ما رأيكم أنتم؟

انتظم عقد اللقاء مع مجموعة من الأصدقاء، واحتدم الحوار في النقاش والجدل مع من لا يستحق. في محاورتي مع أصدقائي، تحدثت عن الأفضل بالنسبة إلي في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي. قلت لهم إنني لم أعد أحفل بالناعقين الذين يوجهون شتائمهم لاستفزازنا للرد. أجزم أن هناك في المقابل أصواتا كثيرة تنظر إلى المجتمع وتحولاته بمنتهى الحماس والإيجابية. إضاعة الوقت في تتبع الشاتمين، وتجاهل من يقدمون آراء إيجابية، لا أراه مفيدا. بل إن ضرره أن هناك من بدأ يقدم آراء سلبية، لأنه يرى أن الآراء الإيجابية لا تحظى بالاهتمام.
إن الذين يستهدفوننا كأفراد ومجتمع، يتحولون إلى مشاهير بهذه الطريقة المقلوبة. هو يهاجم. والآخرون يعيدون تدوير هجومه. ويسهمون عن غير قصد في إشهار المقاطع والصور والكلمات التي تتعرض بالأذى لنا. هم يتصورون أنهم بذلك يقومون بكشفه والتشهير به. من المؤسف أن هذه الطريقة لا تجدي، والأنجع هو التجاهل.

وقديما قال أحد الشعراء:

لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا
لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ

وهذه في تصوري قاعدة مهمة في التواصل، وفي إدارة المشاعر السلبية، وتقليص آثارها. وظني أن من الأمور التي تجلب السعادة، أن تغض الطرف عن كل ما يسبب لك الإزعاج. خاصة إذا كان مصدر هذا الإزعاج طفيليات تعيش في أقصى الهامش.
إن مجتمعنا، قطع مسافات طويلة في التقدم والتطور والنهوض والنماء وجودة الحياة واحترام الإنسان وإتاحة كل الممكنات للتعليم الجيد والصحة... وغيرها. هذا المجتمع، قد يتطاول عليه شخص ينتمي إلى بلد فاشل، يغمره الفساد والتدهور الاقتصادي والتعليمي والصحي والاجتماعي. مثل هذا عندما ينتقد مجتمعنا هل يستحق كلامه الرد؟! من جهتي، لا أظن. رغم أن أصدقائي خلال ذلك اللقاء كانوا يختلفون معي، ويعدون مثل هذه الحروب اليومية ضرورة. ما رأيكم أنتم؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي