رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الرياض الجديدة والخدمات الطبية

مدينة الرياض أهم عاصمة عربية ومن المخطط أن تصبح ضمن أكبر عشر عواصم عالمية يسكنها الآن ما لا يقل عن عشرة ملايين نسمة، وهذا العدد مرشح أن يتضاعف عام 2050، ما يتطلب الاستعداد لتوفير الخدمات بجميع أنواعها خاصة الصحية والتعليمية، وسأقصر حديثي اليوم على الجانب الصحي لأهميته، ولأن الاستعداد له يتطلب وقتا أطول لتأهيل الكوادر وبناء المرافق العلاجية.
ولعل من الملاحظ أخيرا ازدحام المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة.
وحتى مراكز العيون والأسنان التي كانت تعاني عدم الإقبال لم يعد المراجع يجد مكانا في صالات الانتظار فيها. وقد حدث ذلك في ظل كون الرياض الآن مركز جذب للعلاج من مناطق دولنا ومن دول الخليج، وكذلك بسبب انتشار التأمين الطبي لجميع شرائح المجتمع بما في ذلك المقيمون وأسرهم، وفي إحصائية قديمة بعض الشيء عام 2018 تتحدث الأرقام عن القطاع الصحي الحكومي - وهو الأساس المعتمد عليه في المقام الأول - أن عدد المستشفيات في الرياض يبلغ أكثر من 50 مستشفى إضافة إلى نحو 500 مركز رعاية صحية أولية، وتقول الإحصائية، لو أضفنا مستشفيات القطاع الخاص والقطاعات الأخرى مثل وزارات الدفاع والحرس الوطني والداخلية لأصبح لدينا نحو 20 ألف سرير في منطقة الرياض بمعدل 20 سريرا لكل عشرة آلاف نسمة، مع العلم أن متوسط عدد الأسرة لكل عشرة آلاف نسمة في الدول المتقدمة حسب مؤشر التنمية البشرية من 25 إلى 35 سريرا.
وتشير الإحصائية المتوافرة لدينا إلى أن إجمالي عدد أطباء القطاعين العام والخاص في منطقة الرياض يبلغ نحو 12386 طبيبا بمعدل طبيب لكل 658 نسمة. مع أن النسبة العالمية أفضل من ذلك، ولا شك أن الصورة قد تغيرت لكن المعلومات غير متوافرة لدي الآن، ولذا فإن الهدف من كتابة هذا المقال لفت النظر إلى ما تشهده المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة في مدينة الرياض من ازدحام، ما يتطلب الاستعداد بتدريب وتوجيه الكوادر الوطنية المؤهلة بعد توافرها من خريجي الجامعات المحلية والعالمية أيضا، وتهيئة المباني اللازمة وتوزيعها بشكل متوازن وصحيح، حيث تستوعب الأعداد الكبيرة حاليا وفي المستقبل الذي سيشهد توسعا كبيرا حينما تشهد الرياض الجديدة النهضة الكبرى حسب "الرؤية" الطموحة لهذه المدينة المؤهلة لمزيد من النمو والتوسع.
وأخيرا: أرحب بأي تحديث أو تصحيح للأرقام من قبل وزارة الصحة كي أتطرق للموضوع مرة أخرى بشكل مختلف، فالمهم هو استمرار الحديث حول هذا الموضوع المهم، فالصحة دائما تأتي في المقدمة ولا شك أن لدى وزير الصحة والوزارة بصورة عامة كثيرا من المبشرات كعادتهم، كما أدعو رجال الأعمال المخلصين للاستثمار في الخدمات الصحية فالظروف مهيأة والدعم الحكومي موجود والمواطن ينتظر مزيدا من المنافسة لتحسين الخدمات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي