رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الأحلام وتطور البشر

بعد ليلة هانئة مليئة بالأحلام الدافئة والخيالات الوردية تتمنى بعد أن تستيقظ أن تستمر فيها أو أن تعاود النوم لاستكمالها، وتتساءل: لماذا لا تكون حقيقة؟ هذا السؤال حير العلماء وجعلهم يجتهدون في البحث عن سبب الأحلام ومدى تأثيرها في حياتنا العقلية والجسدية! خصوصا إذا علمنا أن هناك كثيرا من البشر مرتبطون نفسيا بأحلامهم يجرون خلف المفسرين وبائعي الوهم.
الحلم هو الصور أو الأفكار أو المشاعر التي نعيشها في المنام. ورغم وجود كثير من النظريات التي تحاول الإجابة عن سؤال: لماذا نحلم؟ أو تفسر وظيفة الأحلام، إلا أن العلماء لم يجمعوا إلى الآن على نظرية واحدة. فبعض الباحثين يرى أن الأحلام لا أهمية لها، وآخرون يرون أنها مهمة للصحة العقلية والجسدية.
زعم فرويد عام 1900 - كعادته - أن الأحلام هي تمثيل للرغبات والأفكار والدوافع العدائية والجنسية اللا واعية التي يكبتها البشر، فإذا كنا لا نستطيع تحقيق بعض رغباتنا والتعبير عن بعض أفكارنا بطريقة واعية، فإن هذه المكبوتات تتجلى في أحلامنا. وألف كتابه الشهير "تفسير الأحلام" ليحكي عن ذلك.
أما الدكتور أرنست هوفمان، فيعتقد أن الوظيفة المحتملة للأحلام هي إدراج بيانات جديدة إلى الذاكرة بطريقة تقلل من اليقظة الشعورية، وذهب إلى أنها تساعدنا على التأقلم مع الصدمات والأزمات.
أما أكثر نظرية قبولا في الأوساط العلمية، فهي التي اقترحها الطبيبان الآن هوبسن وروبرت ماكلاري، وهي أن دماغ الإنسان في مرحلة من مراحل النوم تدعى بحركة "العين السريعة أو الريم" تنشط أجزاء الدماغ الخاصة بالمشاعر والأحاسيس والذكريات والجهاز الطرفي فيفسرها الدماغ تفسيرا حقيقيا لا خياليا أنها حالتنا الواعية الأكثر إبداعا وتوليدا للأفكار.
ومن مزايا الأحلام التي اكتشفها الدكتور مايكل فرانكلين عام 2005، علاقة الحلم المباشرة بالتطور البشري ووحدات التفكير المعرفي العليا، ومنها تحسين الأداء وتنشيط مراكز معالجة المعلومات الاجتماعية بقوة في مرحلة الريم التي تؤثر في تطورنا الاجتماعي وتعاملاتنا.
أما أهم من يحلمون فهم الأطفال، لذا لا تحاول أن توقظ طفلا يحلم وعينه ترف. إنه يعالج ما يمر به خلال يومه ويتعرف على الأشخاص وتزيد معارفه من خلال الأحلام منذ الشهر التاسع. أحد الاستنتاجات من هذه الفرضية أن مقاطعة الطفل في أثناء مرحلة الريم ستؤثر سلبا في نموه العقلي، لذا يعتقد أن مرضى التوحد يفتقرون في نومهم إلى مرحلة الريم، ما يجعلهم غير قادرين على الحلم، ومن ثم يكون لديهم قصور في التعامل مع العالم من حولهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي