قراءات
تاريخ القهوة العربية
لمحمد غبريس الكاتب والصحافي اللبناني، يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، يحتوي على 27 فصلا صغيرا، يسرد فيه المؤلف اكتشاف القهوة وتقاليدها في الإمارات، وأشهر الدلال، وتحولاتها بين الشعوب. كما يثير المؤلف سر تعلق الناس بالقهوة وتحولها إلى طقس من أكثر الطقوس انتشارا في العالم. ويقول محمد غبريس مؤلف الكتاب "إنها رفيقة المبدعين التي لا تفارق لحظات تجليهم وومضات فكرهم، وهي الساهرة على كتاباتهم ونزف أقلامهم، والشاهدة على كل حرف عانقوه، وكل حرف حولوه". كما يستشهد المؤلف بقول جيرترود شتاين الكاتبة الأمريكية "القهوة تمنحك المكان لا بمعناه الجغرافي، بل مكانا وجوديا في داخلك. القهوة تعطيك الوقت، لا بمعنى الدقائق والساعات بل بمعنى الفرصة". يقول الشاعر الراحل محمود درويش "أريد رائحة القهوة. أريد خمس دقائق. أريد هدنة لمدة خمس دقائق من أجل القهوة. لم يعد لي من مطلب شخصي غير إعداد فنجان القهوة. بهذا الهوس حددت مهمتي وهدفي. توثبت حواسي كلها في نداء واحد، واشرأبت عطشى نحو غاية واحدة: القهوة".
مراجعات في الثقافة العربية
يورد عبدالسلام المسدي الأكاديمي التونسي في كتابه "مراجعات في الثقافة العربية"، الصادر حديثا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، تأملات موزعة على تسعة فصول، محاورها الثقافة في مفهومها الشامل المقومات الحضارية كلها التي تؤسس عليها حياة المجتمع الإنساني ونهضته. يتحدث المسدي في الكتاب عن "شيء ما" في الثقافة العربية جعل التمييز بين الذات والصفة أمرا صعبا جدا، ويسأل إن كان من الحصافة أن ننعت الثقافة بأنها عربية كما لو أننا حددنا لها جنسيتها بالمعنى الذي تحمله بطاقات الهوية وجوازات الأسفار، ويرى المثقف العربي محاصرا مأزوما وأزمته غائرة، ووفقا له، "لئن كان الإدراك سلاحا في يد الإنسان على الكون فإنه ينقلب إلى سلاح في يد الكون على الإنسان". ويجد الباحث أن الأدق الحديث عن الثقافات البشرية لا الثقافة الإنسانية، "وكان الاجتهاد قبل حوادث "الربيع العربي" الملجأ الآمن لاستقرار الوئام بين السياستين المدنية والشرعية، وكان السؤال: هل نرضخ التاريخ للنص أم نطوع القياس وفقا لإملاءات التاريخ؟ خارج الدائرتين بمرجعية فكرية خالصة".
متعة الفلسفة
للدكتور المغربي عزيز الحدادي، في نحو مائتي صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن 13 فصلا، طارحا أسئلة تميط اللثام عن حقيقة اللذة ومتعة الفلسفة بأسلوب مشوق. ويركز الكتاب على موضوع المتعة العقلية التي تثيرها الفلسفة وانجذابها إلى عالم غامض، طارحا السؤال الجوهري "هل بإمكان الأبدية أن تتحكم في جدلية الاختفاء والعود الأبدي أم أنها حطمت كل جسر قديم مضى عهده"؟ يسرد المؤلف ثورات الفلاسفة الذين سعوا إلى الجمع بين متعة الفلسفة ومتعة العقل، كما يؤكد في الغرض من تأليفه هذا الكتاب "لم تكن نيتنا أن نتوجه بكل براءة إلى المتعة بنداء مفعم بالأمل، لكيلا تتركنا في هذه العزلة المطلقة، ونناشدها أن تخفف عنا أحزاننا، وتبعث في أرواحنا بصيصا من الأمل .. ظننت أن المتعة ستسمعني، وتتراجع عن غروبها، فإذا بها تختفي، ويختفي معها سقراط وأرسطو وابن رشد وابن باجة ونيتشه وهايدجر وكل أسئلة الميتافيزيقا".