كيف تحمي البيانات الشخصية على الشبكات الاجتماعية؟
في عصر الشبكات الاجتماعية وتطبيقات التدوين، نما اهتمام مجرمي الإنترنت بالبيانات الشخصية الخاصة بالمستخدمين التي لا ينبغي التهاون في حمايتها، ويسعى المجرمون إلى إساءة استخدام هذه البيانات على نحو يلحق الضرر بأصحابها، فعند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المستخدمين يقدمون بيانات شخصية تتعلق بهم مثل تاريخ الميلاد وعنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف وغير ذلك، كشرط لتسجيل الدخول كمستخدم، ولذلك، في ظل هذا العصر الرقمي، يصبح الاحتفاظ بالبيانات الشخصية أمرا في غاية الصعوبة.
وبالنظر إلى ما يشهده العالم من تحول رقمي واسع النطاق بسبب أزمة الوباء القائمة، فقد ارتفع معدل هذه الجرائم على نحو غير مسبوق، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع إقبال عديد من المؤسسات والشركات على تبني نهج العمل عن بعد، يستغل مجرمو الإنترنت الثغرة الأمنية المتزايدة من خلال اختراق الأجهزة الشخصية أو أجهزة توجيه الإنترنت المستخدمة من قبل الأفراد في المنازل، وفي واقع الحال، كشف استطلاع أجراه معهد "فونيمون و"آي بي إم سيكيوريتي" خلال العام الماضي، عن بلوغ بلغ متوسط الأضرار الناتجة عن اختراق البيانات في الشرق الأوسط 6،53 مليون دولار، ما يجعلها أعلى بكثير من متوسط تكلفة حالات الاختراق العالمية البالغة 3.86 مليون دولار.
وبالنسبة إلى عام 2021، أظهر استطلاع أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن نحو 74 في المائة من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط، يعدون الهجمات الإلكترونية عقبة أمام النمو في 2021، وبالتالي، تتمثل الطريقة الأفضل للاستعداد المسبق لمواجهة الجرائم الإلكترونية في الجمع بين تحسين الأنظمة وخطط الاستجابة الفعالة للجرائم الإلكترونية، والأهم من ذلك، توعية أولئك الأكثر عرضة للمخاطر.
وعلى الرغم من أن المؤسسات تطبق خدمات صارمة لحماية المستخدمين والعملاء من الجرائم الإلكترونية على أنظمتها، فإن أي اختراق لأي جهاز ذكي من الممكن أن يلحق الأذى والضرر بأمن وسلامة المنصات بأكملها، ولذلك، يجب على المستخدمين توخي الحذر حتى لا يصبحوا الضحية التالية لهذه الجريمة وعواقبها الوخيمة.
وكشفت شبكة التدوين "لايكي" عن أمور يجب أخذها في الحسبان ليتمكن المستخدمون من حماية بياناتهم الشخصية في الشبكات الاجتماعية، التي تتركز في تجنب الإفصاح عن البيانات الشخصية لأفراد مجهولين، حيث ينبغي توخي الحذر عند الرد على اتصالات واردة من أرقام أو عناوين بريد إلكتروني مجهولة المصدر، خصوصا عندما لا يكون لدى المستخدم شيء يفعله على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به يتطلب التحقق من بياناته، ومن المحتمل أن يكون هؤلاء أشخاص غير مسؤولين يسعون إلى الحصول على بياناته حتى يتمكنوا من اختراق حسابه واستخدامه لارتكاب الجرائم، ولهذا، ينبغي للمستخدم التأكد من أن أرقام الاتصال ورسائل البريد الإلكتروني التي يتلقاها حقيقية وصادرة بالفعل عن وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية.
كما ينبغي للمستخدمين توخي الحذر في حال تسلم روابط إلكترونية مشبوهة نيابة عن أطراف معينة، تطلب من المستخدم بعد ذلك تقديم بياناته الشخصية من أجل عملية التحقق، ومن الأفضل التحقق أولا من جهة الاتصال الرسمية للطرف الآخر، قبل تقديم البيانات المطلوبة، وهذا من شأنه حماية المستخدمين من الوقوع ضحية للجرائم الإلكترونية.
إلى جانب أهمية الاحتفاظ بكلمات المرور الخاصة بالمستخدم لنفسه فقط، حيث يتم إنشاء كلمات المرور لتتيح له وحده تسجيل الدخول إلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك كثير من البيانات الشخصية المحفوظة في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمستخدم، وربما يكون المستخدم قد أدخل رقم بطاقة مصرفية أو بطاقة الائتمان التي يستخدمها في عمليات دفع ثمن المشتريات والخدمات، لذا، فإن الحفاظ على سرية كلمات المرور الخاصة بالمستخدم لتسجيل الدخول إلى حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعد حاجة ملحة ولا ينبغي التهاون فيها.
ولا يعد الحفاظ على سرية كلمة المرور وحده لا يكفي، فهناك كثير من الأشخاص غير المسؤولين الذين لديهم طرق عديدة لمحاولة اختراق البيانات والاستيلاء على كلمات المرور الخاصة بالمستخدم، لذلك، يجب على المستخدم إنشاء كلمة مرور قوية، حيث تضم عادة أحرفا أبجدية وأرقاما وعلامات ترقيم، ويجب تجنب استخدام البيانات الشخصية على غرار تاريخ الميلاد، كما ينبغي للمستخدم تغيير كلمة المرور بشكل دوري قدر الإمكان، حيث يكون من الصعب على الآخرين تتبعها أو اكتشافها.
وتعد خاصية التحقق بخطوتين أحد أهم وسائل الأمان في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساعد هذه الميزة على تفادي التعرض للجرائم الإلكترونية التي تستهدف سرقة حسابات المستخدمين، وعندما تكون خاصية التحقق المكون من مرحلتين نشطة، سيطلب من المستخدم إدخال رقم تعريف شخصي مكون من ستة أرقام عند تسجيل الدخول إلى حسابه باستخدام جهاز آخر.