رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإنصات للخوف

يحمر وجهك وتتسارع دقات قلبك. جسدك يتعرق. يداك ترتعشان. تشعر بأن قدميك تجمدتا وأصبحتا عاجزتين عن حملك. المكان يلف بك وكأنك في دوامة. أنت خائف ومرعوب. الكون بالنسبة إليك يتوقف عند هذه اللحظة سواء كنت تعي هذه الحقيقة أم لا.
مشاعر الخوف هذه ستحدد مصيرك ومن أنت، فإذا لم نكن نعرف كيف ننصت ونستجيب لعلامات الخوف فإننا في خطر، إذ لا بد لنا أن نستجيب لهذه المشاعر إما بالمواجهة وإما بالهرب وإما الجمود.
أهم خطوة هي الاعتراف بخوفنا أمام أنفسنا والثقة بمشاعرنا تجاه ما نتعرض له ونتعلم كيف نتخذ قرارا حيال خوفنا. هذا الصراع الذي يجري داخل دماغك هو أساس تواصلك مع جسدك وإنصاتك له والشعور به ومن ثم اتخاذ القرارات التي ستحدد ماهيتك وما أنت عليه في المستقبل.
خذ دقيقة للاستماع إلى جسدك واستعادة السيطرة عليه. خذ نفسا عميقا لتقضي على تسارع أنفاسك ومن ثم امسك بزمام الأمور واقلب الطاولة على عقلك الذي منحك جميع الأسباب غير العقلانية وضخمها، حتى بات خوفك وحشا ماثلا أمامك يمنعك من الحياة الطبيعية ويقلل من فرص نجاحك ويعزلك عن الناس، في هذه المرحلة لا تصدق أفكارك لأنها مجرد أوهام.
ضع ريموت جسدك بين يديك. أوقف سيل الأفكار السلبية التي تقول لك لن تنجح لن تستطيع إلقاء خطابك أو محاضرتك بشكل لائق. ستتعرض للإحراج أو السقوط. ستكون عرضة للسخرية وغيرها من السلبيات، واضغط زر المقاومة وحول أفكارك نحو الأمل والإيجابية واتخذ قرار الإقدام.
من أجمل الأمثلة على مجابهة الخوف الألعاب البهلوانية، التي تدفعنا إلى التساؤل كيف أمكنهم فعل ذلك من المشي على خيط رفيع أو التحليق في الفضاء بانتظار يد أخرى تلتقطهم، من منحهم تلك الثقة بأن لديهم القدرة على المواجهة صحيح أن تلك الألعاب تحدث في الهواء، إلا أنها تمنحنا أساسيات اتخاذ القرار على الأرض. تقول إدي ديلاني اللاعبة البهلوانية والمدربة وهي معلقة في الهواء، "أنا مرتاحة تماما في مكاني هذا. لا تخطئ فهمي، فقلبي ينبض بقوة لدرجة أنني متفاجئة لعدم سماعك صوت دقاته. أشعر بخفة في رأسي ويداي متعرقتان بعض الشيء. ولحسن الحظ فإنني لست معتادة على هذا فحسب، بل أستمتع به أيضا فهذه العلامات التي أسمعها من جسدي هي التي تجعلني حية".
عش اللحظة وتعرف على طبيعة الخطر الذي قد تتعرض له لتكون جاهزا لمواجهته. إن الانصات لهذه العلامات مهارات حياتية مهمة، تصنعك من جديد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي