2057
في 1960، كان عدد سكان العالم ثلاثة مليارات نسمة ويبلغ الآن 7.9 مليار نسمة، وتحتل الصين والهند والولايات المتحدة بمجموع نسبة 40 في المائة من سكان العالم. ومنذ العام الماضي 2020، شكلت الصين والهند 36.2 في المائة من سكان العالم، حيث بلغ عدد سكان الصين 1.43 مليار نسمة وعدد سكان الهند 1.38 مليار نسمة، وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بعدد سكان 331 مليون نسمة، بنسبة 4.2 في المائة من سكان العالم، ثم سكان إندونيسيا بـ273 مليون نسمة أو 3.5 في المائة من سكان العالم وباكستان بالمرتبة الخامسة بـ220 مليون نسمة. يعود ارتفاع سكان العالم إلى معدلات الخصوبة والوفيات التي شهدتها الأعوام الماضية بصورة عامة، حيث يبلغ متوسط نصيب كل سيدة إفريقية اليوم 4.8 طفل، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ ثلاثة أطفال، ويتوقع أن تظل معدلات الخصوبة مرتفعة كثيرا في إفريقيا على مدى العقود القليلة المقبلة. وفي ضوء الدراسات الاجتماعية، هناك علاقة وثيقة بين الخصوبة والوفيات، فالنساء يملن إلى إنجاب مزيد من الأطفال، حيث تزيد احتمالات وفاة هؤلاء الأطفال، فيما يحملن عددا أقل حين تنخفض مخاطر تعرض أطفالهن للوفيات. وتتراجع معدلات الوفيات والخصوبة في المناطق كافة، لكنها الأعلى في إفريقيا، وتميل معدلات الخصوبة إلى الارتفاع في المناطق ذات المستويات الأعلى من وفيات الأطفال مقارنة بمناطق أخرى كجنوب آسيا. ولقد كان سكان المملكة أربعة ملايين نسمة في 1960 حسب دراسة أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء، ولكن في 2021 تخطينا حاجز 35 مليون نسمة بين المواطنين والمقيمين الذين يبلغون 12.6 مليون نسمة بنسبة 36 في المائة.
إن الانفجار السكاني العالمي يسير مدعوما بتحسن مستويات المعيشة والرعاية الصحية، بيد أن النمو السكاني في العالم يثير مخاوف معظم الحكومات بشأن إدارة الاقتصاد والتنمية وسط ارتفاع عدد السكان والطلب على الخدمات مثل الكهرباء والماء. ومع اختلاف معدل النمو السكاني حسب الدول والقارات، فقد شهد بعض الدول المتقدمة انخفاضا في النمو السكاني بسبب استمرار انخفاض مستويات الخصوبة بينما تكافح الاقتصادات النامية باستمرار ارتفاع معدلات وفيات الأطفال والأمهات والعنف والصراع والأمراض.
ووفقا للبيانات التي حصلت عليها فينبولد Finbold، وهي شركة بريطانية تعمل على فحص ومتابعة أداء اتجاه القطاعات المالية، فمن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10.04 مليار نسمة بحلول 2057، ويمثل هذا الرقم نموا بنسبة 27 في المائة من عدد سكان العالم الحالي. من المتوقع أن يتباطأ معدل النمو السنوي من 1.03 في المائة من 2021 إلى 0.4 في المائة في 2057، ولكن هناك مخاوف بشأن تأثير النمو السكاني في الاقتصاد العالمي. وكما ذكر تقرير فينبولد، فقد حذر محللون من أن معدلات المواليد المرتفعة والنمو السكاني السريع خاصة في الدول النامية، من شأنه تحويل رأس المال الشحيح بعيدا عن المدخرات والاستثمار وبالتالي تعطل التنمية الاقتصادية، ومن المحتمل أن تؤثر الظواهر البيئية في معدل النمو السكاني، لأن قضايا المناخ هي مركز الاهتمام للعقود المقبلة.
أخيرا، لم نجد دراسة محلية تحتوي على تقدير سكان المملكة بعد 2050، ولكن يدور متوسط الدراسات القديمة حول 50 مليون نسمة بحلول 2050 تحت افتراضات معينة لكل دراسة. وإذا جاز لنا التقدير، فقد يكون ما بين 53 إلى 55 مليون نسمة في 2057 في خضم عشرة مليارات نسمة على كوكب الأرض. وتظل هذه الأرقام مجرد توقعات أو تنبؤات تقبل الصحة والخطأ لكن سيكون 2057 عاما مغايرا للعالم إذا ثبتت صحة تلك التنبؤات والتوقعات.