رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


من خاف سلم

"يحق للجميع الحصول على المشروبات الخاصة بهم". بهذه العبارة الموجزة والمختصرة و"الهادئة جدا"، ردت شركة كوكاكولا على المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد أن كان حديث الجميع في يورو 2020، ليس لأنه سجل في المجر، بل لأنه تعمد إزاحة زجاجة المشروب من أمامه في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، واستبدل المشروب الغازي بزجاجة ماء.
تعلمت الشركة من أخطائها السابقة، لذا انحازت للسلم وفضلت التعامل مع الحدث بمبدأ التهدئة والروية تفاديا لتداعيات اتصالية تزيد الطين بلة على الشركة التي مني سهمها بخسائر فادحة جراء الحادثة، إذ تنسب مصادر إعلامية تقريرا عن صحيفة "ماركا" الإسبانية يوضح كيف انخفض سهم الشركة بشكل حاد 1.6 في المائة في سوق الأسهم، وخسرت جراء ذلك أربعة مليارات دولار.
طبقت الشركة استراتيجية مهمة في إدارة الأزمات، وهي التنفيس عن طريق تصريح مقتضب جدا بعد وقوع الأزمة بوقت قصير، يحمل مضامين ذكية في الحرية الشخصية لاختيارات الأفراد، كان الهدف من الاعتراف لإيجاد نوافذ تنفيس للأزمة يمكن من خلالها محاكاة العواطف برفع شعار الديمقراطية والحرية الشخصية، لتخفيف وخفض حالة الضغط والتوتر ومنعها من الانفجار أكثر، ونجحت الشركة إلى حد كبير في ذلك، وتطايرت الكرات الملتهبة من الحمم إلى زوايا أخرى، ومنها موقف اللاعب مع الشركة قبل 15 عاما، وظهوره في أحد منتجاتها.
موقف اتصالي ذكي من الشركة، وتعاملت معه بكل حرفية، رغم أنه اعتراف ضمني بإمكانية الاستغناء عن المشروب، لكنه شر لا بد منه، من وجهة نظر الشركة، لتجنب المخاطرة في الوقوف بمواجهة لاعب له ثقله الجماهيري، والخوف أحيانا ذكاء، وقد قالوا "من خاف سلم".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي