب (أغسطس) 2021 على توزيع مخصصات جديدة من حقوق السحب الخاصة إجراء غير مسبوق آخر. ونظرا لقيمة المخصصات التي تعادل 650 مليار دولار، فإن هذا التوزيع هو الأكبر في تاريخ الصندوق وسيحقق زيادة كبيرة في الاحتياطيات والسيولة لدى الدول الأعضاء، دون زيادة أعباء مديونيتها. ونحن نستكشف أيضا الخيارات التي تستطيع من خلالها الدول ذات المراكز المالية القوية تحويل جزء من مخصصاتها للدول الضعيفة على أساس طوعي.
وإلى جانب التدابير العاجلة والاستثنائية التي اتخذتها الحكومات والبنوك المركزية، ساعدت هذه الإجراءات على إرساء أساس صلب يرتكز عليه الاقتصاد العالمي في المراحل المبكرة من الأزمة ووفرت الأساس للتعافي البازغ... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي