رئيس على المعاش

ماذا يفعل الرؤساء بعد انتهاء فترة ولايتهم؟ سؤال يتبادر إلى الأذهان، خاصة مع اقتراب دخول رئيس جديد إلى البيت الأبيض. ما الشكل الجديد لحياة الرؤساء القدامى بعد أن كانوا يتحكمون في مفاصل العالم؟! كيف يعيشون وماذا يفعلون؟ هل هم أغنياء بما يكفيهم لدرجة الركون للراحة والابتعاد عن العمل لما تبقى لهم من العمر، خصوصا أن أغلبهم كبار في السن؟
في أمريكا يضمن لهم "قانون الرؤساء السابقين" رواتب تقاعدية تتجاوز 219 ألف دولار سنويا، وعددا من الامتيازات، مثل: الحراسة، الموظفين، مكتب خاص، سيارات دبلوماسية وسائقين. هذه الامتيازات تعفيهم من الضغوط المادية وتمنحهم مساحة من الحرية ليستغلوا أوقاتهم كما يشاؤون، فماذا كانت اختياراتهم؟
قد تكون إجابة هذا السؤال سهلة أو متوقعة بالنسبة إلى الرئيس ترمب، فقد يتجه للتجارة مقتديا بالمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، الذي اختار لغة الأرقام، فعمل بعد انتهاء مدته في الشركة الروسية "جازبروم"، إلى أن أصبح رئيسا لعملاق البترول الروسي "روسنفت"، خاصة أنه رجل أعمال وأحد أبرز أثرياء الولايات المتحدة، والعالم، إذ قدرت مجلة "فوربس" ثروته بقيمة 2.5 مليار دولار أخيرا، واسمه مدرج في قائمة أثرى 400 رجل في العالم، أو ربما يستغل شهرته وشخصيته المثيرة للجدل ويتحول إلى الإعلام!
أما أغلب الرؤساء فقد اتجهوا إلى الكتابة ونشر العلم والثقافة، وعلى رأسهم ثالث رؤساء أمريكا توماس جيفرسون، الذي دفعته ثقافته وإجادته خمس لغات واهتمامه بالعلوم والأديان والفلسفة، إلى تأسيس جامعة فرجينيا، كما كان كاتبا موهوبا. وجروفر كليفلاند، الذي عمل محاضرا في جامعة برينستون بعد ولايتين له في الرئاسة، واختار الرئيس الإيطالي السابق البالغ من العمر 81 عاما أن يعمل عميدا لكلية السياسة والعلوم الاقتصادية في باريس بعد قضاء أربع دورات في سدة الحكم!
ورفض رذرفورد هايز الرئيس الـ19 لأمريكا أن يترشح لولاية ثانية بعد انتهاء ولايته عام 1881، وانتقل إلى ولاية أوهايو ليتولى إدارة عدد من المزارع العائلية، إلى جانب الاهتمام بأنشطة إنسانية، كإصلاح السجون وتعليم الأطفال السود في الجنوب.
وبعضهم عاد إلى مهنته الأساسية مثل تشستر آرثر الرئيس الأمريكي الـ21، الذي عاد إلى ممارسة مهنة المحاماة من جديد في نيويورك.
وتعد المؤتمرات مصدر رزق للرؤساء القدامى وخير مثال على ذلك الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي لجأ إلى تقديم مجموعة من اللقاءات والمؤتمرات التي كسب منها أموالا طائلة في أيام قليلة.. سائرا على خطى بيل كلينتون وتوني بلير اللذين برعا في الأمر نفسه!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي