عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله

عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
عبقري الأدب الذي طوى صفحة ثقافية ذهبية برحيله
في وعكته المرضية الأخيرة.

طوى الكاتب والأديب عبدالله بن إدريس، برحيله أمس، صفحة مهمة وذهبية من تاريخ الثقافة السعودية، صاحب ديوان "زورقي" أبحر في قلوب القراء، ترجل وترك لنا إرثا عظيما من سيرته العطرة التي يذكرها كل من عاصروه بخير.
لا يمكن أن يذكر ابن إدريس وألا تذكر بشاشة وجهه وابتسامته، التي تقابلك أينما قابلته وفي أي مكان وزمان، فتجعل من كلماته نسمة تعبر القلوب وتسكن فيها، لا تتركها وإن طال الزمان.

مؤرخ الأدب
شاعر، أديب، صحافي، معلم، ومؤرخ الأدب والثقافة في وطنه، كلها أوصاف تليق بالراحل عبدالله بن إدريس، الذي ولد عام 1929 في بلدة حرمة في منطقة سدير، ونهل من علمها حتى نال شهادة الثانوية من معهد الرياض العلمي، والتحق بعدها بكلية الشريعة في الرياض.
وفي الكلية درس ابن إدريس العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية، وخرج منها محملا بعلم غزير، فلم يكن يكتفي بما درسه في الكلية، بل تتلمذ وتعلم من العلماء، قبل أن تنتدبه وزارة المعارف - آنذاك - مدرسا لعلوم الدين وقواعد اللغة العربية في المدرسة الفيصلية في العاصمة.
لعل ما يميز الأديب الراحل إنتاجه الغزير، مستفيدا بما يحمله من فكر رصين، وثقافة وفكر، كان من أول الداعين إلى تعليم المرأة ويحث على ذلك في مقالاته وكتاباته، مثقفا تنويريا بكل ما للكلمة من معنى.
عمل محررا في جريدة "الدعوة" الأسبوعية، وترأس النادي الأدبي في الرياض سابقا، وتولى مناصب مهمة منها الأمين العام للمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب، والأمين العام لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومديرا فيها للثقافة والنشر وعضوا لمجلسها العلمي ولم يشغله ذلك كله عن كتابة الأدب، شعرا ونثرا، فكتب في الستينيات كتابه "شعراء نجد المعاصرون"، المصنف كدراسة أدبية وفنية قيمة، وتناول رواد الأدب الحديث في نجد.
لم يتوقف ابن إدريس كثيرا عند هذا الكتاب الثري، فأصدر كتبا أخرى لا تقل قيمة، منها "قافية الحياة"، "هي أمتي"، وكتاب "عزف أقلام" الذي يدرس إنتاج الأدباء والشعراء والمثقفين، وينتقد أعمالهم ويناقشهم فيها، ويبدي وجهة نظره فيما ألفوه من كتب أدبية ودواوين شعرية.
ومثلما أرخ عبدالله بن إدريس للحركة الأدبية في المملكة، يؤرخ له ويوثق سيرته المحبون من وطنه كله، كونه أحد المشاركين والمكرمين في مؤتمر الأدباء السعوديين الأول، الذي عقد في مكة المكرمة عام 1974، ومنح فيه وسام الريادة والنوط الذهبي عن كتابه شعراء نجد، وكرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية عام 2010.
في "زورق" ابن إدريس
رغم بداياته المبكرة في نظم الشعر، إلا أن ابن إدريس تأخر في إصدار ديوانه الأول وأشهر قصائده "في زورقي"، الذي نشر عام 1984، فقد تجاوز عمره آنذاك الخمسين، ومن خلال الشعر العمودي وشعر التفعيلة أسر قراءه وامتلك حب قلوبهم.
كان الراحل عضوا في عدد من المؤسسات والهيئات الثقافية كدارة الملك عبدالعزيز التي استمر فيها نحو 12 عاما منذ لحظة تأسيسها، وعضوا في رابطة الأدب الحديث في مصر، وعضو شرف في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، إلى جانب المناصب التي شغلها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ولم يكن غريبا أن نرى المشهد الثقافي والإعلامي حزينا على عبدالله بن إدريس، فالراحل له وقفات مهمة في مسيرة الأدباء والمثقفين والأكاديميين، الذين نعوه وحزنوا لرحيله، مثل الدكتور سعد البازعي، الذي كشف أنه رحب به شابا يبحث عن مكانة في المشهد الأدبي أواسط الثمانينيات، مبينا "أتاح لي إلقاء محاضرة في نادي الرياض الأدبي الذي رأسه نحو 20 عاما، ثم رحب بي مرة ثانية مديرا لإثنينية النادي، ومرة ثالثة عضوا في مجلس الإدارة .. جزاه الله خير الجزاء".
أما الكاتب خالد السليمان فأبرز بصمته الخاصة في كتابة المقال وتطور الصحافة السعودية، وقال عنه في تغريدة "عرفته في مرحلة مبكرة من عمره، ولا أتذكره إلا مبتسما متواضعا محتفيا".
ويبقى الرحيل المؤلم، حينما أعلنه الكاتب والمستشار الإعلامي إدريس الدريس، ونعى والده ووالد الحركة الأدبية، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 92 عاما.

الأكثر قراءة