رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أجندة بايدن تهدد مستقبل النفط الصخري

الحدث الأبرز هذه الفترة على المستوى العالمي هو الانتخابات الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وترقب نتائجها. نتائج هذه الانتخابات لها انعكاسات كثيرة ليست حكرا على تحديد السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وإنما لها انعكاسات على أصعدة مختلفة، منها الصعيد الاقتصادي وصناعة النفط الصخري الأمريكي خصوصا موضوع مقالنا هذا. قطاع الطاقة كان وما زال أحد أبرز القطاعات الرئيسة المؤثرة، ولا يخلو سباق رئاسي من وجوده على رأس أجندة المرشحين، ولذلك من الطبيعي أن يترقب أرباب هذه الصناعة نتائج الانتخابات الأمريكية وأثرها الإيجابي أو السلبي المحتمل في هذه الصناعة الحيوية والاستراتيجية.
انعكاس نتائج الانتخابات ليست مهمة جدا للداخل الأمريكي ومنتجي النفط الصخري فقط، بل يتعدى أثرها خارج الحدود في ظل العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة على دول نفطية مثل إيران وفنزويلا، ما يجعل هاتين الدولتين وغيرهما تراقب أجندة وتوجه كل من المرشحين، الرئيس الحالي دونالد ترمب ومنافسه جو بايدن حول إنتاج النفط الصخري والعلاقات الأمريكية الخارجية. خلال العقد الأخير بزغ نجم النفط الصخري وغير المعادلة النفطية، فأوجد لنفسه مكانا مؤثرا بين المنتجين الآخرين، وأصبح رافدا رئيسا من روافد النفط لا يمكن تجاهله أو تهميشه، ما جعل أمريكا تتربع على عرش صدارة المنتجين للنفط عالميا. انخفض إنتاج النفط الصخري الأمريكي بشكل ملموس في الأشهر الماضية بفعل جائحة كورونا، فبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بلغ إنتاج النفط الصخري 7.6 مليون برميل يوميا في آب (أغسطس) من مستويات 9.2 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير) من العام ذاته، أي: بنسبة انخفاض تقارب 21 في المائة. الانخفاض الكبير في كمية الإنتاج الذي تزامن مع انخفاض الأسعار انخفاضا تاريخيا انعكس سلبا - بلا شك - على الوضع المالي لشركات النفط الصخري التي تأثرت بشدة من وطأة هذه الجائحة، ما تسبب في خسائر كبيرة في الوظائف في هذا القطاع تجاوزت 100 ألف وظيفة في آب (أغسطس) الماضي.
جائحة كورونا شكلت تحديا كبيرا لمنتجي النفط الصخري، حيث ضربت الاقتصاد العالمي في مقتل وشلت أركانه، لكن هل الجائحة هي التحدي الوحيد الذي تواجهه هذه الصناعة؟ هناك تحد آخر يخشاه منتجو النفط الصخري، وهو المرشح الديمقراطي بايدن الذي تهدد أجندته البيئية عشرات آلاف من الوظائف، فقد وعد بوضوح بوقف التصاريح لأي عمليات حفر جديدة على الأراضي الفيدرالية في اليوم الأول له في البيت الأبيض، في نيومكسيكو على سبيل المثال يتركز 90 في المائة من عمليات الاستكشاف والإنتاج في الأراضي الفيدرالية التابعة للولاية. هذا التصريح دفع شركات النفط الصخري إلى المسارعة لاستصدار تراخيص الحفر تحسبا لفوز بايدن. الوعد الذي قطعه بايدن يرتبط بأجندته البيئية، وتأييده الصريح لما يعرف باسم "الاتفاق الأخضر الجديد"، وهو مشروع قرار في الكونجرس لخفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، لكن الصناعة النفطية تخشى من أجندة بايدن.
معهد البترول الأمريكي يتوقع أن نحو 62 ألف وظيفة في نيومكسيكو وحدها ستكون مهددة في حال نفذ بايدن تجميد التراخيص الجديدة. في رأيي أن تصريحات بايدن حول النفط الصخري هي هدية على طبق من ذهب لمنافسه ترمب الذي سيستغلها بفاعلية لتعزيز حظوظه الانتخابية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي