ماذا يحدث تحت قدميك
أول ما يتبادر إلى ذهنك عن سماع كلمة مغناطيس برادة حديد وقطعة معدنية تجذب تلك الكومة إليها أو جدران مكتب أو باب ثلاجة مليء بالملاحظات المثبتة بقطعة مغناطيس، لكن المغناطيس أشمل وأعم من ذلك إنه موجود في كل مكان حولنا يتحكم في الأرض والصحة وحركة الرياح وهجرات الطير وبطاقتك الائتمانية وأجهزة التشخيص والتحليل، إنه عالم ساحر من الغموض والمعرفة في آن واحد!
اكتشف المغناطيس بالمصادفة قبل الميلاد بـ600 عام وهو معدن الماغنتانيت "المغناطيس الطبيعي"، وأسهم هذا الاكتشاف في اختراع البوصلة التي تم استخدامها في الملاحة في وقت مبكر من عام 1086، أما الحقل المغناطيسي للأرض فقد اكتشف لأول مرة عام 1831 على يد ضابط البحرية البريطاني جيمس كلارك روس في شبه جزيرة بوثيا في كندا. وتم تحديد موقع القطب الشمالي لمغناطيس الأرض بدقة.
وأكثر ما يشغل العلماء اليوم المغناطيس الكبير أو الأرض التي تقع الكائنات الحية داخل مجالها المغناطيسي، الذي سخره الله لحمايتنا من جسيمات الطاقة التي ترسلها الشمس باتجاهنا والأشعة الكونية الأخرى، التي قد تسبب كثيرا من الكوارث والأمراض للحياة على الأرض، ليس هذا فقط بل يحافظ على الشمال في الأعلى والجنوب في الأسفل في قطبي الكوكب.
فقد عرفوا منذ زمن طويل أن الحقل المغناطيسي للأرض تعرض للانقلاب عدة مرات طوال تاريخ الأرض الطويل، وآخر انقلاب تحول فيه الجنوب إلى الشمال حدث قبل 786 ألف عام واستمر إلى اليوم، ويطلق عليه "انعكاس برونيز ـ ماتوياما" على أساس أن برونيز هو أول من لاحظ هذا الشذوذ عام 1906 عندما وجد صخورا بركانية ممغنطة في الاتجاه المعاكس لما يجب أن تكون عليه، ولم يجد تفسيرا لذلك، ليأتي العالم الياباني ماتوياما ويثبت بالدليل الملموس أن مجالنا المغناطيسي متذبذب ولا يسير دائما في الاتجاهات نفسها.
واليوم، توصلت دراسات جديدة إلى أن القطب المغناطيسي الشمالي يبتعد عن موطنه التقليدي في القطب الشمالي الكندي ويتجه نحو سيبيريا بسبب تصادم عنيف بين تدفقين مغناطيسيين سلبيين على عمق ثلاثة آلاف كيلومتر تقريبا تحت أقدامنا.
لا توجد أي أدلة توضح كمية الكوارث التي قد تحدث نتيجة لذلك، ولكن المؤكد أن هذا الانقلاب المفاجئ المنتظر سيعيث فسادا في شبكات الكهرباء والاتصالات وأنظمة الملاحة وقد يؤدي إلى انقراض التكنولوجيا بشكلها الحالي لفترة ليست قصيرة. كما قد يضر بصحتنا ويتسبب في انقراض كثير من الحيوانات التي قد تضل طريق هجرتها وتفنى نتيجة ضعف المجال المغناطيسي أو عدم استقراره!