رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مارس كان باردا .. تغيرات مناخية

كان مارس الماضي أبرد شهر على مستوى العالم منذ عام 2014 وفقا لوكالة ناسا، وتظهر معلومات جديدة من وكالة كوبرنيكوس للتغير المناخيCopernicus Climate Change التابعة للاتحاد الأوروبي أن أبريل الماضي كان أيضا باردا نسبيا، حيث جاء في المرتبة السابعة من حيث درجات الحرارة منذ عام 1979.
وتضررت دول الاتحاد الأوروبي، خصوصا من موجات البرد القاسية التي منيت بها خلال أبريل، محطمة بذلك الأرقام القياسية في إنجلترا ومسببة كارثة زراعية في فرنسا، لكن حتى مع تلك الموجات الباردة التي أصابت دول أوروبا وتأثير التبريد الناتج عن ظاهرة النينا La Niña، فلا يزال كوكب الأرض يتجه نحو أفضل عشرة أعوام أو على الأقل خمسة أعوام من درجات الحرارة المرتفعة وفقا لما ذكره عالم المناخ زيكي هاوسفاثر: "إن هذا يتماشى بشكل جيد مع اتجاه الاحتباس الحراري Global Warming على المدى الطويل".
وللتذكير فإن النينا هي ظاهرة مناخية تحدث نتيجة برودة غير عادية لسطح المياه في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي، وتحدث كل عامين إلى سبعة أعوام في خريف نصف الكرة الأرضية الشمالي. وأما ظاهرة النينو El Niños فتحدث نتيجة ارتفاع حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ عن معدلها، وكلا الظاهرتين تؤديان إلى عدد من الاضطرابات القوية في حالة الطقس على مستوى العالم. ووفقا لما ذكرته المنظمة العالمية للأرصاد الجويةWorld Meteorological Organization على موقعها الرسمي، فقد حدثت ظاهرة النينا، وستستمر حتى العام المقبل، ما يؤثر في مستويات درجات الحرارة والعواصف وهطول الأمطار في أجزاء كثيرة من العالم. وأشارت إلى أن من المتوقع أن تكون ظاهرة النينا هذا العام معتدلة إلى قوية، بينما كانت آخر مرة في الفترة 2010 - 2011 قوية، ثم أعقبها ظاهرة معتدلة في الفترة 2011 - 2012.
لذلك جاء التوقع أن تصبح متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2021 أكثر برودة مقارنة بالأعوام الأخيرة مع وجود ظاهرة النينا المعتدلة في المحيط الهادئ الاستوائي. ما قد يؤدي إلى الطمأنينة السلبية بعدم وجود خطر حقيقي أو عدم الإلحاح من صناع القرار السياسيين في سن قرارات أكثر صرامة لخفض الانبعاثات استجابة إلى أهداف اتفاقية باريس. ورغم انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المؤقت في العام الماضي في خضم جائحة فيروس كورونا، إلا أن هذا ليس سبب الانخفاض الطفيف في درجات الحرارة هذا العام.
وفي الواقع، ستستمر الغازات الدفيئة Green Houses في التراكم في الغلاف الجوي خلال الأعوام المقبلة ما لم تنفذ قرارات صارمة. وكي نكون أكثر واقعية، فإن الاتجاهات أو النتائج طويلة المدى هي المهمة وليس عاما واحدا أو عامين مع وجود الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان والمكننة الحديثة. تقول كيت مارفل، عالمة المناخ في وكالة ناسا: "يدرك العلماء أن تغير المناخ يحدث على خلفية التقلبات المناخية الطبيعية، لذلك سيكون هناك دائما فصل شتاء وصيف وكذلك ظاهرة النينا والنينو".
إن ما نشاهده حاليا مع تفاقم ظاهرة الجفاف واندلاع حرائق الغابات في بعض الدول قد يكون مؤشرا لعام آخر تهيمن فيه الكوارث الناجمة عن التغير المناخي، ما يلغي أي آثار للتراجع ولو بشكل طفيف في درجات الحرارة التي شهدها العالم، وسنراقب بقية العام مع حلول الصيف وما يعقبه من تقلبات جوية واختلاف في درجات الحرارة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي