إجهاد «زووم»

قبل عقدين من الآن، بدأ تنفيذ فكرة العمل عن بعد بجدية في الولايات المتحدة، وتوسعت لتشمل العمل في أي مكان، فبدأ الناس يؤدون واجباتهم الوظيفية في الفنادق والسيارات والمراكز الخاصة بحسب إصدار نشرته جامعة الملك عبدالعزيز. وينقل عن مصادر أخرى، أن تاريخ العمل عن بعد ارتبط بصدور أول وثيقة لتأسيس هذا العمل في 1973، ومنذ ذلك الحين والآن نقترب من 50 عاما، لم تبدأ المشكلات بالظهور إلا بعد انتشار فيروس كوفيد - 19، ونشوء أسلوب العزلة الإجبارية.
عززت الجائحة منهج Remote Work، الذي كان مريحا لخوض تجربة فريدة راقت لكثيرين ممن تخلصوا من روتين الاستيقاظ المبكر تجنبا لزحمة الطرق والوصول المتأخر، وهو منهج مفيد من الناحية الاجتماعية والصحية والبيئية، إذ حد من حركة السيارات وقلل الحوادث، وخفض تلوث الهواء، وفي المقابل، تحولت حياتنا الحقيقية لرقمية نعتمد على برامج مكالمات الفيديو للتواصل والقيام بالمهام المهنية من خلالها، وأصبحت العزلة إجبارية بعد أن كانت اختيارية.
التحول الرقمي للاجتماعات المرئية شكل ظواهر مرضية أطلقت عليها جامعة ستانفورد "إجهاد زووم" ويقصد به الأنشطة، التي تنفذ بوساطة برامج مكالمات الفيديو، وكشف التقرير، الذي أصدرته الجامعة، عن أن الاتصال الثابت والمتواصل بالعين وحجم شاشة العرض يؤديان إلى التعب والإرهاق، لأنهما يحدان من الحركة ويفرضان متطلبات مرهقة، مثل التجهيزات الفنية وتأطير صورة الوجه وسط الفيديو والاهتمام بحركات الجسد والإيماءات وغيرها، واتضح فيما يبدو أن منصات الدردشة المرئية ليست بديلا مثاليا عن الاجتماعات واللقاءات الحقيقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي