موت النظرية النقدية

موت النظرية النقدية

إذا كان العنوان عتبة الدخول الأولى إلى النص/المعنون، وهو سمة الكتاب أو النص أو وسم له، وعلامة عليه تشير أو توحي أو ترمز إلى مقصديته، فهو بمعنى ما يخبرنا بشيء أو عنه، فكأنه بهذا المعنى رسالة يتبادلها كاتب وقارئ، فإن هذا العنوان المختار للتعبير عما أردت قوله في الكتاب بشقيه: الرئيس والفرعي، يصدق على ما أردت الذهاب إليه، فقد جعلت العنوان الرئيس معبّرا عن الموت، وجعلت الرحلة عنوانا موازيا للحياة؛ لأن النتيجة النهائية للنظرية النقدية في متراكمها المعرفي، هي الارتحال. أما موت النظرية فهو عارض، بمعنى ما "مؤقت" أو "مرحلة" من مراحل امتداد الحياة، لأنها تموت كنظرية محدودة حين يتم تجاوز تصوراتها، أو حين تصل أدواتها المعرفية إلى ذروتها المعرفية، لكنها تعود لتحيا في المجموع النقدي التراكمي، أو في "النظر النقدي". هكذا يغدو موت النظرية النقدية محطة من محطات طويلة تتوجها حياة الكل النقدي. ومن ثم فالعنوان، هنا، قُصد منه دعوة القارئ إلى التفكير والتأمل في إشكالية النظرية النقدية وتحولاتها، الإشكالية بمعنى السؤال عن مصير النظرية، وهو سؤال لا ينتظر جوابا شافيا، فهو موضوع جدلي أزلي، يدعو القارئ إلى التأمل والحوار في هذه الإشكالية قبل الإسراع إلى رفضها.

الأكثر قراءة