رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مراكز للدراسات في مرحلة «الرؤية»

المتابع للشأن المحلي يرى اهتماما بالهوية والتاريخ كهدف من أهم أهداف "رؤية 2030"، ولذا صدرت أخيرا عدة أنظمة وتشريعات لتنظيم مجالات حيوية لها علاقة بالمعرفة التراكمية، وتشجيع الأبحاث التي من شأنها تقديم رواية للأجيال الحالية للأحداث التي مرت بها بلادنا منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز إلى عهد الملك سلمان المهتم بتاريخ بلاده الزاخر بالمواقف المشرفة في الداخل ومع الدول الأخرى، ومن هذا المنطلق أصبحت الحاجة ملحة إلى تأسيس مراكز للدراسات على شكل مؤسسات فكرية وعلى غرار النموذج العالمي المعروف بـthink tank، وقد شاهدت حلقة من البرنامج التلفزيوني "الموقف" الذي يقدمه الإعلامي طارق الحميد تحدث خلالها الزميل مشاري الذايدي المهتم بالتاريخ عن أهمية مراكز الدراسات في هذا الوقت بالذات، وأشار إلى أن عدد المراكز المعتبرة في العالم يبلغ 856 مركزا فقط معظمها في أوروبا، وفي الشرق الأوسط عدد قليل يتركز في إسرائيل وتركيا وإيران مع شديد الأسف، ودعا إلى الاستفادة من الخبرات التراكمية لدى بعض المتقاعدين في مختلف المجالات. وأضم صوتي إلى الزميل في الدعوة إلى أن يتم إصدار نظام لمراكز الدراسات، بحيث تكون مرجعيتها عليا وبإشراف من ولي العهد حتى تكون مختلفة عن المراكز العادية الموجودة للدراسات الاقتصادية وغيرها، ولضمان أن تعمل بها النخبة العلمية المميزة في المجالات الاستراتيجية والسياسية وليس لمدعي المعرفة في هذه المجالات، حتى تكون أيضا مخرجاتها حسب المعايير العالمية، بحيث لا تتكرر تجربة كراسي الأبحاث في بعض الجامعات التي رصدت لها الملايين دون نتائج ملموسة ثم توقفت فجأة، ويمكن أن يسهم القطاع الخاص في تمويل مراكز الدراسات كما هي الحال في اليابان التي يقول الزميل الذايدي إنه يتحمل 70 في المائة من تكاليفها ويدخل ذلك في باب المسؤولية الاجتماعية. ويمكن لمراكز الدراسات أن تصدر المطبوعات وتعقد الندوات والمحاضرات وإجراء استطلاعات الرأي حول مختلف القضايا، إضافة إلى مهمة إجراء الدراسات لمختلف الظواهر التي تستحق الدراسة والتنسيق مع مراكز الدراسات العالمية لدعم القوة الناعمة لبلادنا في المحافل الدولية.
وأخيرا: مراكز الدراسات المقترحة يجب أن تكون مختلفة تماما، ويمكن استفادتها من بعض المتقاعدين الذين لديهم ثروة ثمينة من الخبرات والمعلومات التي يجب أن يستفاد منها، ويكفي أن نضرب مثالا بمتقاعدي التعليم أو شركة أرامكو لكي يسجلوا تجاربهم وذكرياتهم كيف بدأت بلادنا في وضع أسس التعليم النظامي حتى أصبحت في فترة قياسية من أكثر الدول تقدما في التعليم، وكيف تدفق البترول فغير أسلوب حياتنا. وعلى ذلك يكون القياس في مختلف المجالات حتى أصبحت لدينا حصيلة مشرفة أهمها شباب وشابات مبدعون في مختلف العلوم والاختراعات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي