رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


البحث العلمي وقمة العشرين

رغم ما قيل وسيقال عن عام 2020 من ذم وقدح، إلا أنه حقيقة عام مميز، عشنا فيه حياة مختلفة، ولم نكن وحدنا، تشاركنا مع العالم من حولنا الألم والأمل، وبدا دور السعودية في هذه الجائحة جليا واضحا وسباقا وقادة العالم بأكمله للسيطرة، ومن ثم الخروج من هذه الجائحة بأقل الخسائر بترؤسها قمة العشرين إبان هذه الجائحة.
إن وجود السعودية في مجموعة العشرين وضمن أقوى اقتصاديات العالم سيمكنها من التطور في مجال البحث العلمي، ويسهل عليها الشراكات العلمية والبحثية والتدريبية مع الدول المتقدمة التي تتصدر العالم في البحث العلمي، وسيتيح للجامعات ومراكزها البحثية ومعاهد البحوث في المملكة فرصة واسعة للتعاون وتبادل الخبرات والإمكانات البشرية والتقنية، مع دول لها باع طويل في هذا المجال، مثل: أمريكا وبريطانيا وألمانيا التي أنشئ فيها أول جامعة بحثية عام 1809 لمساعدتها على النهوض من هزيمتها في الحرب، وأول معهد بحثي مستقل "معهد العلوم الطبيعية" أنشئ في برلين أيضا عام 1887، الذي شهد نشاطات علماء ما زلنا ندرس نظرياتهم حتى الآن.
البحث العلمي، هو منبع الأمل لحل المشكلات وتجاوز التحديات التي تواجه العالم، ولا سيما وقت الأزمات والكوارث، فهو يربط لنا الوقائع ويفسرها على أسس علمية صحيحة. إن الاهتمام بالبحث العلمي ومقدار الإنفاق عليه يعد المعيار الذي يقاس به مدى تحضر الأمم. وتتضح مدى أهمية البحث العلمي للبشرية من خلال اهتمام العالم به وجعله أولوية في توصيات قمة العشرين التي تترأسها السعودية هذا العام، ويكاد يكون شريكا في جميع الموضوعات التي ستناقشها القمة، فهي تبدأ منه وتنتهي إليه. البحث العلمي خطوة استباقية لحل المشكلات ومواجهة الأزمات واستشراف المستقبل بشمولية واستدامة الحلول، لقد تعهدت دول العشرين منذ بداية الأزمة بدفع 21 مليار دولار لدعم تطوير لقاح كورونا، شاركت السعودية بـ 500 مليون دولار. إذا علمنا أن من أكبر أسباب تراجع الأبحاث أو قلة جودتها افتقار أغلب دول العالم خصوصا الدول النامية للإنفاق والدعم المادي للأبحاث والابتكارات. لهذا ضاعفت المملكة حجم الإنفاق على الأبحاث العلمية حتى حققت المرتبة الـ42 عالميا. ووفقا لمقاييس جودة النشر العلمي، احتلت المملكة المرتبة الـ36 عالميا في عدد الأوراق العلمية المنشورة، كما وصل عدد براءات الاختراع إلى 569، ما جعلها الأولى عربيا وإقليميا لعام 2019.
ونطمح إلى الصدارة عالميا بوجودنا داخل هذه المنظومة الدولية التي ينصب جل اهتمامها على الإنسان أيا كان لونه أو شكله أو معتقده مع عدم إغفال كوكبنا والأرض التي نعيش عليها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي