رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


رحلة «الشيبان»

وثق مجموعة من كبار السن رحلة طافوا خلالها على مواقع منها الأثري، ومنها السياحي، ومنها البيئي، في شمال المملكة. رغم تحفظي على المسمى الذي يوحي بأن المشاركين أقل قدرة على التوثيق أو أنهم خرجوا نتيجة الملل والفراغ، إلا أن الرحلة ومفهومها يفتحان مجالا كبيرا للحوار، ويؤكدان أن هناك كثيرا مما يمكن أن نراجعه في تعاملنا مع من بلغوا سن التقاعد.
قد يطول ما أكتبه اليوم النسيان، لأن أغلبه طرق سابقا دون حلول، لكن سأكتب هنا على أمل أن يجد واحدا أو أكثر مما أراه مهما، طريقه إلى أرض الواقع. ارتفع العمر الافتراضي للمواطن السعودي، وبتسارع، إلى 77 عاما في عام 2020، وهو مرشح للارتفاع ليصبح 80 عاما بحلول عام 2030. هنا تطرح كثير من الأسئلة، التي شاهدت أجوبة عنها في الدول ذات المعدل العمري المرتفع في أوروبا واليابان، على سبيل المثال.
عندما تسيطر هذه الفئة العمرية ويصبح لدينا أشخاص خارج سوق العمل لفترة معدلها 20 عاما، علينا التوقف لمراجعة الوضع الاقتصادي والديموغرافي والنفسي والاجتماعي الذي نحتاج إلى التعامل معه. أول الأمور التي يجب أن نلتفت لها هو المحافظة على صحة هؤلاء بكل الوسائل المتاحة. وبالنظر إلى الأزمة التي تعيشها المنشآت والخدمات الصحية حاليا، ومع استمرار الزيادة في تعداد السكان سيكون علينا أن نواجه هذه الأزمة بحزمة إجراءات، بدأها خادم الحرمين الشريفين، حين كان أميرا لمنطقة الرياض، بإنشاء مركز الملك سلمان الاجتماعي.
نحتاج إلى مراكز في مدن ومحافظات المملكة كلها لاستيعاب الأعداد المتزايدة، وتقديم نوعية حياة مختلفة، تركز على النشاط البدني والذهني والاجتماعي، الذي يحافظ على صحة كبار السن، وديوانيات تحفز التفاعل المجتمعي.
ويمكن أن تبحث كل وزارة وهيئة عما تشارك به في ضمان بيئة وحياة اجتماعية سعيدة للجميع، ولنبدأ بورش عمل يشارك فيها المتقاعدون بصفتهم مستفيدين من هذه الخدمات، ونبني على ما نشاهده في دول العالم من ربط الخدمات باحتياج كبار السن، وتقديم وسائل الترفيه وتخفيض الرسوم، بل مجانية كثير منها، بما يسهم في ضمان سعادة واستمرارية الحركة والتفاعل من الفئات العمرية الأعلى، خصوصا أن أغلب كبار السن تنخفض إيراداتهم وتزداد مسؤولياتهم.
هناك كثير مما يمكن عمله، وأزعم أن واحدا من أهم عناصر الحكم على المجتمعات وتطورها، احترامها كبار السن وخدمتهم وإسعادهم، وهو ما نشاهده في دول العالم المتحضر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي