استدامة توليد الفرص وفق رؤية 2030

لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان مبهرا بقدر حجم الإنجازات التي تحققت في فترة وجيزة غيرت كثيرا في طريقة تفكير المواطن وجعلته بدلا من القلق من التغيير، أصبح اليوم يرى أنه ضرورة وخياره لتحقيق نهضة شاملة ومستدامة يتوارثها الأجيال. المقابلة كانت شاملة لمعظم جوانب رؤية السعودية 2030 وحجم الأرقام التي تحققت، رغم التحديات الكبيرة التي واجهت المملكة خلال العام الماضي وكانت صعبة جدا بسبب وباء كوفيد - 2019، حيث تضررت من جهتين، الأولى حجم الإنفاق على القطاع الصحي، والثاني الانخفاض الهائل في أسعار النفط، ومع ذلك استمرت من أجل تحقيق مستهدفاتها وانتهزت الفرصة لتحقيق مكاسب من خلال صندوق الاستثمارات العامة، ما عزز قناعة المجتمع بأهمية رؤية السعودية 2030 ليس فقط لتحقيق نهضة شاملة، بل لمواجهة مختلف التحديات التي يمكن أن تواجه المجتمع.
الحقيقة، بعد مشاهدة مجموعة من ملامحها على أرض الواقع بعد خمسة أعوام منذ أن تم إعلانها، اتضح أنها تحمل مجموعة كبيرة من الفرص، تتمثل في حجم المشاريع العملاقة التي تتبناها، حيث تتضمن مشاريع ضخمة تتعلق بالإسكان، من خلال الدعم والتمويل الذي تمكنت من خلاله من تحقيق أكثر مما هو مستهدف، حيث بلغت نسبة الذين يملكون سكنهم أكثر من 60 في المائة، بعد أن كانت 47 في المائة، وهذا القطاع يعزز الفرص لمجموعة من الأنشطة التجارية بشكل مباشر وغير مباشر، ويمكن أن تكون سببا في توظيف مئات الآلاف من المواطنين، وتدعم النمو الاقتصادي في المملكة. ومن القطاعات التي شهدت اهتماما كبيرا في رؤية المملكة 2030، القطاع السياحي والترفيه، حيث إن هذا القطاع يعد أحد القطاعات التي يمكن أن تحقق عوائد كبيرة وتعتمد بشكل كبير أو غالبا على عناصر موجودة في المملكة باعتبار أنها قبلة المسلمين وفيها كثير من المواقع الجغرافية المتنوعة في طبيعتها، إضافة إلى المواقع التاريخية والآثار التي تشكلت في هذه المنطقة منذ آلاف الأعوام، وتحظى باهتمام شريحة واسعة في العالم، ويقصدها كثيرون من أنحاء العالم، ويمكن أن تولد كثيرا من الفرص والوظائف. ومن الخدمات المهمة التي تم الاهتمام بها وحققت نجاحا، مسألة الخدمات اللوجستية في المطارات والموانئ والنقل البري، سواء الطرق أو القطارات.
كما أن التعليم يمكن أن تكون فيه مجالات واسعة للفرص فيما يتعلق بالأنشطة التجارية والاستثمارية، إضافة إلى الإبداع في خدمة أفراد المجتمع، من خلال تنوع البرامج التعليمية والمهارية، حيث إن التحول إلى التركيز بشكل أكبر على المهارات سيعزز من فرص المؤسسات غير الأكاديمية التي يمكن أن تقدم خدمات متنوعة من برامج لبناء مهارات الكفاءات في مختلف المجالات.
ومن الأمور التي تقود المملكة فيها مبادرات مهمة ولها أثر في المستوى الإنساني في العالم هي، مسألة البيئة، التي أصبح التراخي فيها تهديدا لكثير من سكان العالم، وهذا المشروع الضخم له انعكاساته الكبيرة على جودة الحياة للإنسان، والحقيقة: إن هذا المشروع كبير جدا، ويمكن أن يعزز تميز المملكة ويغير الصورة الذهنية عنها من أنها منطقة غالبا صحراوية إلى منطقة خضراء، والحقيقة: إن المشروع عندما أطلق في بداياته يمكن أن يرى البعض فيه صعوبات بسبب ظروف الطقس وشح المياه، إلا أن لقاء ولي العهد أوضح حجم العمل والبحث والدراسة، حيث تعتمد المملكة في ذلك على زراعة أنواع من الأشجار لا تحتاج إلى وفرة في المياه، بل أشار إلى أن وجود هذه الأشجار سيكون له أثر مستقبلا في وفرة الأمطار، وهذا القطاع يمكن أن يولد كثيرا من الفرص بمختلف أنواعها، وهذا يدعو إلى أن تكون لوزارة البيئة مبادرات لتوضيح حجم المشروع والفرص المتاحة والأنشطة التي يمكن أن تستفيد منه، بهدف توجيه رواد الأعمال إلى العمل في هذا القطاع الحيوي والمستدام، الذي يتوقع أن يكون عملا مستمرا لما يتطلبه هذا المشروع من تهيئة وبناء واحتياجات متنوعة وصيانة وحماية، إضافة إلى مشاريع تهدف إلى الحد من التلوث البيئي والاستفادة من المخلفات بمختلف أنواعها بما يعزز من استدامة البيئة المثالية ويحقق للمجتمع قيمة مضافة اقتصاديا.
الخلاصة: إن لقاء ولي العهد، كان مبهرا بحجم الإنجازات التي تحققت - بحمد الله - ويتطلع أن تتحقق مستقبلا - بإذن الله، وهذا يرسخ قناعة شاملة أن التغيير والاستدامة اتجاه مستمر في المملكة بما يحقق حياة أفضل لجميع أفراد المجتمع، وبما يعزز من مكانة المملكة كموطن للفرص والكفاءات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي